مقتل أربعة جنود إماراتيين وضابط بحريني في هجوم إرهابي بالصومال

أبوظبي - أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية أن جثامين ثلاثة عسكريين إماراتيين وصلت إلى أبوظبي اليوم الأحد بعد مقتلهم إثر تعرضهم "لعمل إرهابي" في الصومال في أثناء أدائهم مهام عملهم في تدريب وتأهيل القوات المسلحة الصومالية.
وأضافت الوزارة أيضا في بيانها المنشور على منصة إكس أن فردا رابعا من الجيش الإماراتي، كان قد أُصيب في هجوم السبت، توفي لدى وصوله إلى الإمارات. وتابعت أن فردا من قوة دفاع البحرين قُتل أيضا خلال الهجوم.
وقد جرت على أرض المطار المراسم العسكرية الخاصة باستقبال جثامين الجنود، حيث كان في الاستقبال عدد من كبار قادة وضباط وزارة الدفاع، وعدد من أسر العسكريين وذويهم.
وكانت الوزارة قد أعلنت في وقت سابق من ليل الأحد/الاثنين "استشهاد 3 من منتسبي القوات المسلحة الإماراتية وضابط من قوة دفاع البحرين وإصابة 2 آخرين إثر تعرضهم لعمل إرهابي في جمهورية الصومال الشقيقة".
وأوضحت في بيان عبر حسابها على منصة "إكس"، أن الحادثة وقعت "أثناء أدائهم مهام عملهم في تدريب وتأهيل القوات المسلحة الصومالية، والتي تندرج ضمن الاتفاقية الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية الصومال في إطار التعاون العسكري بين البلدين".
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن "دولة الإمارات تواصل التنسيق والتعاون مع الحكومة الصومالية في التحقيق في شأن العمل الإرهابي الآثم".
من جانبه، عبّر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود عن تعازيه إلى دولة الإمارات، وأدان الهجوم الذي شهدته العاصمة مقديشيو، داعيًا إلى تحقيق فوري في الحادث، حسبما أفادت وكالة الأنباء الصومالية (صونا).
وزار الرئيس الصومالي المستشفى التي استقبلت الجرحى من الضباط الإماراتيين الذين أصيبوا في الهجوم الإرهابي على معسكر الجنرال غوردن.
وقال شيخ محمود "نقدم تعازينا لحكومة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة الذين فقدوا أرواح جنودهم في الهجوم الإرهابي في مقديشو. وهؤلاء الضباط جاءوا إلى بلادنا للمشاركة في إعادة بناء القوات المسلحة الصومالية".
وتابع "نحن ممتنون لحكومة وشعب الإمارات العربية المتحدة لدعمهم المستمر في إعادة إعمار وتنمية الصومال، وسنتذكر الدور الذي لعبته في بلادنا في هذا الوقت العصيب".
ونعى أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، الأحد، شهداء الدولة في "العملية الإرهابية " التي وقعت في العاصمة مقديشو، مشددا على أن مواصلة مكافحة الإرهاب.
وقال قرقاش في تدوينة عبر منصة إكس"نسأل الله أن يتغمد جنودنا البواسل بواسع رحمته". مستطردا "ولن يثنينا عمل غادر عن مواصلة رسالة الأمن والأمان ومكافحة التطرف والإرهاب بجميع اشكاله". وتابع "سنبقى كما كنا مناصرين للحق مدافعين عن استقرار المنطقة بما فيه الخير والسلام".
وكان ضابط بالجيش الصومالي وموظفون في مستشفى قالوا لـ"رويترز" إن خمسة أشخاص بينهم مسؤولون عسكريون صوماليون وأحد العسكريين الإماراتيين قتلوا، السبت، بعد أن فتح جندي النار داخل قاعدة عسكرية بالعاصمة مقديشو.
وقال الضابط أحمد، مكتفياً بذكر اسمه الأول، إن المسلح، وهو جندي صومالي تم تدريبه حديثاً، قتل بالرصاص في قاعدة غوردون العسكرية التي تديرها الإمارات.
وأضاف "فتح الجندي النار على المدربين الإماراتيين ومسؤولين عسكريين صوماليين عندما بدأوا الصلاة، وأصيب أربعة ضباط إماراتيين، بينما قتل أربعة جنود صوماليين"، موضحاً "نعلم أن الجندي انشق عن حركة الشباب قبل تجنيده من الصومال والإمارات".
وأعلنت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم عبر بيان بثته إذاعة الأندلس التابعة لها، وقالت إن مقاتليها قتلوا 17 جنديا.
وقال اثنان من طاقم التمريض وطبيب في مستشفى أردوغان في مقديشو، طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن ضابطاً كبيراً من الإمارات لقي حتفه في حين أصيب أربعة آخرون بجروح خطرة. وأضافوا أن نحو 10 جنود صوماليين نقلوا كذلك مصابين إلى المستشفى.
وكانت الإمارات قد أعلنت في 2018 إنهاء برنامج تدريب عسكري في الصومال ردا على مصادرة ملايين الدولارات واحتجاز قوات الأمن الصومالية طائرة إماراتية لفترة وجيزة.
ودربت الإمارات مئات الجنود الصوماليين منذ عام 2014 في إطار جهد مدعوم من البعثة العسكرية للاتحاد الأفريقي يهدف لهزيمة إسلاميين متشددين وتأمين البلاد للحكومة التي تحظى بدعم دول غربية وتركيا والأمم المتحدة.
ويخوض الصومال منذ سنوات حربا ضد حركة الشباب، التي أُسست مطلع 2004، وتتبع فكريا لتنظيم "القاعدة" وتبنت عمليات إرهابية عديدة أودت بحياة مئات الأشخاص