رياح تعاندها وكلفة باهظة.. كيف ستسقط واشنطن مساعدات جوية لغزة

مسؤول أميركي يؤكد أن فتح الحدود البرية الحل الأنجع لإيصال المساعدات تحسبا من ينتهي بها الأمر في البحر أو وصولها إلى أيدي حماس.
السبت 2024/03/02
الإنزال الجوي يواجه عدة مصاعب

واشنطن – أعادت مأساة دوار النابلسي، التي وقعت في شارع هارون الرشيد جنوب غربي مدينة غزة شمال القطاع تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية المتردية وسط شح المساعدات الغذائية واقتراب ثلث السكان من حافة الجوع.

ما دفع الولايات المتحدة إلى الكشف عن نيتها إسقاط المعونات جواً للغزيين، لافتة إلى أنه من المقرر أن يبدأ الجيش الأميركي في تنفيذ عمليات إسقاط جوي للأغذية والإمدادات على غزة في الأيام المقبلة. لتنضم بذلك إلى دول أخرى مثل فرنسا والأردن ومصر التي فعلت الشيء نفسه.

وعادة ما تستخدم الولايات المتحدة طائرات عسكرية لإسقاط الإمدادات فوق غزة. وعلى الرغم من أنه من غير الواضح أي نوع من الطائرات سيتم استخدامها، إلا أن طائرات سي-17 وسي-130 هي الأنسب لهذه المهمة.

إذ يقوم الجنود على الأرض بتحميل الإمدادات على أرفف، ترفع بعد ذلك على الطائرات ثم تثبت في مكانها.

بمجرد أن تصبح الطائرة فوق المنطقة التي تحتاج إلى الإمدادات، يتم فك القفل الذي يثبت الأرفف في مكانها ثم يجري إنزالها إلى الأرض بمساعدة مظلة مثبتة على منصة الأرفف.

في حين يمكن للجيش أن يراقب أنماط الطقس مسبقا، تلعب الرياح دورا كبيرا في ضمان هبوط منصات الأرفف في المكان الذي ينبغي أن تهبط فيه. وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي بعض المساعدات التي تقدمها دول أخرى وينتهي بها الأمر في البحر.

وغزة مكتظة بالسكان ويقول المسؤولون إنه سيكون من الصعب ضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها وألا ينتهي بها الأمر في مكان لا يمكن الوصول إليه.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض "من الصعب للغاية القيام بعملية إسقاط جوي في بيئة مزدحمة مثل غزة".

ويقول المسؤولون أيضا إنه بدون وجود عسكري أميركي على الأرض، ليس هناك ضمان بأن المساعدات لن تصل في النهاية إلى أيدي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وكذلك، رأى بعض المسؤولين الأميركيين "أن الإسقاط جوا وسيلة غير فعالة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، لأن كل عملية يمكن أن تنقل ما تحمله شاحنة إلى أربع شاحنات مساعدات فقط، في حين أنه يمكن إدخال ما يزيد عن 250 شاحنة أو أكثر عبر البر.

كما تعتبر تلك العمليات مكلفة وباهظة. وفي السياق، قال جيرمي كونينديك، رئيس المنظمة الدولية للاجئين إن "عمليات الإنزال الجوي باهظة الكلفة وصغيرة الحجم".

وبدوره، قال مسؤول أميركي، لرويترز إن عمليات الإنزال الجوي "سيكون لها تأثير محدود في التخفيف من معاناة السكان، فهي لا تحل المشكلة من جذورها"، مؤكدا أن فتح الحدود البرية الحل الأنجع.

من جهته، أوضح ريتشارد جوان المدير بمجموعة الأزمات الدولية في الأمم المتحدة، أن العاملين في المجال الإنساني يعتبرون أن عمليات الإنزال الجوي مجرد فرصة للاستعراض، وطريقة رديئة لإيصال المساعدات".

وأضاف أن الطريقة الوحيدة لإدخال مساعدات كافية هي من خلال ادخال قوافل الإغاثة التي ستعقب الهدنة.

في المقابل، أكد ديفيد ديبتولا، جنرال متقاعد في القوات الجوية الأميركية، تولى في السابق قيادة منطقة الحظر الجوي فوق شمال العراق، أنه يمكن للجيش الأميركي تنفيذ الإنزال بفعالية، حسب ما نقلت رويترز. وأردف قائلا "هناك الكثير من التحديات.. لكن لا يوجد شيء يستعصي على الحل".

وسبق للولايات المتحدة أن نفذت عمليات إنزال جوي في عدة مناطق ومناسبات. ففي كل عام خلال عيد الميلاد، تقوم الولايات المتحدة بإسقاط مساعدات إنسانية إلى الجزر النائية في المحيط الهادي في جهد يُعرف باسم "عملية إسقاط عيد الميلاد".

وفي عام 2014، أسقط الجيش الأميركي مساعدات جوية في شمال العراق، عندما حاصر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية المدنيين. وفي تلك الأشهر القليلة، تم إسقاط أكثر من 100 ألف وجبة و96 ألف زجاجة مياه جوا.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين الجمعة إن الولايات المتحدة تدرس أيضا إمكانية فتح ممر بحري لتوصيل كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة.

وقال مسؤول أميركي إن أحد الخيارات المحتملة هو شحن المساعدات بحرا من قبرص على بعد نحو 210 أميال بحرية قبالة ساحل غزة على البحر المتوسط.

وقال المسؤول إنه لم يتم اتخاذ قرار بشأن المشاركة العسكرية في مثل هذه العملية، مضيفا أن الإسرائيليين "متقبلون للغاية" لخيار الجسر البحري لأنه سيتفادى التأخير الناجم عن قيام المحتجين بإغلاق المعابر البرية أمام قوافل المساعدات.

لكن الواقع هو أن الخيار البحري باستخدام الجيش يمثل تحديا كبيرا، مع عدم وجود موقع واضح يمكن من خلاله تفريغ المساعدات من السفن.