الجيش الأميركي يتصدى لهجوم واسع من المسيّرات الحوثية

توسيع حجم الهجوم يظهر أن الحوثيين يحكمون اللعبة بشكل يتيح لهم إدامة الاشتباك ودون خرق الخطوط الحمراء.
الأحد 2024/03/10
احتفال بانتصار وهمي

صنعاء - أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، السبت، إسقاط 28 طائرة مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر. جاء ذلك في بيان صادر عن سنتكوم، تحت عنوان “القوات الأميركية والتحالف يدحران هجوما للحوثيين في منطقة البحر الأحمر".

ويرى مراقبون أن توسيع حجم الهجوم يظهر أن الحوثيين يحكمون اللعبة بشكل يتيح لهم إدامة الاشتباك ودون خرق الخطوط الحمراء. وقال بيان سنتكوم إنه "بعد المزيد من الاشتباكات خلال الصباح (السبت)، أسقطت القوات الأميركية وقوات التحالف ما لا يقل عن 28 طائرة دون طيار بين الساعة 4:00 صباحًا والساعة 8:20 صباحا (بتوقيت صنعاء/ تغ+3)".

وأكدت سنتكوم "عدم تضرر أي سفن تابعة للبحرية الأميركية أو قوات التحالف في الهجوم". وفي وقت سابق السبت، أعلن الجيش الأميركي أنه أسقط مع القوات المتحالفة 15 مسيرة هجومية للحوثيين. وبُعيد الإعلان الأميركي، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن الحوثيين نفذوا "عمليتينِ عسكريتينِ نوعيتين الأولى استهدفتْ سفينةَ 'بروبل فورتشن' الأميركيةَ في خليجِ عدن بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ المناسبةِ، فيما العمليةُ الثانيةُ استهدفتْ من خلالِها عددا منَ المدمراتِ الحربيةِ الأميركيةِ في البحرِ الأحمرِ و خليجِ عدن بـ37 مسيّرة".

وتشير مواقع تتبع السفن إلى أن السفينة "بروبل فورتشن" ترفع علم سنغافورة، لكنها لم تبلّغ عن موقعها الحالي. وهذا الهجوم هو من أكبر الهجمات التي يشنّها الحوثيون مذ بدأوا في نوفمبر استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، معتبرين أن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.

◙ الهجوم هو من أكبر الهجمات التي يشنّها الحوثيون مذ بدء استهداف سفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان إن الهجوم الحوثي "واسع النطاق" وقع قبيل الفجر، مشيرة إلى أن القوات الأميركية وحلفاءها رأوا في المسيّرات "تهديدا وشيكا للسفن التجارية والبحرية الأميركية وسفن التحالف في المنطقة". وأضافت في منشور على منصة إكس أن “سفن وطائرات البحرية الأميركية إلى جانب العديد من سفن وطائرات التحالف أسقطت 15" من تلك المسيّرات. وتابعت "تُتخذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمنا وأمانا".

وأسقطت باريس أربعا من هذه المسيّرات حسبما أفادت وزارة الجيوش الفرنسية. وقالت الوزارة في بيان إن فرقاطة متعددة المهام تقوم بدوريات في خليج عدن رصدت “أربع مسيّرات مقاتلة تتقدم نحوها" و"دمرتها الفرقاطة ومقاتلات فرنسية دفاعًا عن النفس".

وفي صنعاء، شارك مناصرون للحوثيين السبت في عرض عسكري، وداسوا أعلاما أميركية وإسرائيلية وبريطانية. وكان الجيش الأميركي أعلن في التاسع من يناير أنه أسقط والقوات البريطانية 18 مسيّرة وثلاثة صواريخ أطلقها الحوثيون باتجاه سفن في البحر الأحمر. وقالت لندن آنذاك إن ذلك كان أكبر هجوم للحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من اليمن بينها العاصمة صنعاء.

وأنشأت الولايات المتحدة في ديسمبر تحالفًا بحريًا متعدد الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر في مواجهة هجمات الحوثيين التي أجبرت السفن التجارية على تحويل مسارها وتجنب الممر البحري الذي تعبره 12 في المئة من التجارة العالمية. وأصاب صاروخ أُطلق من اليمن ناقلة بضائع في خليج عدن الأربعاء، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل من أفراد طاقمها، وفق ما أكدت الولايات المتحدة التي توعّدت بـ”محاسبة” المتمردين على هذا الهجوم.

وأكدت مانيلا الخميس أن اثنين من أفراد الطاقم يحملان الجنسية الفلبينية. ويرجّح أن القتلى الثلاثة هم أول ضحايا يسقطون جراء سلسلة الهجمات البحرية التي ينفّذها الحوثيون منذ نوفمبر. والأسبوع الماضي، غرقت السفينة “روبيمار” المهجورة التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية وعلى متنها 21 ألف طن متري من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم.

وفي محاولة لردعهم و”حماية” الملاحة البحرية، تشنّ القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة للمتمردين منذ 12 يناير. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق. وأكد الحوثيون في أعقاب هذه الضربات أن السفن الأميركية والبريطانية باتت أهدافا “مشروعة” لهم.

3