الذكاء الاصطناعي يغير اتجاهات مستقبل الزراعة

تكنولوجيا جديدة واعدة في كل ما يتعلق بالجزء التنظيمي أو في تقديم المشورة للمزارعين.
الثلاثاء 2024/03/05
دع التكنولوجيا تتولى المهمة

باريس- سبق للذكاء الاصطناعي أن دخل إلى عالم المزارع لتحليل صور الأعشاب الضارة مثلا أو سلوك الأبقار في الحظيرة، لكن الجديد في معرض باريس الزراعي هو بروز أشكال “توليدية” من هذا الذكاء تتيح المعالجة السريعة لبعض المشاكل.

ولدى سيدريك، وهو مزارع في جنوب غرب فرنسا، فضول بشأن قدرة الذكاء الاصطناعي “أن يخبرنا متى يمكن نشر السماد” مع “احترام القواعد المتعلقة بالمناطق المعرضة للخطر”. أما لورانس، وهي مربية مواش في منطقة مايين، فتسألت “هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدد بصورة كمية حجم غزو القراد؟”.

وانضم إلى هؤلاء برونو الذي يرغب في معرفة ما إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يبلغه بنوع المساعدة التي يمكنه المطالبة بها بالنظر إلى إنتاجه ووضعه الاقتصادي.

وهذه عينة قليلة من الأسئلة التي طُرحت على فرق التطوير في الموقع وعن بُعد، في بداية حدث استمر يومين تم في إطار معرض باريس الزراعي خلال الأيام الماضية.

سليمة الطيبي: الزراعة طورت أدوات المساعدة في صنع القرارات
سليمة الطيبي: الزراعة طورت أدوات المساعدة في صنع القرارات

وتُرك لخبراء التكنولوجيا هؤلاء، وهم طلاب آتون من شركات ناشئة أو مجموعات كبيرة في القطاع الزراعي مثل شركة التأمين غروباما، مهمة تقديم إجابات باستخدام قواعد البيانات وأداة مصنعة من شركة ميسترال الفرنسية حديثة النشأة.

وتسعى ميسترال إلى تحقيق مكانة لها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما تأخر بفعل ظهور تشات جي.بي.تي في نهاية عام 2022، مع ما تملك هذه البرمجية من قدرة على تقديم إجابات مفصلة في بضع ثوانٍ.

ويقول دافيد جولان القائم على العملية لوكالة فرانس برس إن “المشاريع كانت ناجحة إلى حد ما، لكنهم تمكنوا جميعا من إنشاء واجهات أذهلتنا”. ويوضح أن فرقا عدة اقترحت حلولا تهدف إلى تحسين دوران المحاصيل أو أتمتة المهام التنظيمية.

وثمة برمجيات موجودة بالفعل في هذه المجالات، يستخدم الكثير منها الذكاء الاصطناعي، ولكن “استغرق تطويرها أشهراً عدة، بل سنوات. أما مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، فقد أصبح الأمر يحصل بصورة مباشرة، بحسب جولان.

وتُعتبر هذه التكنولوجيا، وفق جولان، واعدة في كل ما يتعلق بالجزء التنظيمي أو في تقديم المشورة للمزارعين. ويؤكد أن الأمر لا يتعلق باتخاذ القرارات بالنيابة عنهم، بل “بتخفيف العبء الإداري والذهني” عليهم.

وفي الوقت نفسه، تعمل طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على تسريع التقدم التقني في قوة بطاقات الرسومات، ما يفيد جميع الحلول الرقمية، بحسب دافيد جولان.

وبيْن الطقس وصور النباتات والمعلومات عن التربة وعلم الوراثة ومراقبة الأمراض، كانت الزراعة دائما مصدرا وفيرا للبيانات وغالبا ما تكون حية وبالتالي متقلبة، وفق سليمة الطيبي، أحد مديري الماجستير في إدارة البيانات الزراعية والغذائية في معهد أونيلاسال للفنون التطبيقية.

وازدادت هذه الوفرة بفعل تكاثر أجهزة الاستشعار أو المجسات أو المسيّرات أو صور الأقمار الاصطناعية أو الكاميرات في المزارع.

وتقول الطيبي إن كل هذه البيانات “تحتاج إلى معالجة”، معتبرة أن الزراعة كانت “القوة الدافعة للذكاء الاصطناعي” في هذا الصدد، وتمكنت من تطوير الكثير من أدوات المساعدة في صنع القرارات.

التنبؤ بالمياه المتوفرة في الأرض خلال الأيام السبعة المقبلة من خلال الجمع بين المعلومات التاريخية والفورية الخاصة بأجهزتها مع توقعات الطقس المحلية

من هنا، تقترح وينات التنبؤ بالمياه المتوفرة في الأرض خلال الأيام السبعة المقبلة من خلال الجمع بين المعلومات التاريخية والفورية الخاصة بأجهزتها مع توقعات الطقس المحلية.

ويوضح مدير المبيعات ماتيو غودار لمزارع فضولي “هذا ليس سحرا، ولكنه يجلب الكثير من الراحة بمجرد النظر إلى الهاتف الذكي”.

وإذا كان من المتوقع هطول أمطار بمعدل 40 مليمتراً خلال يومين على سبيل المثال، فلن تكون هناك حاجة للري. يتم توفير الماء والطاقة اللازمين لتشغيل المضخات، وإذا كانت قطعة الأرض تبعد 10 كيلومترات، يمكن للمزارعين توفير الوقت أيضا.

توجد أيضا حلول في مجال تربية المواشي مثل برنامج أي.آي هيرد الذي، من خلال كاميرات مثبتة في السقف، يحلل سلوك الأبقار ويمكنه اكتشاف أي مشكلات.

ويؤكد تييري لو بريكييه، المسؤول عن قسم زراعة الفاكهة والخضروات في شركة تصنيع الآلات الزراعية سي.أن.أ تش انداستريال، أنه يمكن لمجرفة ستاوت الذكية أن تميز نبات الخس في الحقول عن الأعشاب الضارة وتستهدف الأخيرة فقط.

وقال “نحن بحاجة إلى تغيير ممارساتنا الزراعية، من حيث استخدام المياه والمدخلات وإمكانية التتبع التي يطلبها الزبائن”، وهو ما يسهّله هذا النوع من الأدوات الموجهة بالذكاء الاصطناعي.

وأوضح بريكييه، الذي تعد شركته أحد المساهمين في ستاوت أن هناك ميزة أخرى، لهذه الآلات التي تقوم تلقائيا بمهام صعبة، حيث “يمكننا أيضاً الاستجابة لصعوبات التوظيف”.

11