نقل مروان البرغوثي إلى العزل الانفرادي تحسبا من انتفاضة ثالثة

مسؤولون أمنيون إسرائيليون يرون أن حماس تحاول الدفع باتجاه التصعيد الأمني في الضفة الغربية والقدس ومناطق الـ48.
الخميس 2024/02/15
إسرائل لم تفصح عن مكان البرغوثي

القدس - أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير، الأربعاء، نقل عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي، من سجن عوفر العسكري إلى العزل الانفرادي في سجن آخر، بدعوى وجود معلومات عن انتفاضة مخطط لها في الضفة الغربية.

وفي منشور على منصة "إكس"، قال بن غفير، زعيم حزب "قوة يهودية" "أنا سعيد لأن مصلحة السجون الإسرائيلية تنفذ سياستي الواضحة للغاية تجاه الإرهابيين في السجون"، على تعبيره.

وأوضح أن مصلحة السجون "قامت الأربعاء بنقل كبير القتلة مروان البرغوثي، من سجن عوفر (المقام على أراضي بلدة بيتونيا غرب مدينة رام الله وسط الضفة)، إلى العزل (لم يحدد موقعه)".

وأشار بن غفير إلى أن ذلك جاء "في أعقاب معلومات عن انتفاضة مخطط لها".

وختم الوزير الإسرائيلي المتطرف منشوره بالقول "لقد ولت الأيام التي أدار فيها الإرهابيون السجون" على حد وصفه.

واعتقلت إسرائيل، البرغوثي، عام 2002، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، بتهمة "المسؤولية عن عمليات، نفذتها مجموعات مسلحة، محسوبة على حركة فتح، وأدت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين".

من جانبها، قالت القناة "13" الإسرائيلية الخاصة، مساء الأربعاء "نقل القيادي في فتح مروان البرغوثي، من سجن عوفر إلى العزل في سجن آخر خوفاً من التصعيد، بعد أن تلقت مصلحة السجون معلومات تفيد بأنه يعمل على التحريض وإشعال انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية".

وأشار التقرير إلى أن ذلك يأتي في ظل المخاوف الإسرائيلية من تصعيد أمني محتمل في الضفة الغربية في شهر رمضان، ويرى مسؤولون أمنيون أن حماس تحاول الدفع باتجاه التصعيد الأمني في الضفة الغربية والقدس ومناطق الـ48.

ويعتبر المسؤولون الأمنيون أن "شهر رمضان، كمناسبة موحدة وهامة لجميع المسلمين، قد يشكل فرصة أولى وحقيقية بالنسبة لحماس للنجاح في ذلك إذا لم نتصرف بصورة مهنية وحكيمة".

وفي ديسمبر من عام 2023، كشفت هيئات حقوقية فلسطينية أن السلطات الإسرائيلية قامت بنقل القيادي مروان البرغوثي من سجن عوفر غرب رام الله، وعزله منذ نحو أسبوع مع رفض تل أبيب الإفصاح عن مكان وجوده.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان صدر 17 ديسمبر الماضي، إنهما يحملان إدارة السجون الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة البرغوثي.

وبرز اسم البرغوثي في الفترة الأخيرة مع سعي بعض الدول لتجديد السلطة الفلسطينية، على وقع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والنقاش الدائر حول الرؤية المستقبلية للسلطة وعلاقتها بالقطاع، بالإضافة إلى البحث الدائر حول من سيخلف محمود عباس، وتقول رويترز إن واشنطن ترى أن اقتراح اسم البرغوثي غير عملي لأن إسرائيل لن يرغب في إطلاق سراحه.

ويحظى البرغوثي، برمزية كبيرة في الأوساط الفلسطينية كما جميع الأسرى من ذوي الأحكام العالية، لكن ما يميّزه أنه وافد من المستوى السياسي الفلسطيني وليس الميداني فقط، حيث كان يشغل منصب الأمين العام لحركة فتح في الضفة الغربية عند اعتقاله، وأظهرت استطلاعات للرأي أجريت قبيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية، التي كانت مقررة عام 2021 قبل إلغائها في العام نفسه، تمتّع البرغوثي بشعبية واسعة.