توسيع الاستيطان في الضفة يرقى إلى جريمة حرب

تقرير أممي يقول إن عنف المستوطنين والانتهاكات المتعلقة بالاستيطان بلغا مستويات جديدة صادمة تحول دون إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
الجمعة 2024/03/08
وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية زادت بشكل صادم

جنيف - حذّر مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة من أن إقامة وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يشكّل "جريمة حرب" و"يمكن أن يقضي على أي إمكانية عملية لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة".

وقال تورك في تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن بناء وتوسيع المستوطنات بشكل متواصل "يعني نقل إسرائيل سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها"، مؤكدا أن "عمليات النقل هذه تشكل جريمة حرب" بموجب القانون الدولي.

وشدد التقرير الذي يغطي الفترة الممتدة من الأول من نوفمبر 2022 إلى 31 أكتوبر 2023 على أن "عمليات النقل من هذا النوع تشكل جريمة حرب تترتب عليها مسؤولية جزائية فردية للأشخاص المشاركين" فيها.

وتعليقا على التقرير، اتهمت الممثلية الدائمة لإسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف المفوض السامي لحقوق الإنسان بتجاهل الضحايا الإسرائيليين، لكنها لم تعلق على مضمون الاتهامات.

وقال التقرير إن "عنف المستوطنين والانتهاكات المتعلقة بالاستيطان بلغا مستويات جديدة صادمة، يمكن أن تقضي على أي إمكانية عملية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة".

من جهة أخرى قال تورك في بيان نشر بمناسبة صدور التقرير إن "المعلومات التي نشرت هذا الأسبوع وتفيد بأن إسرائيل تخطط لبناء 3476 منزلا إضافيا للمستوطنين في معاليه أدوميم وإفرات وكيدار، مخالفة للقانون الدولي"، مضيفا أن "حجم المستوطنات الإسرائيلية القائمة حاليا توسّع بشكل ملحوظ خلال الفترة التي يغطيها التقرير".

وأشار إلى أن نحو 24300 وحدة سكنية أقيمت داخل مستوطنات إسرائيلية موجودة في الضفة الغربية المحتلة خلال هذه الفترة، موضحا أنه "أكبر عدد يسجل منذ بدء رصدها في 2017". وأوضحت الوثيقة أن هذا العدد يشمل "نحو 9670 وحدة في القدس الشرقية".

ولفت التقرير إلى أن "إنشاء المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية وتوسيعها المستمر يجريان بموازاة تهجير فلسطينيين بسبب عنف المستوطنين الإسرائيليين والدولة".

وتابع أنه يضاف إلى ذلك "عمليات الإخلاء القسري والامتناع عن إصدار تصاريح بناء وهدم منازل وفرض قيود على حركة الفلسطينيين".

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، زادت حدة العنف بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967. وفي نهاية ديسمبر، رأى فولكر تورك أن "كثافة العنف والقمع غير مسبوقين منذ سنوات" في الضفة الغربية.

ويعيش حاليا أكثر من 490 ألف شخص في مستوطنات في الضفة الغربية تعتبر غير مشروعة بموجب القانون الدولي.

وفي سياق الحرب في قطاع غزة، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في نهاية فبراير أن "المستوطنات الجديدة تؤدي إلى نتائج عكسية على تحقيق السلام الدائم".

واتهمت السفارة الإسرائيلية في جنيف المفوضية السامية لحقوق الإنسان بأنها "تجاهلت مرة أخرى مقتل 36 إسرائيليا بينهم نساء وأطفال وسائح وجرح 296 في الإرهاب الفلسطيني في 2023، قبل السابع من أكتوبر وبعده".

وقال البيان الإسرائيلي إن "حقوق الإنسان عالمية، لكن الضحايا الإسرائيليين للإرهاب الفلسطيني يتم تجاهلهم باستمرار" من قبل المفوضية العليا.

وكانت الأمم المتحدة طالبت في ديسمبر 2023 إسرائيل بـ"وضع حد لعمليات القتل غير المشروع وعنف المستوطنين" بحق الفلسطينيين منددة بـ"التدهور المتسارع" في وضع حقوق الإنسان في الضفة الغربية منذ بدء الحرب في غزة.

وقال فولكر تورك حينها إن "استخدام التكتيكات العسكرية والأسلحة في إطار إنفاذ القانون، واستخدام القوة غير الضرورية أو غير المتناسبة وفرض قيود واسعة على الحركة هي أمور مقلقة جدا".

واندلعت الحرب بعد هجوم نفّذته حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا وفق بيانات إسرائيليّة رسميّة.

وتردّ إسرائيل بقصف مدمّر على قطاع غزّة وعمليات برية ما تسبّب بمقتل 30878 شخصا غالبيتهم العظمى مدنيّون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.