ملتقى الفنان يحتفي بالتراث الفني لمراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024

الملتقى يهدف إلى التعريف بمختلف الجوانب الثقافية والتراثية التي تختزلها مراكش وإبراز مكانتها وإشعاعها.
الاثنين 2024/03/11
تراث فني عريق

مراكش (المغرب) - شكلت تيمة "متعة العين والشذى" محور ملتقى الفنان، الذي انطلقت فعالياته مساء السبت بقصر الباهية بالمدينة الحمراء، بحفل فني ذي طابع روحاني، وذلك في إطار الاحتفاء بمراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024.

وتميز الحفل، الذي حضره على الخصوص، مدير الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة - هشام عبقري، ونائبة رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، المكلفة بالقطاع الثقافي والاجتماعي، عتيقة بوستة، والمدير الجهوي للثقافة حسن هرنان، بالإضافة إلى عدة شخصيات من عالم الفن والثقافة، بتقديم فرقة "الحضرة الشفشاونية" برئاسة الفنانة خيرة أفزاز، والمكونة من مجموعة من النساء اللواتي يرتدين لباسا تقليديا موحدا، لمجموعة من القصائد الدينية على إيقاع آلات موسيقية تقليدية.

وتلت هذه الفرقة على خشب العرض، فرقة “بنات عيساوة” برئاسة الفنانة نوال العبدلاوي، التي تفاعل الجمهور الحاضر مع عروضها التي تعكس مختلف المظاهرة الاحتفالية للزاوية العيساوية. وأكد عبقري، في كلمة بالمناسبة، أن ملتقى الفنان، يندرج ضمن فعاليات الاحتفاء بمراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، المنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) بشراكة مع منظمة الإيسيسكو، والمجلس الجماعي لمراكش، وتتخلله عدة أنشطة موسيقية ومسرحية ومعارض للفن التشكيلي.

◙ التشكيلي أحمد بن إسماعيل ثمن تنظيم هذه المعارض التي تمكّن الفنانين المشاركين من عرض تجربتهم في مجال الفن التشكيلي
◙ التشكيلي أحمد بن إسماعيل ثمن تنظيم هذه المعارض التي تمكّن الفنانين المشاركين من عرض تجربتهم في مجال الفن التشكيلي

وأضاف أن احتضان قصر الباهية لفعاليات هذا الملتقى يعد فرصة لسكان المدينة الحمراء وزوارها المغاربة والأجانب لاكتشاف شكل من أشكال الثقافة المغربية المتنوعة، ومناسبة أيضا لتثمين التراث المغربي. من جهتهما، أبرز كل من حسن هرنان، وعتيقة بوستة، أن هذا الملتقى يهدف إلى التعريف أكثر بمختلف الجوانب الثقافية والتراثية التي تختزلها المدينة الحمراء وإبراز مكانتها وإشعاعها على الصعيدين الوطني والدولي.

يشار إلى أن هذا الملتقى قد استهل بافتتاح معارض فنية للفنانين التشكيليين أحمد بن إسماعيل، ويوسف الكهفعي، وعمر بورقبة، وهي تتضمن مجموعة من إبداعات هؤلاء الفنانين المنحدرين من مدينة مراكش والمنتمين إلى مدارس مختلفة حيث يسعى كل واحد منهم عبر لوحاته إلى إبراز ميولاته الإبداعية وخبرته في التعامل مع الريشة والألوان في إنجاز لوحات فنية.

وثمن التشكيلي أحمد بن إسماعيل في تصريح له تنظيم هذه المعارض التي تمكّن الفنانين المشاركين من عرض تجربتهم في مجال الفن التشكيلي، مبرزا أن لوحاته تتناول مواضيع ذات صلة بالمدينة القديمة خاصة حومة سيدي بن سليمان الجزولي بمختلف مكوناتها من أضرحة ودروب وأزقة التي تتميز بتثمين سكانها لفن الملحون.

ويتضمن برنامج هذا الملتقى، المنظم إلى غاية الحادي والعشرين من مارس الجاري، أمسيات فنية في الموسيقى الأندلسية والملحون والمديح النبوي والسماع الصوفي، وموسيقى الطرب والفن العيساوي والكناوي، وكذلك التراث اللامادي، فضلا عن تقديم عروض مسرحية.

ومدينة مراكش، أيقونة المدن المغربية بمكانتها التاريخية، وواجهة ثقافية عالمية اشتهرت بإنتاجها الثقافي والتراثي والأدبي، معززة صورتها كواجهة لتعزيز قيم التعايش والحوار. وهي أيضا مدينة الشعر والشعراء، من خلال ما قدمته من تجارب شعرية أغنت شجرة الشعر المغربي الوارفة، بل هي المدينة التي شهدت إصدار أول ديوان شعري مغربي، وهو ديوان “أحلام الفجر” للشاعر عبدالقادر حسن العاصمي الصادر سنة 1935. وهي مدينة الفنون.

تمزج مدينة مراكش بين الأصالة والحداثة وهي معادلة جعلت منها وجهة سياحية عالمية جاذبة، نظرا لاستثمار المغرب في المؤهلات الطبيعية للمدينة الساحلية بجغرافيتها وموقعها وتركيبتها السكانية، ليضفي على سحرها طابعا خاصا يجتذب الملايين من السياح الأجانب سنويا. كما للمدينة تأثير فني كبير في المسرح والموسيقى والفن التشكيلي ما يجعلها تزخر بإرث كبير سيساهم اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية في تثمينه أكثر ونشره.

◙ احتفاء بتقاليد راسخة
◙ احتفاء بتقاليد راسخة 

 

12