جولة سعودية مرتقبة لخصخصة المزيد من الأصول الرياضية

الحكومة السعودية تسعى إلى رفع قيمة الدوري المحلي.
السبت 2024/03/09
الكبار في ملاعب السعودية

جدة (السعودية) - تستعد الحكومة السعودية لإطلاق موجة جديدة من خصخصة أندية كرة القدم ضمن إستراتيجيتها الطموحة لتعزيز مشاركة المستثمرين في تنويع الاقتصاد.

وكشف نائب وزير الرياضة بدر القاضي خلال مؤتمر بلومبرغ باور بلايرز جدة بالتعاون مع المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام عن اقتراب انطلاق المرحلة المقبلة من بيع أصول الأندية.

وقال في مقابلة مع بلومبرغ الشرق على هامش المؤتمر الجمعة إن “هذا يمنحنا الفرصة لتشجيع الاستثمار المستدام في الرياضة، كما يمنحنا عائدا لإعادة الاستثمار”.

وتكشف الخطوة بوضوح أن البلد يعي جيدا أن الرياضة بإمكانها المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد إذ تم توظيف رؤوس أموال جديدة فيها بعد مرحلة الخصخصة التي شهدتها منذ 2017 والتي حررت الحكومة من الإنفاق عليها.

بدر القاضي: الخطوة تعد فرصة لتشجيع الاستثمار المستدام بالقطاع
بدر القاضي: الخطوة تعد فرصة لتشجيع الاستثمار المستدام بالقطاع

وتتزايد رغبة المسؤولين بالاستثمار في هذا المجال المهم من خلال إعطاء الأولوية لرياضة كرة القدم نظرا للشعبية الكبيرة التي تحظى بها هذه اللعبة عبر العالم.

وسبق أن أكد مستشار في الاستثمار والتسويق الرياضي خالد الربيعان أن الأندية المحلية “بيئة خصبة للاستثمار وبها فرص مغرية”.

وأوضح أن عمليات التخصيص ستسمح بجذب شركات أجنبية والتي قد يكون غالبيتها يملك صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادية) حصصا فيها.

واكتسب القطاع خلال السنوات القليلة الماضية زخما في ظل اهتمام الحكومة بتنويع محفظة أعمالها، التي يديرها صندوقها السيادي، من خلال توسيع الاستثمار في الرياضة بعد أن قطعت شوطا مهما لتطويره منذ إعلان إستراتيجية التحول في 2016.

وبات الاستثمار الرياضي، الذي ظل بعيدا لسنوات عن دائرة اهتمامات الحكومات المتعاقبة من ضمن المجالات التي من الممكن تحقيق أقصى حدود الاستفادة منها.

ورجح القاضي استمرار موجة انتقالات اللاعبين التي بدأت العام الماضي، وانضم على إثرها نخبة من نجوم كرة القدم العالمية إلى الأندية المحلية، بمن فيهم البرازيلي نيمار والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة.

لكن مع ذلك، فإنه من غير الواضح بعد ما إذا كانت الصفقات الجديدة ستتم على نفس المستوى، والتي يدعما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بقوة لتنفيذ أجندة التحول رؤية 2030.

وأنفقت السعودية وذراعها للاستثمار صندوق الثروة مبالغ كبيرة على الرياضة خلال السنوات الأخيرة كجزء من حملة البلاد لتنويع الاقتصاد وتشجيع السياحة وتحسين جودة الحياة.

ونشرت بلومبرغ سابقا أن الحكومة تخطط لجذب المزيد من المستثمرين الخارجيين لتعزيز منافستها بين الكبار في ملاعب كرة القدم.

ومولت الرياض معظم استثماراتها ومبادراتها الخاصة ذاتياً حتى الآن، ولكنها تسعى لتشجيع مشاركة القطاع الخاص، ليس فقط على صعيد الرياضة وإنما من أجل جذب المزيد من السياح كذلك، وتلبية هدفها الخاص ببناء مشاريعها الضخمة.

وقالت أماندا ستافيلي، الرئيسة التنفيذية لشركة بي.سي.بي كابيتال بارتنرز، المالك المشارك مع صندوق الثروة لنادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، إنها ترى “فرصة واعدة” للاستحواذ على حصة في ناد سعودي.

عمليات التخصيص ستسمح بجذب شركات أجنبية والتي قد يكون غالبيتها يملك صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادية) حصصا فيها

وكانت السعودية قد استحوذت في أكتوبر 2021 على نادي نيوكاسل في صفقة بقيمة 300 مليون جنيه استرليني.

ونمت إيرادات دوري كرة القدم السعودي الذي أصبح يحمل اسم شركة روشن التابعة للصندوق السيادي، بمقدار 32 في المئة مقارنةً بالموسم الماضي.

وتوقع الرئيس التنفيذي للعمليات في دوري روشن خلال مقابلة مع بلومبرغ الشرق مع الشرق ارتفاع هذه الإيرادات بشكل أكبر بدءا من موسوم 2025 – 2026، مع دخول دورة موسمية جديدة من حيث الرعاة وحقوق البث في المنطقة والعالم.

وحلّ دوري روشن للمحترفين في المركز الرابع عالميا خلف دوريات إنجلترا وفرنسا وإيطاليا من حيث الإنفاق على صفقات ضم اللاعبين في موسم 2023 – 2024، ووصل حجم الإنفاق إلى نحو 950 مليون دولار.

وتستهدف السعودية الوصول ببطولة كرة القدم إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم وزيادة إيرادات رابطة الدوري للمحترفين من 120 مليون دولار إلى أكثر من 480 مليون دولار.

وإلى جانب ذلك، تسعى السلطات إلى رفع قيمة الدوري المحلي للمحترفين من 800 مليون دولار حاليا إلى أكثر من 2.1 مليار دولار.

10