إسرائيل تستهدف عناصر من حزب الله بينهم مختص في الأسلحة

بيروت – قُتل ثلاثة عناصر من حزب الله في ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة في جنوب لبنان اليوم السبت، وذلك في أحدث خسائر بشرية تتكبدها الجماعة في العمليات القتالية المستمرة منذ أشهر عبر الحدود بالتزامن مع الحرب في غزة.
وأوضحت مصادر أمنية في لبنان، أن الرجال قُتلوا عندما تم استهداف السيارة التي كانوا يستقلونها على طريق ساحلي قرب بلدة الناقورة الساعة 08:30 تقريبا (06:30 بتوقيت غرينتش).
وذكر أحد المصادر أن من بين القتلى الثلاثة فني مختص في الأسلحة.
وفي بيانات منفصلة، نعى حزب الله المقاتلين الثلاثة. وقال إن كلاً منهم "ارتقى شهيداً على طريق القدس" وهي عبارة يستخدمها لنعي عناصره الذين يقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة.
وذكرت الوكالة الوطنية في وقت سابق أنّ "مسيّرة معادية استهدفت صباح اليوم سيارة على طريق الناقورة" الساحلية، مشيرة إلى أن سيارات الاسعاف هرعت الى المكان المستهدف.
وأظهرت صور في الناقورة السيارة متفحمة ولم يبق منها الا هيكلها الحديدي على طريق عام محاذ للشاطئ.
وفي وقت لاحق، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان استهدافه السيارة التي قال إنها أقلّت "عدداً من الإرهابيين الذين أطلقوا صواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية".
وقال الجيش أيضا إن مقاتلاته شنت هجمات على مواقع لحزب الله في اللبونة قبل وقت قليل، وعلى منزلين تابعين للمجموعة التي وصفها بـ"الإرهابية" في البليدة الليلة الماضية
ونشر الجيش لقطات مصورة تظهر الهجوم على السيارة ومجمعات حزب الله .
وكان حزب الله أعلن أن مقاتليه شنوا عند الساعة 5:40 (3:40 ت غ) من صباح السبت "هجوماً جويا (..) بمسيّرة انقضاضية" على مقر عسكري في شمال إسرائيل.
ومنذ اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية تصعيداً بين حزب الله وإسرائيل.
ويعلن حزب الله استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها".
ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود. ويستهدف بين الحين والآخر سيارات غالباً ما يستقلها عناصر من حزب الله بينهم قياديون.
وأسفرت ضربة إسرائيلية ليل الجمعة على منزل في بلدة راميا عن مقتل أربعة عناصر على الأقل من الحزب الذي نعاهم تباعاً.
وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إنه قصف "مجمعين عسكريين" تابعين للحزب ليلاً في البلدة.
ودفع التصعيد خلال نحو خمسة أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود الى إخلاء منازلهم. وأسفر في لبنان عن مقتل 296 شخصاً على الأقل، بينهم 207 مقاتلين من حزب الله و46 مدنياً، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس.
وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وستة مدنيين.
ويثير التصعيد عند الحدود خشية محلية ودولية من توسّع تبادل القصف عبر الحدود الى مواجهة واسعة بين حزب الله وإسرائيل، اللذين خاضا حرباً مدمرة صيف 2006.
ويكرر حزب الله التأكيد أن وقف اسرائيل حربها في قطاع غزة هو وحده ما يوقف إطلاق النار من جنوب لبنان، في وقت يكرر مسؤولون إسرائيليون أن ضرباتهم ستتواصل ضد حزب الله حتى لو تمّ التوصل الى اتفاق في غزة.