قائد أفريكوم في المغرب لتعزيز العلاقات العسكرية في ظل التحديات الإقليمية

الرباط - حل قائد قوات "أفريكوم"، جنرال المارينز الأميركية مايكل لانجلي، بالعاصمة المغربية الرباط مساء الثلاثاء، في زيارة عمل لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين بلاده والمملكة.
وأفادت سفارة الولايات المتحدة الأميركية بالرباط بأن جنرال المارينز الأميركية، مايكل لانجلي، يزور المغرب للمرة الثالثة منذ توليه مهام قيادة قوات "أفريكوم" للقاء كبار المسؤولين بالجيش المغربي.
وأشارت السفارة إلى أن زيارة المسؤول العسكري الأميركية إلى المغرب، "تدخل في إطار بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، ومناقشة المصالح الأمنية المشتركة، إلى جانب عقد سلسلة محادثات مع المسؤولين العسكريين بالمغرب".
وتأتي هذه الزيارة في سياق التواصل المستمر بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية في مجال الأمن والدفاع، وتعكس التزام الطرفين بتعزيز الشراكة الإستراتيجية وتعميق التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ومن المتوقع، أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز التبادل العسكري بين البلدين وتعميق الفهم المتبادل للتحديات الأمنية وتطورات المنطقة، وبالتالي تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة وما وراءها.
وكان الجنرال القوي مايكل لانجلي، وهو أعلى مسؤول عسكري أميركي مكلف بأفريقيا، قد أشاد سابقاً بقوة الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة والمغرب خلال زيارته الأولى للمملكة أكتوبر 2022 منذ تعيينه قائدًا للقيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم).
وجدد المسؤول العسكري الأميركي الرفيع، التزام الولايات المتحدة والمغرب بدعم السلام والأمن الإقليميين أصبح أقوى من أي وقت مضى.
وأضاف الجنرال الأميركي، خلال زيارته الأولى للمغرب، ولقائه بنظرائه المغاربة "إن شراكتنا العسكرية مبنية على روابط تاريخية عميقة تعود إلى تاريخ تأسيس الولايات المتحدة. ركزت مناقشاتنا اليوم على سبل مواصلة العمل معًا بشأن مجموعة من القضايا الأمنية ذات الأهمية والاستمرار في ضمان الاستقرار الإقليمي".
وتتزامن زيارة قائد قوات "أفريكوم" مع تواتر التحذيرات الدولية من السفر إلى الجزائر وتحديدا إلى ولاية تندوف التي يوجد فيها المقر المركزي لجبهة بوليساريو ومخيمات تندوف. فبُعيد تحذير اسبانيا لرعاياها من السفر إلى تلك المنطقة ودعوة المتواجدين هناك للمغادرة فورا بسبب تهديد ارهابي جدّي يشمل عمليات خطف للأجانب، أصدرت كل من بريطانيا والولايات المتحدة تحذيرا مماثلا.
وعلى المستوى السياسي، شكلت زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في مارس الماضي إلى واشنطن، التي تم خلالها عقد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية والبيت الأبيض، مناسبة لاستعراض السبل الكفيلة بتعزيز الشراكة الإستراتيجية والتباحث بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقد جدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن تأكيد دعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي المغربي من أجل الطي النهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء، مبرزا أن الولايات المتحدة تواصل اعتبار هذا المخطط "جادا وذا مصداقية وواقعيا".
وأشاد بلينكن بـ"الشراكة طويلة الأمد والتاريخية والمتينة" بين الولايات المتحدة والمغرب، مبرزا أن المملكة تعد "قوة مهمة من أجل الاستقرار والسلام والتقدم والاعتدال".
وتشهد العلاقة بين الولايات المتحدة والمغرب تطورا لافتا في السنوات الأخيرة، شمل مختلف المجالات، وسط تقاطعات في الرؤى حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
ويرى متابعون أن الولايات المتحدة تولي العلاقة مع المغرب أهمية خاصة لاسيما في ظل التحولات التي يشهدها الوضع الدولي وانصباب التركيز على القارة الأفريقية، التي تحولت إلى ساحة تنافس شديد بين القوى الكبرى.
ويقول المتابعون إن المغرب مستفيد بشكل كبير من الإيجابية التي تشهدها العلاقة مع الولايات المتحدة، لاسيما لجهة الدعم الأميركي في ملف الصحراء.
وتميز عاما 2022 و2023 بزيارات متتالية لعدد من المسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى إلى المغرب على رأسهم بلينكن، الذي زار الرباط، في مارس 2022، إلى جانب مسؤولين في الكونغرس وقيادات رفيعة المستوى في الجيش الأميركي.
وفي هذا الصدد مكنت الزيارات التي قامت بها مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هينز ورئيس مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي خلال 2022، من تنويع وتعميق الشراكة الأمنية متعددة الأبعاد، التي ما فتئت تتطور بين البلدين.
كما تميزت ديناميكية الشراكة بين الرباط وواشنطن بتنظيم المغرب لقاءات مشتركة هامة، بما فيها الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش في مايو 2022، وقمة الشؤون الأميركية – الأفريقية في يوليو 2022، التي مهدت لقمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا التي استضافها الرئيس الأميركي جو بايدن في ديسمبر 2022.