البنتاغون يحدد موعد الانتهاء من إنشاء ميناء المساعدات في غزة

واشنطن - أعلن البنتاغون مساء الجمعة أنّ الميناء العائم الموقت الذي تعتزم الولايات المتّحدة إنشاؤه قبالة غزة لإيصال المساعدات إلى سكّان القطاع الفلسطيني ستستغرق عملية بنائه ما يصل إلى 60 يوماً وسيشارك فيها على الأرجح أكثر من ألف جندي.
وفي خطابه عن حال الاتحاد الخميس أمر الرئيس الأميركي جو بايدن الجيش ببناء ميناء عائم موقت في غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي تحاصره إسرائيل وتشنّ فيه عملية عسكرية ضخمة منذ خمسة أشهر.
وأوضح المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر للصحافة أنّ الجيش الأميركي سينشئ رصيفاً بحرياً عائماً قبالة سواحل غزة لتمكين سفن الشحن الضخمة من الرسو فيه وتفريغ بضائعها في قوارب أصغر تنقل هذه المساعدات إلى جسر بحري يتمّ ربطه بشاطئ غزة.
وقال رايدر إنّ الولايات المتّحدة "ستنشئ قبالة الساحل رصيفاً بحرياً موقتاً يتيح لسفن الشحن أن تنقل البضائع إلى قوارب أصغر تتولّى إيصال هذه الشحنات إلى جسر بحري مؤقت وتفريغها فيه".
وأضاف أنّ عملية بناء الميناء والرصيف "ستتطلّب أكثر من 1000 جندي أميركي" و"ما يصل إلى 60 يوماً".
ولفت رايدر إلى أنّ هذا الميناء "يمكن أن يوفر أكثر من مليوني وجبة يومياً لمواطني غزة"، مجدّداً التشديد على أنّه "لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض" في القطاع الفلسطيني في إطار هذه العملية التي سيساهم فيها أيضاً شركاء إقليميون لواشنطن.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز عن الرئيس الأميركي قوله إنّ الإسرائيليين سيؤمّنون الميناء لتقديم المساعدات إلى غزة.
وأوضح بايدن في خطاب له أن الميناء "سيكون قادراً على استقبال سفن كبيرة تحمل الغذاء والماء والدواء وملاجئ مؤقتة". وحذّر الرئيس الأميركي إسرائيل من أنّه لا يمكنها أن تستخدم ملف المساعدات الإنسانية لقطاع غزة "ورقة مساومة"، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع في قطاع غزة.
وقال بايدن في خطابه السنوي "إلى قيادة إسرائيل أقول ما يلي: لا يمكن للمساعدات الإنسانية أن تكون مسألة ثانوية أو ورقة مساومة. إنّ حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون الأولوية".
ورحبت إسرائيل بالممر الإنساني البحري من قبرص الواقعة على مسافة نحو 380 كيلومترا من غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليئور حياة عبر منصة إكس إن هذه المبادرة "ستتيح زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية وفقا للمعايير الإسرائيلية".
وبعد خمسة أشهر من الحرب المدمرة التي اندلعت في 7 أكتوبر إثر هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل، أودت الضربات الإسرائيلية بما لا يقل عن 78 شخصا خلال الساعات الماضية، ليبلغ عدد القتلى في غزة 30878 منذ بداية الحرب، وفق ما أفادت الجمعة وزارة الصحة في القطاع.
وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا متزايدة على حليفتها إسرائيل التي تفرض منذ التاسع من أكتوبر حصارا "كاملا" على القطاع ولا تسمح بإمداده سوى بكميات شحيحة من المساعدات.
وقال جو بايدن الجمعة إنه يتعين على بنيامين نتانياهو السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، بعدما سُمع يقول عبر ميكروفون مفتوح إنه سيجري نقاشا صريحا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الحرب في القطاع.
وأعلن بايدن في وقت لاحق الجمعة أنّ التوصّل لوقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة بحلول شهر رمضان "يبدو أمراً صعباً".
وعبّر بايدن عن قلقه "الشديد" من العنف الذي يمكن أن يندلع في القدس الشرقية المحتلة خلال رمضان.
وأعلنت كندا الجمعة استئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعد أكثر من شهر على تعليقه.
ووفق الأمم المتحدة، صار 2.2 مليون شخص، يشكلون الغالبية العظمى من سكان غزة، مهددين بالمجاعة مع نقص خطير في الغذاء ومياه الشرب. كما نزح 1.7 مليون منهم عن بيوتهم بسبب القصف والقتال.
وصرّحت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لايين بعد زيارة لميناء مدينة لارنكا بجنوب قبرص، "نحن قريبون جدا من فتح هذا الممر البحري، ونأمل في أن يحدث ذلك هذا الأحد".
وجاء في بيان مشترك للجهات المساهمة في الخطة أن "الوضع الإنساني في غزة كارثي (...) لهذا السبب، تعلن المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة اليوم عزمها على فتح ممر بحري لتوصيل مساعدات إنسانية إضافية تشتد الحاجة إليها".
ورغم اعترافهم بأن هذه العملية ستكون "معقدة"، أكد المساهمون تصميمهم على العمل من أجل "ضمان إيصال المساعدات بأكبر قدر ممكن من الفعالية".
وتتوجه فون دير لايين في 17 مارس إلى مصر يرافقها رئيسا وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس وبلجيكا ألكسندر دو كرو.
وبسبب شحّ المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع برّاً اضطرت الولايات المتحدة للانضمام إلى دول أخرى في إلقاء مساعدات من الجو على السكّان المتضوّرين جوعاً.
وأعلن البنتاغون أنّ طائرة عسكرية أميركية أسقطت الجمعة أكثر من 11500 وجبة طعام على غزة في رابع عملية إنزال مشتركة بين الولايات المتحدة والأردن هذا الشهر.
وخلال عملية إنزال جوي، قُتل خمسة أشخاص وأصيب عشرة آخرون بسبب سقوط طرود المساعدات الإنسانية.
والجمعة، أفاد مسؤول في مستشفى الشفاء في مدينة غزة بأنّ خمسة فلسطينيين قتلوا وأصيب عشرة آخرون إثر سقوط صناديق مساعدات ألقتها طائرات على قطاع غزة ولم تفتح مظلاتها.
وردّاً على سؤال عن هذه الحادثة، قال مسؤول دفاعي أميركي إنّ "الولايات المتحدة لم تكن السبب في الوفيات التي حدثت خلال عملية الإنزال الجوي التي نفّذناها في غزة".
وبدوره، نفى مصدر عسكري أردني أيّ ضلوع للطائرات الأردنية الأربع التي شاركت في إلقاء المساعدات في غزة في هذه الحادثة.