مذكرات التعاون مع إيران تضع الجزائر أمام خلاف مع الغرب

محور الجزائر – إيران يعرف زخما لافتا خلال الأشهر الأخيرة، ما يثير حفيظة الإدارة الأميركية والغرب.
الاثنين 2024/03/04
تحركات جزائرية تثير قلق الغرب

الجزائر- تضع مذكرات التفاهم التي وقعتها الجزائر الأحد مع إيران، وتحديدا ما يتعلق بمجال الطاقة، الجزائر أمام خلاف مع الغرب بسبب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة منذ سنوات على إيران، ما يفاقم أزمة الثقة بين الطرفين خاصة مع تعميق الجزائر في السنوات الأخيرة تعاونها مع روسيا والصين.

وفرضت الولايات المتحدة على طهران مجموعة من العقوبات بسبب برنامجها النووي ودعمها لجماعات مسلحة، ما أدى فعليا إلى منع الدول التي تتعامل مع إيران من التعامل مع الولايات المتحدة.

وهددت واشنطن على مدار السنوات الخمس الأخيرة بفرض “عقوبات” على الدول التي لم تخفض وارداتها من النفط الإيراني إلى الصفر.

ويعرف محور الجزائر – إيران زخما لافتا خلال الأشهر الأخيرة، حيث كان محل زيارات متبادلة من قبل مسؤولين كبار في الدولتين، على غرار زيارة رئيس البرلمان إبراهيم بوغالي، ووزير الخارجية أحمد عطاف، وانعقاد لجنة الصداقة البرلمانية في طهران، ثم الدعوة التي وجهها الرئيس الإيراني إلى نظيره الجزائري من أجل زيارة بلاده.

مذكرة التفاهم الخاصة بالتنسيق الإعلامي تثير الانتباه، حيث يبدو أن الجزائر تريد الاستفادة من نموذج الدعاية الإيراني

ويتقاسم البلدان عددا من المواقف والتصورات بشأن الوضع في المنطقة، وقد تكرس ذلك برفض الجزائر تصنيف حزب الله اللبناني في لائحة الكيانات الإرهابية، ورفض الانضمام إلى الحلف العربي في اليمن، ودعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فضلا عن رفض التطبيع مع إسرائيل والانحياز إلى الحركات الفلسطينية المسلحة، ومن جانبها تدعم طهران جبهة بوليساريو الانفصالية.

وكان انتشار تقارير قبل سنوات بشأن دعم إيران لجبهة بوليساريو والسعي لتمكينها من المسيّرات، قد أثار المخاوف ليس فقط لدى المغرب، وإنما أيضا لدى بقية دول شمال أفريقيا ومنطقة الساحل ولدى أوروبا والولايات المتحدة.

وتبرز في مذكرات التفاهم المذكرة الخاصة بالتنسيق الإعلامي بين البلدين حيث تقدم إيران نموذج دعاية مؤثرا في ساحتها استطاع توجيه قضايا المنطقة، في حين يبدو الموضوع مهما للجزائر لأنها تعاني إخفاقات إعلامية ودبلوماسية متعاقبة.

وأشرف الرئيسان الجزائري عبدالمجيد تبون والإيراني إبراهيم رئيسي الأحد على توقيع 5 مذكرات للتعاون بين البلدين في قطاعات من بينها الطاقة والإعلام والرياضة.

وذكر التلفزيون الجزائري الرسمي أنه بعد محادثات بين الرئيسين تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة من جهة ونيابة رئاسة الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا واقتصاد المعرفة الإيرانية من جهة أخرى، ومذكرة ثانية بين وزارة السياحة الجزائرية ووزارة التراث الثقافي والسياحي والصناعات التقليدية الإيرانية.

كما جرى توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإعلام بين وزارة الاتصال الجزائرية ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية، ومذكرة في المجال الرياضي، بالإضافة إلى مذكرة خامسة للتعاون في مجال النفط والغاز.

واستقبل تبون نظيره الإيراني في قصر المرادية الرئاسي بالجزائر العاصمة، وأجريا محادثات ثنائية على انفراد، توسعت لاحقا إلى وفدي البلدين، بحسب التلفزيون الرسمي.

وقبل لقائه تبون زار رئيسي مقام الشهيد، وهو نصب تذكاري يخلد شهداء الثورة التحريرية الجزائرية (1954 – 1962) ضد الاستعمار الفرنسي.

والسبت وصل رئيسي إلى الجزائر وشارك في القمة السابعة للدول المصدرة للغاز الطبيعي، وبدأ الأحد أول زيارة يجريها رئيس إيراني إلى الجزائر منذ 14 عاما.

وباستثناء حقبة مطلع نهاية التسعينات، التي قطعت فيها العلاقات بين البلدين بسبب اتهام الجزائر لطهران بالوقوف وراء الإسلاميين المسلحين، وإعادتها إلى وضعها الطبيعي بمجيء الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، فإن علاقات الطرفين ظلت في مستواها العادي، لاسيما في السنوات الأخيرة.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قد صرح خلال زيارة الوفد البرلماني الجزائري إلى طهران في يناير الماضي بأن “الدبلوماسية البرلمانية تواصل لعب دورها الكبير في تقوية العلاقات بين البلدين، كامتداد للعلاقات بين المؤسسات الرسمية في البلدين”.

وأبدى “ارتياحه للديناميكية التي تعرفها العلاقات الثنائية، وللدور الكبير الذي لعبه رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي والبرلمان ككل لدعم القضية الفلسطينية العادلة، ولموقف إيران الثابت إزاء هذه القضية”.

اقرأ أيضا:

1