وكالة الأنباء الجزائرية على خط منع السلطات الفرنسية التجمع بمناسبة يوم الشهيد

السلطات الجزائرية تحظر التظاهر في الجزائر وتندد بمنعه في فرنسا.
الثلاثاء 2024/02/20
ممنوع تظاهر الجزائريين في باريس

أثار منع السلطات الفرنسية تجمع للجالية الجزائرية بمناسبة يوم الشهيد تفاديا للفوضى والاضطرابات الخطيرة موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقادات لوكالة الأنباء الجزائرية التي دخلت على الخط.

الجزائر - شنت وكالة الأنباء الرسمية ووسائل الإعلام الجزائرية هجوما لاذعا على السلطات الفرنسية بسبب منعها الجالية الجزائرية من إحياء ذكرى اليوم الوطني للشهيد الذي يوافق 18 فبراير في باريس خشية الفوضى وأعمال الشغب، ما أثار موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء الحظر الفرنسي بعد توجيه مجموعة من النشطاء والشخصيات الجزائرية، بينهم الفنان الشاب خالد والمغني الشاب مامي، دعوة للتجمع في ساحة الأمة وسط باريس لإحياء ذكرى شهداء ثورة الجزائر، وكان مقرّراً أن يتم الاستماع إلى شهادات مناضلين جزائريين قاوموا الاستعمار، ويُتلى بيان يؤكد “وحدة الجزائر ويستنكر وجود حركات متشددة تقيم في فرنسا تحاول زرع الفتنة في الجزائر”.

وتداول ناشطون على الشبكات الاجتماعي الخبر، وتبرير السلطات الفرنسية لقرارها بـ”وجود مخاوف من انزلاق خطير ومحاذير من إضرار بالأمن العام”، ما دفعها لمنع كل التجمعات المقررة، بما فيها تجمع ثان لنشطاء الحراك الشعبي المعارض للسلطة الجزائرية.

وعلق أحدهم:

Pirana_dusahara@

وقال ناشط:

Naravas@

حظر مدير الشرطة في باريس المسيرة المقررة الأحد بمناسبة يوم الشهيد، الذي يحييه الجزائريون إكراما للمقاتلين الذي قضوا خلال حربهم على الاستعمار، متحججا بمخاوف من “المخاطرة بالإخلال بالنظام العام”.

وتأسفت برقية الوكالة الجزائرية لكون هذا الموعد لن يتم رغم أن الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا استجابت بحماسة وطنية استثنائية وأكدت تمسكها القوي بالوطن الأم.

ونشرت السلطات الفرنسية، صباح الأحد، أعداداً من قوات الأمن ومكافحة الشغب في ساحة الجمهورية والساحات المقرر التجمع فيها من قبل الجزائريين.

لكن وكالة الأنباء الجزائرية اعتبرت منع تجمع للجزائريين في باريس بمناسبة يوم الشهيد الذي يحتفى به في 18 فبراير من كل عام، مؤشرا على أن موقف السلطات الفرنسية لم يتطور قيد أنملة في قضايا الذاكرة.

وأضافت “كان ذلك متوقعا، إذ أن تجمعا غير مسبوق للجزائريين في باريس يوم إحياء اليوم الوطني للشهيد للتعبير بقوة عن تمسكهم بتاريخ بلدهم لا يمكن إلا أن تمنعه السلطات الفرنسية التي لم يتطور قيد أنملة موقفها حيال مسألة الذاكرة حيث ما زالت ماضية في الخلط بين المعتدي والمعتدى عليه والمستعمِر والمستعمَر”.

وأسف معلقون لحال الجزائر بعدد أن دفع الآلاف من الشهداء حياتهم لتكون بلادهم بأفضل حال غير أن واقعها اليوم لا يبشر بالخير، وعلق ناشط:

Smail_Naravas@

وجاء في تعليق:

Abbasmohamed67@

الشخص الوحيد الذي يحب العودة إلى الحياة مرة أخرى والموت مرات عديدة هو الشهيد، لماذا ؟ للنعم التي يراها بعد استشهاده.

واعتبر معلق أنه من حق السلطات الفرنسية الحرص على سلامة الأمن من الاضطرابات والفوضى:

pedro_delucia@

وسخر آخر من الإجراءات الجزائرية التي تمنع التظاهرات دعما لغزة في حين تسمح بكل المظاهر غير الأخلاقية للإساءة إلى المغرب وتنظيم التحركات العدائية ضد بلد شقيق، ثم تأتي وسائل الإعلام الجزائرية لإدانة واستنكار تجمعات لجالية أحد البلدان للحفاظ على أمنها.

وقال حساب:

SIMO_Encore@

نظام #الجزائر العسكري يسمح لبوصبع بالخروج للاحتفال بهزيمة منتخب #المغرب في مباراة لكرة القدم ولا يسمح له بالخروج للتظاهر ضد ما يقع في #غزة أو الاحتفال بذكرى يوم #الشهيد.

نظام العسكر يخاف من الشعب الجزائري لأنه غير شرعي ويحكم بالنار والحديد.

وكانت شخصيات من اليمين الفرنسي قد شنّت حملة منذ الإعلان عن الدعوة إلى تجمع الجالية الجزائرية، واعتبرته “استفزازاً لفرنسا”، فيما نشرت السياسية الفرنسية ماريون مارشال تغريدة طالبت فيه وزير الداخلية الفرنسي جيرالد درامانان بمنع التجمع.

وقالت مديرة الشرطة في بيان إنه “بسبب خطر حدوث اضطرابات خطيرة على النظام العام، فقد منع مدير الشرطة جميع المظاهرات المقررة لإحياء يوم الشهيد”.

في المقابل اعتبر معلقون أن هجوم وكالة الأنباء الجزائرية سببه إبداء وزارة الخارجية الفرنسية نيتها تجاه إصلاح العلاقات مع المغرب.

في هذا السياق قال الناشط السياسي الجزائري وليد الكبير:

oualido@

يذكر أنه في فبراير الماضي اتهمت وكالة الأنباء الجزائرية أوساطا في فرنسا بالعمل على تقويض علاقات الجزائر مع باريس باستخدام عملاء سريين ومستشارين من أصل جزائري على صلة بالمملكة المغربية، وذلك بعد حادثة إجلاء ناشطة جزائرية مطلوبة لبلادها إلى فرنسا.

وبلهجة حادة قد تعبر عن الموقف الرسمي للجزائر قالت الوكالة الحكومية “توجد على مستوى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي خطة تقضي بتقويض العلاقات الجزائرية – الفرنسية، يتم تنفيذها من قبل عملاء سريين و’خبارجية’ وبعض المسؤولين على مستوى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي ووزارة الخارجية الفرنسية، وكذلك بعض المستشارين الفرنسيين من أصل جزائري لا يخفون ولعهم وتبجيلهم للمخزن”.

5