توافق إماراتي - كويتي على دعم العلاقات الثنائية وتعزيز الروابط الخليجية

العلاقات بين دولة الإمارات ودولة الكويت مثلّت إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية محور المباحثات التي أجراها الرئيس الإماراتي الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان مع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد، الذي أكّد من خلال توجهّه إلى منطقة الخليج بعد تسلمه مقاليد الحكم الأهمية التي توليها بلاده للعلاقات مع بلدان مجلس التعاون.
أبوظبي - أكدت دولتا الإمارات العربية المتّحدة والكويت، الثلاثاء، على “أهمية دعم العمل الخليجي المشترك في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم بما يحقق المصالح المشتركة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشعوبها ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”. وجاء ذلك خلال مباحثات أجراها الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي زار الإمارات لأول مرّة منذ تسلّمه مقاليد الحكم ببلاده في ديسمبر الماضي.
والزيارة جزء من سلسلة زيارات قام بها الشيخ مشعل إلى بلدان الخليج كأول وجهة خارجية له بوصفه أميرا للكويت في تعبير رمزي على مدى ارتباط بلاده بمحيطها الخليجي ونظرتها لذلك المحيط كعمق إستراتيجي لها. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إنّ الجانبين بحثا “العلاقات الأخوية ومسارات التعاون والعمل المشترك بين البلدين في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها”.
وذكرت أنّ المباحثات شملت أيضا جوانب العلاقات بين البلدين، وخاصة مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتنمية التي شهدت نقلات نوعية كبيرة خلال السنوات الماضية بما يخدم الأولويات التنموية ويعزز الازدهار المستدام في البلدين. كما جدّد الطرفان التزام دولتي الإمارات والكويت كداعمتين أساسيتين لمنظومة العمل الخليجي المشترك وكل ما يعزز هذه المنظومة لمصلحة شعوب دول مجلس التعاون كافة.
وقال الشيخ محمد بن زايد إن الجولة الخليجية التي قام بها أمير الكويت “تجسد حرصه على دعم منظومة العمل الخليجي المشترك وترسيخ الترابط الخليجي ودعم طموحات أبناء الخليج العربي وتطلعاتهم نحو التكاتف والتعاون والتكامل خاصة في ظل التطورات والتحديات المحيطة بالمنطقة، مؤكدا أن دولة الإمارات تؤمن بهذا التوجه وتدعمه وتعده جزءا أساسيا من سياستها".
وكتب أمير الكويت كلمة في سجل كبار الزوار، أكد خلالها حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية وتنميتها في جميع مجالات التعاون. كما أكد الجانبان أنّ “العلاقات بين البلدين وشعبيهما أخوية تاريخية تقوم على أسس قوية من الاحترام والتفاهم ويسندها الترابط والتلاحم وإيمان راسخ بوحدة الأهداف والمصير والتعاون المشترك لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة”، مشددين على حرصهما على استمرار دفعها إلى الأمام بما فيه الخير وتحقيق مصالحهما المشتركة.
وعلّق إعلاميون إماراتيون على زيارة الشيخ مشعل الأحمد إلى الإمارات معتبرين أنّها تمثّل دلالة على أن تعزيز الروابط الخليجية يتصدر أولويات الأمير وأنّه ماض على نهج أسلافه الأمراء الراحلين وما يولونه من أهمية إستراتيجية للبعد الخليجي بالنسبة للكويت.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” عن مدير وكالة الأنباء الإماراتية محمد الريسي قوله إن “العلاقات الأخوية بين الإمارات والكويت عميقة الجذور وقوية المرتكز في موازاة التعاون المثمر والمستمر بينهما في مختلف المجالات”، موضّحا “أن العمل المشترك بين الكويت والإمارات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية يستند إلى الثقة المتبادلة والتفاهم المشترك بما من شأنه تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة ودعم جهود السلام والتعاون الإقليمي”.
كما نقلت عن رئيس قسم الإعلام بجامعة الإمارات أحمد المنصوري القول إنّ “العلاقات الخليجية البينية وتعزيزها وبحث مجالات التعاون المشترك التي تحقق آمال الشعوب الخليجية من الأولويات التي يعمل القادة الخليجيون على تعزيزها وتمهيد كافة السبل لتحقيقها”، واصفا زيارة أمير الكويت للإمارات بأنّها “تعتبر فرصة لتفعيل قرارات ومبادرات القمم الخليجية السابقة التي أطلقت مبادرات عديدة هدفها تحقيق الرخاء والازدهار للشعوب الخليجية مثل مجالات التعاون الأمني والاقتصادي والتنمية والبيئة والطاقة والتكنولوجيا وغيرها من مجالات التعاون”.
كما أشار المنصوري إلى أن الزيارة تأتي في وقت تشهد المنطقة العربية تطورات سياسية بدءا من الحرب الإسرائيلية على غزة وتطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وفي العراق وسوريا. أما الرئيس التنفيذي لدائرة الاتصال والعلاقات الحكومية في شبكة أبوظبي للإعلام عبدالرحيم النعيمي فرأى أنّ كل اللقاءات والزيارات المتبادلة لقيادتي الإمارات والكويت تحظى بأهمية خاصة لما للعلاقات بينهما من تميز وخصوصية.
◙ زيارة الشيخ مشعل الأحمد إلى الإمارات دلالة على أن تعزيز الروابط الخليجية يتصدر أولويات الأمير وأنّه ماض على نهج أسلافه الراحلين
وأضاف قوله إنّ العلاقات بين البلدين تشمل مختلف أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، مشيرا إلى أن الأرقام والإحصاءات الخاصة بالتبادل التجاري والتدفقات الاستثمارية والحركة السياحية بين البلدين تؤكد نمو العلاقات الاقتصادية المزدهرة والمسيرة المثمرة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وذكر أن إجمالي التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات والكويت بين عامي 2012 و2021 بلغ نحو 82 مليار دولار بمعدل نمو قدره 92 في المئة.
ورأى النعيمي أنّ “العلاقات الإماراتية – الكويتية وحكمة قيادتي البلدين الشقيقين أسهمت في استقرار الأوضاع والحفاظ على مسيرة عمل مجلس التعاون الخليجي والعمل العربي المشترك إذ كانت للإمارات والكويت إسهامات تاريخية في دعم القضايا الخليجية ووحدة دول المجلس وأيضا القضايا العربية والإسلامية والإنسانية”.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار حمد الكعبي إن الإمارات والكويت تسيران على الطريق ذاته في المحافل الدولية وعلى الصعد كافة الهادفة إلى دعم السلم والاستقرار في المنطقة والعالم وتنطلقان من رؤية مشتركة لتحقيق الرقي والازدهار لشعبيهما.
وذكر أن الدولتين تدشنان عهدا متجددا من التعاون المشترك مع تولي الشيخ مشعل الأحمد مقاليد الحكم ومع وجود العديد من الفرص الواعدة لتطوير علاقات البلدين في إطار اهتمامهما المتبادل بالحفاظ على الالتزامات الخليجية والعربية واستمرار دورهما الفاعل على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ووصف زيارة أمير الكويت للإمارات بأنها بمنزلة انطلاقة جديدة للعلاقات مشيرا إلى أنها تأتي وسط الكثير من المتغيرات والتحديات التي تواجهها المنطقة والعالم، وفي ضوء تطلعات الشعبين الإماراتي والكويتي إلى المزيد من التطوير والتنمية.