قطر قلقة من تآكل حصة إمداداتها في سوق الغاز العالمية

رأس لفان (قطر) - أعطت قطر الاثنين تأكيدا على أنها قلقة من تآكل حصة إمداداتها في سوق الغاز العالمية أمام منافسين آخرين بسبب التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، والتي أثرت على الشحنات التي تمر عبر قناة السويس.
واستبعد سعد الكعبي، وزير الطاقة والرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، وجود تهديدات بخصوص الإنتاج قائلا إن “اضطرابات الشحن في البحر الأحمر ستؤثر على إمدادات الشركة من الغاز وليس على إنتاجها”.
ورغم مكابرة الدوحة بأن الوضع ليس كارثيا من خلال تأكيد الكعبي أن “الأمر لن يصل إلى نقطة نضطر فيها إلى وقف الإنتاج لأنه لا توجد أي سفينة”، فإنه أشار إلى أن الأمر “سيستغرق وقتا أطول فقط لإرسال الشحنات إلى وجهاتها”.
وأوضح الوزير أثناء وضع حجر الأساس لمشروع مجمع رأس لفان للبتروكيماويات أن اضطرار السفن إلى الدوران حول جنوب قارة أفريقيا ليس مثاليا لأنه يزيد من التكاليف ومدة الرحلات.
وذكرت قطر للطاقة، وهي أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، في يناير الماضي أنها توقفت عن إرسال ناقلات عبر البحر الأحمر لدواع أمنية.
وتهاجم جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران منذ نوفمبر 2023 سفنا في البحر الأحمر وخليج عدن. وتقول إنها تأتي دعما للفلسطينيين في الحرب مع إسرائيل.
وقال الكعبي “سواء كنت تتحدث عن الغاز الطبيعي المسال أو الخام أو مكثفات غاز البترول المسال، فهو نفس الشيء تماما بالنسبة إلى جميع هذه المنتجات”. واستكمل “سيضيف ذلك تكلفة، وسيضيف وقتا، وسيضيف أيضا قيودا على عمليات التسليم الفعلية”.
ويضيف الإبحار من قطر إلى أوروبا عبر طريق رأس الرجاء الصالح حوالي تسعة أيام إلى الرحلة التي تستغرق 18 يوما.
وأشار الكعبي إلى أن معظم إنتاج قطر للطاقة يذهب إلى آسيا، لكنه عبر عن أمله في حل مشكلة البحر الأحمر مع نهاية للقتال في غزة.
وأضاف “أعتقد أنه عندما يتوقف هذا، بحسب ما نسمعه من الحوثيين… نأمل أن يكون هناك وقف لإطلاق النار قريبا ليتوقف التأثير الاقتصادي على العالم بأسره”.
واحتلت الولايات المتحدة العام الماضي صدارة مصدري الغاز؛ إذ ارتفعت الصادرات بنحو 14.7 في المئة لتبلغ 89.5 مليون طن، وتجاوزت قطر التي كانت أكبر مصدر في العالم خلال 2022.
وسجلت الدوحة تراجعا سنويا في تصديرها للغاز المسال للمرة الأولى منذ العام 2016، وبنسبة لامست اثنين في المئة لتبلغ 79.9 مليون طن لتحتلّ المركز الثالث خلف أستراليا بنحو 80.1 مليون طن في قائمة أكبر مصدري الغاز المسال عالميا.
وفي خضم ذلك تقترب قطر من الإعلان عن توقيع عقود إضافية لبيع الغاز الطبيعي الذي يتم إنتاجه من توسعة مشروع حقل الشمال العملاق في البلاد لمشترين في أوروبا وآسيا.
وقال الكعبي إن “الشركة قد توقع أيضا اتفاقيات مع شركاء إضافيين للاستحواذ على حصة في توسعة الحقل”.
الإبحار من قطر إلى أوروبا عبر طريق رأس الرجاء الصالح يضيف حوالي تسعة أيام إلى الرحلة التي تستغرق 18 يوما
وتعمل قطر على زيادة طاقتها السنوية لإنتاج الوقود المستخدم في محطات الكهرباء والمنشآت الكيميائية بنحو الثلثين إلى 126 مليون طن في وقت لاحق من هذا العقد.
كما وقعت الدولة عقودا لبيع بعض هذه السعة الإنتاجية الإضافية، ومازالت تسعى إلى تعزيز إنتاجها حتى تبقى ضمن كبار الموردين العالميين للغاز خلال العقود المقبلة.
ووافقت شركة تشاينا بتروليوم آند كميكال (سينوبك) مؤخرا على شراء حصة في مشروع التوسعة الجديد بقطر، بالإضافة إلى توقيع عقد مدته 27 عاما لتوريد الغاز الطبيعي المسال.
ويتسابق الأوروبيون أيضا إلى توقيع عقود غاز جديدة مع المنتجين في الشرق الأوسط وخاصة قطر التي تحاول منافسة الولايات المتحدة على تعويض دول الاتحاد عن الإمدادات الروسية متكئة على الاستثمارات الكبيرة التي سيتم ضخها لتوسعة حقل الشمال.
ووافقت قطر في أكتوبر الماضي على تزويد شركة شل بالغاز بموجب صفقة طويلة الأجل، في ثاني اتفاق من نوعه مع مشتر أوروبي خلال ذلك الشهر بينما يتنافس البلد الخليجي مع الولايات المتحدة على مساعدة أوروبا في تعويض الإمدادات الروسية المفقودة.
وتمتلك شل حصة 6.25 في المئة في مشروع حقل الشمال الشرقي وحصة 9.37 في المئة في مشروع حقل الشمال الجنوبي.
ودائما ما كان المشترون الأوروبيون مترددين في توقيع صفقات غاز طويلة الأجل مع الدوحة، حيث أكدت المفوضية الأوروبية أن عقودا بهذه الآجال يمكن أن تمنع التدفق الحر للغاز في القارة، ويجب ألا تمتد إلى ما بعد عام 2049.
وبحسب ما ذكره الكعبي للصحافيين الاثنين فقد تعلن قطر قريبا عن شريك جديد في صفقة مشابهة لتلك التي وقعتها مع سينوبك.
ومع ذلك، فقد وقعت قطر للطاقة بالفعل اتفاقيات مع منتجي الطاقة الدوليين حول أكبر الحصص في حقل الشمال الجنوبي وحقل الشمال الشرقي، إذ تمتلك شركات كونكو فيليبس وشل وتوتال إنيرجيز وإكسون موبيل وإيني حصصا في أحد المشروعين أو في كليهما.