خطة إسرائيلية لإجلاء سكان رفح في مدن خيام على حدود مصر

تل أبيب/غزة - اقترحت الحكومة الإسرائيلية إجلاء سكان مدينة رفح إلى مدن خيام واسعة، قبل الهجوم العسكري الإسرائيلي المزمع على المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة، حيث يعيش نحو مليون ونصف المليون نازح فلسطيني، رغم المخاوف الأميركية، وفقا لتقرير إعلامي.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن إسرائيل قدمت الاقتراح لمصر، بعد رفض القاهرة المساعي الإسرائيلية لتنفيذ عملية عسكرية في رفح، وتحذيرها من "عواقبها الوخيمة".
ونقلت الصحيفة الأميركية الإثنين عن مسؤولين مصريين قولهم إن الاقتراح إسرائيلي للإخلاء ينص على إقامة 15 مخيما، يضم كل منها حوالي 25 ألف خيمة في الجزء الجنوبي الغربي من المنطقة الساحلية المغلقة في سيناء.
ومن المتوقع أن تشتمل المرافق أيضًا على عيادات طبية ميدانية، وبالتنسيق مع "إسرائيل"، ستحدد القاهرة الإجراء الذي يسمح للجرحى الفلسطينيين بمغادرة غزة، وفقا للتقرير.
والمدينة مكتظة بمئات الآلاف من الفلسطينيين المشردين داخليا، الذين يلتمسون المأوى هناك في مكان ضيق للغاية.
ويشير الاقتراح، بحسب التقرير، إلى أن إسرائيل تستعد لهجوم وشيك على رفح، رغم اعتراضات الولايات المتحدة ومصر، حيث يقول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن المدينة المتاخمة للحدود مع مصر "آخر معقل لحماس" في غزة.
وذكرت الصحيفة أن اقتراح إجلاء السكان قدم إلى مصر في الأيام الأخيرة.
ولم تدل مصر بأي تصريحات علنية بشأن الخطة الإسرائيلية، بينما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على الخطة.
وجاء الاقتراح، في الوقت الذي حذرت به إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل من دخول الجيش إلى رفح من دون خطة مفصلة لحماية المدنيين، بينما رد المسؤولون الإسرائيليون بالقول إن الهجوم البري في رفح ضروري للقضاء على حماس.
وقال الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس، إنه "ليس هناك شك بشأن عملية واسعة النطاق في رفح"، مشيرا إلى أن "إسرائيل ستفعل ما هو مطلوب للسماح بحرية عملها هناك، بما في ذلك إجلاء السكان وإعداد الأراضي لتوغل بري".
يأتي ذلك بعد يوم من إرسال القاهرة تحذيرات لإسرائيل بشأن علاقاتهما الدبلوماسية، من احتمال توقفها في حال شنت القوات الإسرائيلية غزوًا واسع النطاق لمدينة رفح، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال التقرير نقلا عن مصادر "إن أي عملية برية في رفح ستؤدي إلى تعليق فوري لمعاهدة السلام بين البلدين".
وقال المسؤولون لـ"وول ستريت جورنال" إن وفداً من القاهرة قام مؤخراً بزيارة لنظرائه الإسرائيليين في "تل أبيب" لمناقشة الوضع في رفح على وجه التحديد.
وأضاف "يحاول المسؤولون الإسرائيليون إقناع مصر بالموافقة على بعض التعاون فيما يتعلق بالموضوع".
ودعت الحكومة الإسرائيلية منظمات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة إلى المساعدة في إجلاء المدنيين من رفح.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في نيويورك الاثنين إن كل ما يحدث في الجزء الجنوبي من المنطقة على الحدود مع مصر يجب أن يحدث مع الاحترام الكامل لحماية السكان المدنيين.
وقال دوجاريك "لن نكون طرفا في التهجير القسري للسكان. وفي الوقت الراهن، لا يوجد مكان آمن في غزة".