احتجاجات في امستردام تنديدا بمشاركة هرتسوغ في افتتاح متحف للمحرقة

امستردام - على بعد أقل من كيلومتر واحد، جرت احتجاجات ضد مشاركة الرئيس الاسرائيلي اسحاق هرتسوغ في افتتاح أول متحف في هولندا للمحرقة، نظمتها مجموعات بعضها يهودي للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وتجمع المئات وهم يلوحون بالأعلام واللافتات الفلسطينية ويهتفون "لن يحدث هذا مرة أخرى الآن" في إشارة إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأطلقوا صيحات الاستهجان وهتفوا بشعارات تنديد عند وصول كبار الشخصيات إلى المتحف. وقالت المتظاهرة إستيل جيليسن (25 عاما) "هناك مكان واحد يليق به هرتسوغ هو المحكمة الجنائية الدولية" التي تحاكم المتهمين بارتكاب جرائم حرب.
وعلق المتظاهرون لافتات على أعمدة الإنارة على طول الطريق كتب عليها "انعطف إلى المحكمة الجنائية الدولية".
وأضافت جيليسن "الكثير من اليهود يعارضون قدومه إلى هنا أيضا لأن آلام أسلافهم، ومعاناة أسلافهم، يتم تلطيخها بقدوم هذا الرئيس".
وبدأت الحرب في غزة بعدما شن مقاتلو حماس هجوما على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي، أسفر عن مقتل حوالى 1160 شخصا، وفقا للأرقام الرسمية الإسرائيلية.
كما احتجز 250 شخصا رهائن وتم إطلاق سراح العشرات منهم خلال هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر الماضي. وتعتقد إسرائيل أن 99 من الرهائن المتبقين في غزة ما زالوا أحياء وأن 31 ماتوا.
وأدى القصف الإسرائيلي العنيف والهجوم البري على غزة إلى مقتل 31045 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
وافتتح ملك هولندا فيليم ألكساندر رسميا أول متحف للمحرقة في البلاد الأحد، فيما كان محتجون يتظاهرون تنديدا بالحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة وضد مشاركة الرئيس الإسرائيلي في الافتتاح وإلقاء كلمة في الحفل.
وقال الملك خلال تجمع في كنيس قريب حضره أيضا ناجون هولنديون من المحرقة "يظهر لنا هذا المتحف العواقب المدمرة التي يمكن أن تترتب على معاداة السامية".
من جهته، اعتبر هرتسوغ أن إنشاء المتحف يبعث بـ"رسالة واضحة وقوية: تذكروا، تذكروا الفظائع التي ولدت من الكراهية ومعاداة السامية والعنصرية ولا تسمحوا لها أبدا بالازدهار مرة أخرى"، مضيفا "لسوء الحظ... الكراهية ومعاداة السامية تزدهران في الوقت الحالي في جميع أنحاء العالم وعلينا محاربتهما معا".
ودعا إلى "العودة الفورية والآمنة" للرهائن الذين احتجزوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر، وحث الحاضرين على "الصلاة من أجل السلام".
ويفتح متحف المحرقة الواقع وسط الحي اليهودي في أمستردام، أبوابه أمام الجمهور الاثنين، بعد مرور نحو ثمانين عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية. ويعرض 2500 قطعة تتعلق بالمحرقة، لم يعرض الكثير منها من قبل علنا.
وقبل الحرب والاحتلال النازي، كانت هولندا موطنا لجالية يهودية تناهز 140 ألف شخص، يتركزون بشكل رئيسي في أمستردام. وبحلول الوقت الذي انتهت فيه المحرقة، يقدر أن نحو 75 في المئة من أبناء الجالية - 102 آلاف شخص - قد قُتلوا.
ويأتي افتتاح المتحف في وقت تتزايد فيه معاداة السامية في هولندا. وفي هذا السياق، أفاد المنسق الوطني الحكومي لمكافحة معاداة السامية الشهر الماضي أن عدد الحوادث ذات الصلة تضاعف عام 2023.
وفي اعتداء تصدر عناوين الأخبار المحلية، رسم مجهولون مؤخرا صلبانا معقوفة على كنيس يهودي في بلدة ميدلبورغ الجنوبية. وخصصت أمستردام 900 ألف يورو لتأمين المتحف الذي أقيمت خارجه حواجز كبيرة لمنع وقوع هجمات.