مصفاة الدقم العمانية تدرس إنتاج أنواع إضافية من مشتقات النفط

مسقط - كشفت شركة مصفاة الدقم (أو.كيو 8) الأربعاء أنها تدرس إنتاج أنواع إضافية من المشتقات النفطية خلال المرحلة المقبلة بما يعزز قدراتها على تلبية الطلب على منتجات مختلفة من الوقود في الأسواق العالمية.
وتأتي الخطوة بعد يوم على إعلان روسيا أنها ستقيد صادرات وقود البنزين إلى الأسواق العالمية مع بعض الاستثناءات من أجل تعديل الأسعار في سوقها المحلية.
وقال ديفيد بيرد، الرئيس التنفيذي لشركة أو.كيو 8، في مقابلة مع وكالة رويترز، إن المصفاة التي شيدت في الآونة الأخيرة “قد تبدأ في تكرير المزيد من درجات الخام قرب نهاية العام 2024″، إذ تجري دراسة هذا الأمر في الوقت الراهن.
وأضاف “لقد تم التفكير في ذلك أثناء عملية التصميم للتأكد من أننا قادرون على تكرير بعض الخامات الأثقل، وذات نسب الكبريت الأعلى”.
وتابع “كلا المساهمين يدعماننا بالكامل”، لكنه لم يذكر بدقة حجم الكميات المستهدف إنتاجها من المكررات الثقيلة.
وعلى النقيض من النفط الخفيف، فإن استخراج النفط الثقيل مكلف لكنه أقل من كلفة استخراج النفط الثقيل جدا، حيث يتطلب ذلك استثمارات مالية كبيرة في استخراجه ونقله ومعالجته وتكريره.
ويقول خبراء إن تكريره في مصافي النفط صعب جدا نظرا للزوجته العالية ومحتواه المرتفع من الأسفلتينات، وارتفاع نسبة بعض المعادن الثقيلة والشوائب فيه، كالكبريت والفناديوم والنيتروجين، بالإضافة إلى أضراره البيئية الخطرة.
ويشيرون إلى أن هذه العملية تتطلب حلولا تقنية خاصة لاستثمار هذا الخام الطبيعي المهم لاستخلاص المشتقات النفطية منه.
ويحتاج استخراج النفط الثقيل استخدام تقنيات خاصة تعرف باسم “عمليات الاستخلاص البترولي المعزّز”، وقد استخدمت بعض تلك التقنيات منذ ستينات القرن الماضي.
واستخدم المنتجون في حقل كيرن ريفر في الولايات المتحدة طريقة التسخين بالبخار لإجبار النفط على التحرك، وكذلك في حقل ألبيرتا الكندي الغني بالرمل القطراني، وحزام أورينوكو في فنزويلا وبعض حقول النفط الثقيل في الشرق الأوسط.
ومصفاة الدقم هي مشروع مشترك بقيمة تسعة مليارات دولار بين مجموعة أو.كيو العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية، ومقامة في منطقة الدقم الصناعية في سلطنة عمان.
وتتطلع صناعة النفط العمانية إلى زيادة قدرات التكرير من أجل تلبية الطلب المتزايد على الوقود، والتوسع في صادرات المشتقات النفطية بدلا من بيع النفط الخام.
وتكمن أهمية السلطنة، وهي ليست عضوا بمنظمة أوبك، في الشرق الأوسط والعالم مع امتلاكها احتياطات نفطية مؤكدة تبلغ نحو 5.4 مليار برميل، ما يضعها في المرتبة الثانية والعشرين عالميا ويساعدها في زيادة قدرتها على التكرير.
100
شحنة صدرتها المصفاة منذ تشغيلها في مايو 2023 بكمية بلغت 4.1 مليون طن
وتعمل مصفاة الدقم الآن بكامل طاقتها البالغة حوالي 230 ألف برميل يوميا وتعالج الخام بمعدل 65 في المئة للخام الكويتي و35 في المئة للخام العماني.
وصدرت مصفاة الدقم منذ أن بدأت العمل بشكل تجريبي في شهر مايو الماضي وحتى الآن مئة شحنة، أي حوالي 4.1 مليون طن من المنتجات إلى الأسواق الدولية.
وأرست أو.كيو 8 معايير جديدة في الخدمات اللوجستية البحرية، وهو ما يشهد لقدرتها على إدارة الإمدادات العالمية للمنتجات المكررة بأمان تام، فلقد شحن الميناء كمية قياسية بلغت 850 ألف برميل من النافثا.
وتتجلّى قدرة المصفاة على التكيُّف من خلال نجاحها في التعامل مع السفن من مُختلف الأحجام، وتحميلها بكفاءة تصل إلى 44 ألف طن من الفحم البترولي في أقل من 68 ساعة.
واعتمد تصميم المصفاة على وحدة التكسير الهيدروجيني ووحدة الفحم البترولي، وستنتج مع تشغيلها التجاري بالكامل الغاز البترولي المسال والنافثا ووقود الطائرات والديزل والكبريت، إضافة إلى الفحم البترولي.
ورجحت شركة غلوبال داتا لأبحاث السوق ومقرها لندن في تقرير نشرته العام الماضي، أن تقود مصفاة الدقم مصافي الشرق الأوسط في التحفيز التكسيري للسوائل مما يجعلها الأكثر كفاءة.
وتستخدم هذه العملية على نطاق واسع لتحويل الكسور الهيدروكربونية ذات درجة حرارة عالية والموجودة في زيت النفط الخام إلى بنزين وغازات أولفينية ومنتجات أخرى أعلى قيمة.
وتحتل منطقة الدقم المرتبة الثالثة عالميا في هذا المجال، ويرجح خبراء على نطاق واسع أن تسهم بنحو 17 في المئة من السعة العالمية لوحدة التحكم في الغازات بحلول عام 2026.
وتجري أو.كيو 8 حاليا دراسة جدوى لإنشاء مجمع للبتروكيمياويات بمنطقة الدقم الاقتصادية بمشاركة محتملة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) إلى جانب المساهمين الاثنين في المصفاة.
وقال بيرد “تم تعليق دراسة الجدوى خلال فترة كوفيد، ولكنّ المساهمين بدأوا في دراسة جدوى أخرى وأبدى السعوديون اهتمامهم بالانضمام إلى هذا التوسع”، وأكد أن نتائج الدراسة التي أجريت طوال عام 2023 توشك على الصدور.