الدبيبة يترك مشاكل ليبيا ويبحث عن دور في أزمة السودان

طرابلس- تؤشّر زيارات متوقعة لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وخصمه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى طرابلس على أن السلطات غرب ليبيا تبحث عن دور في الأزمة السودانية، وهو ما يبعث على الاستغراب باعتبار أن ليبيا نفسها مازالت تواجه أزمات معقدة وبحاجة إلى من يساعد فرقاءها على حلها.
ويرى مراقبون أن الدبيبة يسعى لتوظيف زيارة البرهان المبرمجة اليوم الإثنين إلى طرابلس في تنشيط خطوط التواصل الإقليمي والتغطية على استفحال الأزمة الأمنية في العاصمة طرابلس ومدن الساحل الشمالي الغربي بسبب حالة الفلتان الأمني، وذلك بالعمل على الجمع بين البرهان وحميدتي في لقاء وجها لوجه، وهو ما يمثل في حال تحققه انتصارا للدبلوماسية الليبية وإن كان مستبعدا رغم ترحيب حميدتي بدعوة الدبيبة.
وكانت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) قد فشلت في عقد لقاء بين الرجلين بجيبوتي في أواخر ديسمبر الماضي.
ويُنتظر أن يحل البرهان بالعاصمة الليبية طرابلس اليوم الإثنين، تلبية لدعوة من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.
◙ الحديث عن شراكة وتعاون بين حفتر وحميدتي ليس جديدا، ولكن الجديد هو دخول الدبيبة على الخط لدعوة قائد قوات الدعم السريع إلى زيارة طرابلس بعد ثبوت زيارة البرهان إليها
تأتي الزيارة بعد مرور ساعات على إعلان المكتب الإعلامي لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عن اتصال رئيسها هاتفيا بحميدتي السبت، ودعوته إلى زيارة طرابلس الغرب.
وقال المكتب الحكومي إن المكالمة الهاتفية تناولت “ضرورة تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية لإحلال السلام والاستقرار في السودان الشقيق”، وإن دقلو أعرب عن امتنانه لهذه الدعوة ولجهود الدبيبة الرامية إلى دعم الأمن والاستقرار في السودان، مؤكدا ترحيبه بالدعوة.
وبدوره تحدث حميدتي عن زيارته المزمعة إلى ليبيا، وقال في منشور عبر إكس “تلقيت اتصالا من رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبدالحميد الدبيبة، حيث ناقشت معه تطورات الأوضاع في السودان ورؤيتنا لحل الأزمة من جذورها وإعادة بناء السودان على أسس جديدة عادلة”.
وأضاف “تطرقنا في الحديث إلى الجهود التي بذلت من أجل إنهاء الحرب والوصول إلى سلام في البلاد”، مردفا “شكرت الدبيبة على دعوته لنا لزيارة ليبيا والتي سنلبيها في القريب العاجل، كما شكرته على مبادرته وجهوده في دعم الاستقرار والسلام في السودان والذي ينعكس على أمن واستقرار المنطقة”.
وكان المنفي تلقى أواخر يناير الماضي “رسالة شفوية” من البرهان، نقلها إليه سفير السودان لدى ليبيا إبراهيم محمد أحمد خلال لقائه المنفي في مكتبه بديوان المجلس الرئاسي في مدينة طرابلس، وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي.
كما تم استقبال السفير السوداني من قبل الدبيبة، حيث أجريا محادثات حول التسهيلات للاجئين بقبولهم في المدارس والجامعات الليبية، واستكمال إجراءاتهم القانونية من قبل مصلحة الجوازات.
◙ الزيارة تأتي بعد مرور ساعات على إعلان المكتب الإعلامي لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عن اتصال رئيسها هاتفيا بحميدتي السبت، ودعوته إلى زيارة طرابلس الغرب
وفي أبريل الماضي نفى القائد العام للجيش الليبي الجنرال خليفة حفتر تقديم أي دعم إلى أي طرف من أطراف الاشتباكات الدائرة في السودان، وذلك ردا على ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية من أن حفتر أرسل طائرة واحدة على الأقل لنقل الإمدادات العسكرية إلى قوات الدعم السريع، وقال في بيان إن “القيادة العامة تنفي نفيا قاطعا ما تتناوله بعض وسائل الإعلام الرخيصة والمأجورة بقيام القوات المسلحة العربية الليبية بتقديم الدعم لطرف ضد الطرف الآخر” في السودان.
وفي أغسطس الماضي تحدث الدبيبة عن تورط أحد الأطراف الليبية في دعم أحد أطراف الصراع في الحرب الدائرة بالسودان، في إشارة ضمنية إلى الجنرال حفتر، على الرغم من نفي القيادة العامة في أكثر من مناسبة التدخل في الحرب السودانية بأي شكل من الأشكال.
وتقول أوساط ليبية إن الحديث عن شراكة وتعاون بين حفتر وحميدتي ليس جديدا، ولكن الجديد هو دخول الدبيبة على الخط لدعوة قائد قوات الدعم السريع إلى زيارة طرابلس بعد ثبوت زيارة البرهان إليها، والتي تأتي بدعوة من المنفي.
وتضيف الأوساط الليبية أن الأمر لا يخلو من سعي إلى استغلال الظروف خصوصا في ظل إحساس الطرفين المتصارعين في السودان بأن الحرب قد تستمر إلى أجل غير مسمى دون تغلّب أي طرف منهما على الثاني، وهو ما يعني تأبيد الأزمة بما يفاقم معاناة المدنيين. وكذلك بعد توجه عدد من الدول الغربية، على رأسها واشنطن، إلى الضغط من أجل التوصل إلى حل في السودان يقطع الطريق أمام التغلغل الروسي الذي بات يشكل خطرا على مصالح تلك الدول سواء في شمال أفريقيا أو في دول الساحل والصحراء.
اقرأ أيضا:
• إضراب حرس المنشآت يفاقم متاعب قطاع النفط في ليبيا