الضغوط الدولية تجبر السلطات السودانية على تمرير المساعدات عبر تشاد

حكومة السودان تتهم تشاد الدولة الجارة بمساعدة قوات الدعم السريع.
الخميس 2024/03/07
المساعدات قاعدة لكسب الحرب

الخرطوم - أجبرت الضغوط الدولية المتصاعدة الحكومة السودانية الموالية للجيش على الموافقة على إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع تشاد.

وأعلنت الحكومة في يناير الماضي عن إيقاف مرور المساعدات عبر تشاد، متهمة الدولة الجارة بمساعدة قوات الدعم السريع. وأثر القرار على الملايين من السودانيين لاسيما في إقليم دارفور غرب البلاد، حيث بات معظمهم مهددا بالمجاعة.

وتكثفت مؤخرا الضغوط الدولية مطالبة الحكومة بالتراجع عن موقفها، واعتبرت منظمات أممية أن القرار يرقى إلى جريمة حرب. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان الأربعاء إن الحكومة أبلغت الأمم المتحدة بموافقتها على إدخال المساعدات عبر تشاد.

وجاء في البيان “انطلاقا من مسؤولية حكومة السودان نحو مواطنيها في مختلف أنحاء البلاد، فقد أبلغت وزارة الخارجية الأمم المتحدة اليوم موافقة الحكومة على استخدام معبر الطينة من تشاد إلى الفاشر لدخول المساعدات الإنسانية المحددة”.

وأضاف البيان أنه ستستخدم مسارات (بورتسودان – عطبرة – مليط – الفاشر)، ومسار من مصر عبر طريق البحر الأحمر بورتسودان، ومعبر وادي حلفا – دنقلا، إضافة إلى مسار من جمهورية جنوب السودان بواسطة النقل النهري والطريق البري من الرنك إلى كوستي.

برنامج الأغذية يحذر من أن الحرب قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم في بلد يشهد أساسا أكبر أزمة نزوح

كما أعلنت الخارجية السودانية الموافقة على استخدام مطارات الفاشر وكادوقلي والأبيض في حالة تعثر الوصول عبر الطرق البرية.

واتهمت وزارة الخارجية بعض الجهات بمحاولة “تصوير استخدام الحدود السودانية – التشادية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق الاحتياج في البلاد كأنه هو السبيل الوحيد لإغاثة المتضررين من الحرب”، دون أن تُسمي هذه الجهات. وأضافت أن “الحدود السودانية – التشادية ظلت لفترة طويلة مسرحا لأنشطة تهريب السلاح والبشر وكل أشكال الجرائم العابرة للحدود، مما دفع بالبلدين في وقت سابق لتشكيل قوات مشتركة لتأمينها. ولكن بعد اندلاع الحرب صارت هذه الحدود خط الإمداد الأول للميليشيا بالسلاح والمؤن والمرتزقة لتواصل حربها ضد الشعب السوداني”.

ومن شأن دخول المساعدات الإنسانية عبر حدود تشاد أن تعيد الحياة لأكثر من مليون شخص في دارفور، لكن متابعين يرون أن إنهاء الأزمة الإنسانية يبقى مرتبطا بإيقاف الحرب المستمرة منذ أبريل الماضي.

وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن الحرب “قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم” في بلد يشهد أساسا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.

وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين إن المعارك التي أوقعت الآلاف من القتلى وأدت إلى نزوح ثمانية ملايين شخص، “تهدد حياة الملايين كما تهدد السلام والاستقرار في المنطقة بكاملها”.

وتابعت “قبل عشرين عاما، شهد دارفور أكبر أزمة جوع في العالم ووحّد العالم (آنذاك) جهوده لمواجهتها ولكن السودانيين منسيون اليوم”.

2