دعم مغربي لتشاد في مواجهة ظاهرة تجنيد الأطفال

رفع مستوى الوعي حول منع تجنيد الأطفال في القتال المسلح، وتعزيز التعاون حول الوقاية من هذه الظاهرة.
الأربعاء 2024/02/14
جريمة حرب

الرباط – يقوم وفد من المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، الكائن مقره بالداخلة في المغرب، بمهمة عمل بنجامينا قصد تكثيف التعاون مع السلطات التشادية في مجال مواكبة برامج إعادة الإدماج الاجتماعي والاقتصادي والمهني لدى الأطفال المجندين في هذا البلد.

وتنتشر ظاهرة تجنيد الأطفال في التشاد بشكل لافت خلال العقود الأخيرة بفعل الصراع والحروب بين الجيش والحركات المتمردة، وتحاول نجامينا معالجة الظاهرة، في ظل انتقادات تتعرض لها من منظمات حقوقية دولية.

وذكر بلاغ للمركز الدولي أن مهمة وفده في التشاد تأتي في إطار الاحتفاء باليوم العالمي لمناهضة تجنيد الأطفال في العنف المسلح الموافق للثاني عشر من فبراير من كل عام.

10

آلاف جندي من الأطفال تم تسجيلهم في الجيش التشادي والميليشيات المتمردة عام 2011

وتهدف المهمة إلى رفع مستوى الوعي حول منع تجنيد الأطفال في القتال المسلح، وتعزيز التعاون مع الباحثين والأكاديميين في إطار الأنشطة التي يقوم بها المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال.

وقد شارك رئيس المركز عبدالقادر فلالي، ومدير مكتب المركز بأفريقيا ويلي ديدي فوجا كونيفون في ندوة تحت شعار “أفريقيا بدون أطفال مجندين في أفق 2030″، بمشاركة فاعلين في المجتمع المدني التشادي، وباحثين، وأساتذة، وطلبة في سلك الماستر.

ويعتزم الوفد خلال وجوده في التشاد على زيارة أماكن مختلفة لتسريح ونزع سلاح وإعادة إدماج الأطفال المجندين، والتي تم إحداثها بفضل التزام السلطات التشادية التي سهلت مهمة العمل هذه، وتصميمها على وقف تجنيد الأطفال من خلال الانفتاح، بشكل خاص، على الباحثين والمنظمات غير الحكومية. ولطالما شكل ملف تجنيد الأطفال والقصر، مصدر إحراج للسلطات التشادية، ويعكس انفتاحها على المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال رغبة في إحراز تقدم في مواجهة الظاهرة.

وكان تقرير نشرته وكالة “دويتشه فيله” الألمانية، بالتزامن مع اليوم العالمي لتجنيد الأطفال، سلط الضوء على تفاقم ظاهرة تجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات المتمردة وأيضا القوات المسلحة، رغم مساعي السلطات لإنهاء الوضع.

وذكر التقرير أن “الآلاف من الفتيان والفتيات يتم تجنيدهم قسرا في الميليشيات المسلحة”، مشيرا إلى أن أعدادا غير معروفة من القاصرين لا تزال تنشط في صفوف القوات المسلحة أو المتمردين أو الميليشيات المتشددة.

تجنيد الأطفال في قوات الدفاع والأمن يعد جريمة حرب، وحماية الأطفال يجب أن تكون أولوية لكل دول

وقدّرت “منظمة العفو الدولية” في العام 2011 أن ما لا يقل عن 10 آلاف جندي من الأطفال تم تسجيلهم في الجيش التشادي والميليشيات المتمردة، لافتة إلى أنه “يتم استخدام هؤلاء الأطفال كمقاتلين وطهاة، وأحيانا سائقين”.

ورأى عالم السياسة التشادي إيفاريست نغارلم تولدي أن “بعد مرور أكثر من عقد من الزمان، لم يتجه الوضع نحو الانفراج والتحسن”، معتبرا ذلك “جريمة حرب”. وقال تولدي “إن الجنود الأطفال كثيرون للغاية، سواء في صفوف الجيش الوطني التشادي، أو في مختلف الميليشيات المسلحة المنتشرة بالمناطق الحدودية في تشاد”.

وأضاف “في نجامينا نراهم كل يوم يتجولون في الشوارع وفي محيط الرئاسة، ولاسيما عناصر المديرية العامة لجهاز الأمن المؤسسي والحرس الرئاسي وحتى في الهيئات المسلحة أو شبه العسكرية الأخرى”.

واعتبر تولدي أن “تجنيد الأطفال في قوات الدفاع والأمن يعد جريمة حرب، وأن حماية الأطفال يجب أن تكون أولوية لكل دولة، لأنهم يتمتعون بوضع المدنيين غير المشاركين في الأعمال العدائية”.

4