وقف الحركة التجارية بين تونس وليبيا بعد إلغاء اجتماع ليبي

تونس - أوقفت السلطات الأمنية الليبية، الأربعاء، الحركة التجارية بمعبر الذهيبة - وازن الحدودي مع تونس، وذلك بعد إلغاء اجتماع بين أطراف ليبية كان من المزمع تنظيمه في تونس. وأفادت وسائل إعلام تونسية عن مصدر أمني قوله إن الحركة التجارية توقفت بشكل مفاجئ في المعبر، الأربعاء، بقرار من الجانب الليبي.

كما أكدت أن تونس ألغت اجتماعا لأعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبيين وأعضاء من اللجنة المشتركة "6+6" كان سيتم عقده على أراضيها لبحث ملف تشكيل حكومة جديدة تنهي التنازع الحاصل بين حكومة الوحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة والحكومة المكلفة من البرلمان التي يرأسها أسامة حماد.

وقال غازي معلا، المختص في الشأن الليبي، إن "السلطات التونسية منعت اجتماعا كان من المقرّر تنظيمه الأربعاء على أراضيها على مدى يومين في ضاحية قمرت لبحث طريقة تغيير الحكومة في طرابلس".

وأوضح معلا في تصريح لإذاعة محلية أن "هذا الاجتماع لـ120 ليبيا غير رسمي والخطأ يعود إلى اللجنة التي نسقت لتنظيمه باعتبار أنها لم تتصل بالسلطات التونسية للحصول على الترخيص ولا حتى بالسفير الليبي في تونس"، لافتا إلى أنه اتصل باللجنة المنظمة منذ أسبوع وحثها على أخذ الترخيص لكنها لم تستأنس بدعوته.

ورجح معلا أن يكون سبب منع تونس للاجتماع، الذي سبقته دعوات من أعضاء المجلسين لتنحية الدبيبة، أنها قد شعرت بالحرج لحساسية الموضوع، كما أنها لا تريد أن تتهم بتغيير السلطة الليبية أو الانقلاب عليها خصوصا وأن الاجتماع لم يكن تحت غطاء دولي أو بإشراف الأمم المتحدة.

ولم يصدر أي بيان رسمي سواء عن وزارة الداخلية التونسية أو عن الجهات الليبية المشاركة في الاجتماع بشأن هذا الإلغاء أو المنع. ونقل موقع "الموقف الليبي" عن مصادر، لم يسمها، قولها إن أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة تفاجؤوا أثناء وجودهم في تونس بقيام إدارة فندق "رمادا"، المحدد لإقامة الجلسات التشاورية فيه، بإخطارهم بعدم إمكانية عقد الجلسة المزمع انعقادها بالفندق على الرغم من موافقتها في وقت سابق.

وأضافت "لا نعلم السبب الحقيقي وراء ذلك سوى ابتداع حجج وهمية من القائمين على الفندق، ولكن من المرجح أن يكون بإيعاز وتحريض من رئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة، الذي يسعى إلى عرقلة كافة مساعي الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في البلاد".

من جهته، أكد عضو مجلس النواب علي أبوزريبة أن اجتماع أعضاء في مجلسي النواب والأعلى للدولة المنعقد في تونس يمضي على نحو وصفه بـ"الممتاز". وأضاف أبوزريبة، الذي يشارك في الاجتماع، في تصريح لموقع "بوابة الوسط"، أن "مضمون البيان الختامي سيتضمن دعما لمخرجات لجنة (6+6)، ومن ثم الانطلاق في ترشيحات لرئاسة الحكومة الموحدة".

ويضم الاجتماع الذي كان من المقرر أن يستمر ليومين شخصيات سياسية من خلفيات فكرية متعددة، بالإضافة إلى وفد يمثل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا. وقد توافد إلى تونس خلال الساعات الماضية نحو 50 نائبا من البرلمان الليبي وعدد مماثل من “المجلس الأعلى للدولة”، لمناقشة آليات تشكيل الحكومة الموحدة الجديدة.