مواقع التواصل تذكّر أردوغان بانقلابه على الإخوان في زيارته إلى القاهرة

القاهرة - أعاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي التذكير بمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القديمة تجاه الرئيس عبدالفتاح السيسي ومصر، واستعاد ناشطون مقابلة قديمة لأردوغان تعود للعام 2019، أكد فيها أنه لا يقابل شخصاً مثل السيسي على الإطلاق فضلا عن مهاجمته بشدة، ليسخروا من الانقلاب في الرأي والموقف بعد سنوات من احتضانه الإخوان الذين ناصبوا الدولة المصرية العداء، والهجمات الإعلامية انطلاقا من القاهرة قبل أن يتخلى عنهم أردوغان.
وقال أردوغان وقتها “يكون هناك بعض الوسطاء يأتون من وقت لآخر .. قبل كل شيء (لمقابلة السيسي) يجب أن يطلق سراح جميع من في الداخل وطالما لم يطلق سراحهم لا يمكنني مقابلة السيسي”. ولم يكتف الرئيس التركي بذلك بل راح يهاجم كل من يقابل عبدالفتاح السيسي “من يقابلونه عليهم أن يعرفوا أن التاريخ سيقيّمهم بطريقة مختلفة والشعب المصري هم أرواحنا وأكبادنا لكن هو لا أبداً”.
وفي تفاعلهم مع مقطع الفيديو أكد مغردون أن الأقنعة سقطت وأن “بائعي الشعارات” باتوا مكشوفين وأن الخطابات السياسية تتبدل حسب موعد الانتخابات، وبوجود أردوغان في القاهرة انتهى زمن التغني بالإخوان. فالسياسة والمصالح أهم من الجماعة. وكتبت ناشطة:
وقال مدون:
وجاء في تعليق:
وكتب ناشط:
وراح بعض الرواد يبررون لأردوغان تغير سياساته في المنطقة بحجة “التغيرات الدولية والأوضاع في غزة” وما شابهها من حجج يرى كثيرون أنها غير واقعية وليس لها أي منطق.
وتناولت التعليقات أيضا قناة الجزيرة القطرية التي تدافع عن مواقف تركيا ورئيسها مهما تبدلت مواقفهم، وسخر أحدهم من خطابها:
وسخر آخر من صورة قديمة لأردوغان وهو يرفه شعار رابعة، قائلا:
وعلق صحافي:
ووصل أردوغان، الأربعاء 14 شباط/فبراير، إلى القاهرة في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها منذ 11 عاما، وألتقي خلالها نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، ويتصدر الوضع في قطاع غزة جدول المباحثات بين الجانبين حسب مصادر إعلامية.
ورافق أردوغان في زيارته إلى مصر وزير الخارجية هاكان فيدان، والخزانة والمالية محمد شيمشك، والدفاع يشار غولر، والصحة فخر الدين قوجة، والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجار. وبحسب المتابعين فإن المصالح التركية تقتضي التعامل بشكل مختلف إرضاء للدول الكبرى وإرضاء لإسرائيل التي تتواصل علاقاتها مع تركيا رغم كل التصريحات والشعارات.
◙ أردوغان لطالما دعم الإخوان في مواجهة ما يسمونه "الانقلاب" وأكد أنه لن يعيد العلاقات مع السيسي وأن "مرسي هو وحده من يمثل الديمقراطية في مصر”
ولا تزال العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا قائمة في الوقت الذي يدين فيه أردوغان قتل الأطفال والنساء في غزة ويموت الكثير منهم جوعاً، جراء الحصار الخانق عليهم. ولطالما دعم أردوغان الإخوان في مواجهة ما يسمونه “الانقلاب” وأكد أنه لن يعيد العلاقات مع السيسي وأن “مرسي هو وحده من يمثل الديمقراطية في مصر” ولا يمكن إلا أن يعترف به كرئيس شرعي منتخب لمصر.
ولاحقا بدأت مساعي تركيا للتقارب مع مصر، حيث ألزمت السلطات التركية القنوات التلفزيونية التابعة للإخوان، التي تبث من إسطنبول، بالالتزام بميثاق الشرف الصحافي والإعلامي، وتجنب الشأن السياسي والتهجُّم والتطاول على الرئيس المصري والحكومة المصرية، والتخلي عن أسلوب التحريض والإساءة للدولة المصرية ودول الخليج، بعد التصريحات المتتالية لأردوغان حول الرغبة في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع مصر.
واضطرت القنوات الثلاث الناطقة بلسان الإخوان “مكملين” و”الشرق” و”وطن”، إلى تغيير خارطة برامجها في منتصف مارس 2021 وألغت بث بعض البرامج السياسية التي تتسم بحدة الخطاب تجاه النظام المصري عقب اجتماع عقده مسؤولون بوزارة الخارجية التركية في أنقرة مع مسؤولين كبار في القنوات الثلاث، وطالبوهم بتغيير السياسة التحريرية لتناسب المرحلة التي بدأت فيها أنقرة تسعى إلى التقارب مع القاهرة.
تعليمات الجانب التركي كانت واضحة، بضرورة تغيير السياسة التحريرية لهذه القنوات بما يتناسب مع ميثاق الشرف الصحافي والإعلامي، ووقف حملات التحريض والسباب، مع تحذير من إغلاق القنوات التي لا تلتزم، وترحيل الإعلاميين الذين لا يتجاوبون مع القواعد الجديدة للعمل.