تصعيد بين واشنطن والحوثيين في البحر الأحمر مع أول رمضان

عدن – قتل 11 شخصا على الأقل وأصيب 14 في ضربات جوية منسوبة للتحالف الأميركي البريطاني استهدفت مدنا ساحلية وبلدات في غرب اليمن مساء الاثنين، وفق ما قال متحدث باسم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بينما شن الحوثيون هجوما على سفينة أميركية في البحر الأحمر وأكدوا اصابتها إصابة دقيقة.
وذكرت قناة المسيرة التلفزيونية التي تديرها حركة الحوثي اليمنية أن التحالف الذي يدافع عن السفن في البحر الأحمر شن 17 ضربة جوية على الأقل على مدينة الحديدة وعدد من المناطق الساحلية الأخرى في غرب اليمن.
كما أعلنت القوات الأميركية مساء الاثنين أنها دمرت مسيّرة تحت الماء وصواريخ بالستية مضادة للسفن، في سلسلة من الضربات ضد مواقع للمتمردين.
وذكرت القيادة الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان أنها نفذت ست ضربات "دمرت" مسيّرة تحت الماء و"18 صاروخا بالستيا مضادا للسفن" في المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وذلك بعد حصول إطلاق للنار باتجاه سفينة في البحر الأحمر.
وتأتي هذه الضربات في أعقاب سقوط أول قتلى من المدنيين وغرق أول سفينة منذ أن بدأت الحركة المتحالفة مع إيران مهاجمة السفن التجارية في نوفمبر، كما أنها تتزامن مع أول أيام شهر رمضان.
وأعلن المتمردون الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم خلال الليل، وقالوا إنهم استهدفوا هذه السفينة "بدقة". وقال المتحدث العسكري لجماعة الحوثي اليمنية يحيى سريع إن الجماعة الموالية لإيران استهدفت ما قالت إنها "السفينة الأميركية بينوكيو" في البحر الأحمر.
وأكد الجيش الأميركي، اليوم الثلاثاء، إعلانا للحوثيين بأنهم استهدفوا سفينة أميركية في البحر الأحمر، لكن القيادة المركزية الأميركية أشارت إلى أن السفينة "بينوكيو" التي وصفتها بأنها تجارية لم تصب بأي أذى.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إنها كذلك لم تتلق أي أضرار عن إصابات بالسفينة.
وقالت إن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن باتجاه "بينوكيو".
وأضافت أن "تلك الأسلحة كانت تمثل تهديدًا وشيكًا للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة"، مضيفة أنه "يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمانًا للبحرية الأميركية والسفن التجارية".
وتشير قواعد البيانات العامة التي تديرها شركة إكويسيس والمنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحد إلى أن "بينوكيو" هي سفينة حاويات ترفع العلم الليبيري وتملكها شركة (أو.إم-إم.إيه.آر 5) المسجلة في سنغافورة.
وقال سريع في الكلمة التي بثها التلفزيون: "تؤكد القوات المسلحة اليمنية أن عملياتِها العسكريةَ سوفَ تتصاعدُ بعونِ اللهِ تعالى خلالَ شهرِ رمضانَ، شهرِ الجهادِ، نصرةً ودعماً وإسناداً للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ ولإخوانِنا المجاهدينَ في قطاعِ غزة".
وأشارت وكالة السلامة البحرية البريطانية "يو كيه إم تي أو" في وقت سابق إلى أن السفينة "بينوكيو" المسجلة في سنغافورة والتي "ترفع علم ليبيريا" قد أبلغت عن "ضجيج انفجار قريب منها" أثناء وجودها في جنوب غرب ميناء الصليف اليمني. وفقا للوكالة البريطانية والقيادة المركزية الأميركية فإن الطاقم آمن والسفينة لم تتضرر.
وكان المتمردون قتلوا الأربعاء الماضي ثلاثة من أفراد طاقم السفينة ترو كونفيدنس التي ترفع علم بربادوس وتديرها شركة يونانية في هجوم قبالة ميناء عدن. جاء ذلك بعد أيام من غرق سفينة الشحن روبيمار التي ابتلعتها المياه بعد نحو أسبوعين من إصابتها في هجوم صاروخي للحوثيين في 18 فبراير.
وبدأ الحوثيون منذ نوفمبر استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون في أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، قائلين إن ذلك يأتي دعما لقطاع غزة الذي يشهد حربا بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
وأنشأت الولايات المتحدة في ديسمبر، تحالفا بحريا متعدد الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر في مواجهة هجمات الحوثيين التي أجبرت السفن التجارية على تحويل مسارها وتجنب الممر البحري الذي تعبره 12 بالمئة من التجارة العالمية.
وفي محاولة لردعهم و"حماية" الملاحة البحرية، تشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للمتمردين منذ 12 يناير. وينفذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق.
وأكد الحوثيون في أعقاب هذه الضربات أن السفن الأميركية والبريطانية باتت أهدافا "مشروعة" لهم.
واعتبر ممثل للبحرية الفرنسية الاثنين أن البحر الأحمر يواجه سيلا من العنف "المتفلت".
وقال لوران سونوا قائد الفرقاطة الفرنسية "لانغودوك" التي عادت من منطقة البحر الأحمر بعد مهمة استمرت ثمانية أشهر، "نواجه اليوم سيلا من العنف المتفلت في البحرين الأسود والأحمر".
وكان سونوا يتحدث من قاعدة طولون البحرية في جنوب فرنسا.