علي بابا الصينية تبحث توسيع أعمالها في أسواق الخليج

دبي - تسعى مجموعة علي بابا القابضة المحدودة، عملاق التجارة الإلكترونية الصيني البارز، بنشاط إلى التوسع في أسواق منطقة الخليج، ولاسيما في السعودية والإمارات.
وكشف رئيس المجموعة مايكل إيفانز عن إستراتيجية علي بابا خلال حلقة نقاش في القمة العالمية للحكومات المقامة حاليا في دبي، حيث سلط الضوء على الالتزام بالشراكات المحلية باعتبارها جانبا رئيسيا من نهجها.
وتطرق إيفانز إلى مساعي علي بابا الأخيرة في السوق السعودية، مما يشير إلى الجهود المتضافرة لتعميق وجودها في مشهد التجارة الإلكترونية المزدهر في المنطقة.
وتدل هذه الخطوة على محور علي بابا الإستراتيجي نحو المشاريع التعاونية بعد فترة من إعادة التنظيم الإستراتيجي المدفوعة بالتدقيق الحكومي وتغييرات القيادة.
وكان صندوق الاستثمارات العامة السعودي (صندوق الثروة) قد ضخ في ديسمبر الماضي عبر وحدة تتبعه، وهي صندوق جدا، رأس مال أكبر في إي دبليو تي.بي أرابيا، وهو مشروع تكنولوجي مغامر مدعوم من علي بابا، ليبلغ إجمالي استثماراته 200 مليون دولار.
وفي عام 2022 أعلن صندوق الثروة عن شراكة بملياري دولار مع شركة جي آند تي إكسبريس التابعة لعلي بابا في المجال التقني.
وقبل عامين من ذلك التاريخ قامت شركة الاتصالات السعودية (أس.تي.سي) بعقد شراكة مع المجموعة الصينية بقيمة مليار دولار لتقديم الخدمات السحابية العامة عبر إنشاء في العاصمة الرياض مركزا إقليميا للإدارة والتدريب لعلي بابا في المنطقة.
ولا تختلف قصة نجاح أمازون في الولايات المتحدة والدول الغربية عن قصة نجاح موقع علي بابا في الصين والأسواق الآسيوية، الذي أحدث انقلابا مشابها في خارطة تجارة التجزئة وأصبح أيضا يثير مخاوف الكثير من اللاعبين في القطاع.
وتبدو علاقات دول الخليج المتنامية مع الصين، مدفوعة بالمصالح الاقتصادية المتبادلة ومبادرات تنويع الاستثمار، لحظة مناسبة لجهود التوسع التي تبذلها علي بابا.
ومع ذلك، فإن التعقيدات الجيوسياسية، بما في ذلك التدقيق الأميركي المتزايد على الكيانات المرتبطة بالصين، تضيف طبقة من التحدي لتطلعات علي بابا في الخليج.
وفي العام الماضي، كانت السعودية والإمارات من بين الدول القليلة التي تمت دعوتها للانضمام إلى كتلة بريكس في مسعى لتوسيع المجموعة، بدعم من الصين بشكل أساسي.
تتعقد هذه الجهود بسبب معارضة الولايات المتحدة للكيانات التي يُنظر إليها على أنها مرتبطة بعلاقات وثيقة مع الحكومة في بكين.
وأبلغت مجموعة جي 42، ومقرها أبوظبي، بلومبرغ هذا الأسبوع بأنها تقلص وجودها في الصين، وتعهدت بالاستثمار في الأسواق الغربية الرئيسية، في محاولة لتهدئة المخاوف الأميركية.
قصة نجاح أمازون في الولايات المتحدة والدول الغربية لا تختلف عن قصة نجاح موقع علي بابا في الصين والأسواق الآسيوية
وبينما تسعى علي بابا إلى استعادة مكانتها الرائدة في صناعة التكنولوجيا العالمية، فإن السعي وراء الشراكات في السعودية والإمارات يؤكد نهج الشركة التكيفي للتوسع الدولي.
ومن الممكن أن يؤدي نجاح هذه المشاريع إلى إعادة تشكيل مشهد التجارة الإلكترونية في الخليج وتعميق العلاقات الاقتصادية بين المنطقة والصين.
ودخلت علي بابا كلاود، الشركة الرئيسية المسؤولة عن التكنولوجيا الرقمية والذكاء في المجموعة الصينية، أواخر 2023 في تعاون مع دبي القابضة لتطوير مركز للبيانات.
كما لدى الشركة الصينية شراكة إستراتيجية مع مؤسسة دبي للتنمية الاقتصادية التابعة لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي لتمكين ودعم المصنّعين والشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات.
وينصب تركيز علي بابا الآن على إعادة الهيكلة الداخلية التي بدأتها الشركة العام الماضي، وإن كان التقدم المُحرز في هذا الإطار غير مستقر.
وتراجعت الشركة عن فصل وحدتها للحوسبة السحابية البالغة قيمتها 11 مليار دولار، ولم تحرز بعد تقدما كبيرا بعد تقديم طلب الاكتتاب العام الأولي لوحدة الخدمات اللوجستية كاينياو.
وأطلقت المجموعة الصينية قبل شهرين خطة لإنشاء شركة للإشراف على استثماراتها في جميع أنحاء العالم.
وفي حين لم يحدد مسؤولو علي بابا بوضوح الأصول التي قد تدخل في تلك المحفظة، فقد توقع المحللون أن الأصول غير الأساسية مثل عمليات البيع بالتجزئة المادية قد تذهب إلى تلك الشركة القابضة وربما تُطرح للبيع.
ولم تنشر علي بابا نتائج أعمالها للعام 2023، ولكن المحللين يتوقعون ارتفاع إيراداتها في الربع الأخير من العام الماضي بنحو 5.6 في المئة على أساس سنوي، ولكنه سيكون أدنى معدل للنمو منذ 9 أشهر.
وتأتي هذه التوقعات وسط ظروف اقتصادية صعبة وزيادة معدلات الخصم، خاصة مع انخفاض تقديرات الأرباح المتوقعة للشركة بنحو 4 في المئة على مدى الشهر الماضي.