إيكواس تريد إيقاف تسرب الأعضاء بعد خروج ثلاثي الساحل

المجموعة الاقتصادية تتمتع بصلاحيات فرض عقوبات اقتصادية شديدة، كما فعلت بحق مالي والنيجر في أعقاب الانقلاب في كل منهما.
السبت 2024/02/10
وضع مقلق

أبوجا – أطلقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي تشهد انقسامات على خلفية أزمات متعددة، دعوة إلى الوحدة بعد اجتماع طارئ بشأن الوضع في السنغال وإعلان انسحاب ثلاث دول أعضاء تحكمها أنظمة عسكرية منبثقة عن انقلابات.

والخميس عقد وزراء الخارجية والدفاع في الدول الأعضاء في المجموعة محادثات طارئة خلف أبواب مغلقة استمرت ساعات.

وفي كلمته الافتتاحية وصف رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عمر أليو توراي الأزمة السنغالية التي بدأت مع تأجيل الانتخابات الرئاسية بشكل مفاجئ من 25 فبراير إلى 15 ديسمبر الماضييْن بأنها “تطور مقلق” قبل أن يدعو الدول الأعضاء إلى تشكيل جبهة موحدة.

وأكد الدبلوماسي الغامبي من العاصمة النيجيرية أبوجا أنه “إذا كان هناك وقت يجب أن تظل فيه إيكواس موحدة، فهو الوقت الراهن”.

إعلان انسحاب بوركينا فاسو والنيجر ومالي من إيكواس أثار قلق مئات الآلاف من مواطني الدول الثلاث، ومن بينهم تجار

من جانبه حض رئيس مجلس الوساطة والأمن التابع للمنظمة الإقليمية، يوسف ميتاما توغار، النيجر ومالي وبوركينا فاسو على التراجع عن قرار الانسحاب من إيكواس. ولفت إلى أن انسحاب دول الساحل الثلاث “سيتسبّب في صعوبات إضافية للمواطنين”.

وتضمن المجموعة لمواطني دولها الخمس عشرة الأعضاء إمكان السفر إلى أي دولة من هذه الدول دون تأشيرة والاستقرار فيها للعمل أو الإقامة.

وأثار إعلان انسحاب بوركينا فاسو والنيجر ومالي من إيكواس الأسبوع الماضي قلق مئات الآلاف من مواطني الدول الثلاث، ومن بينهم تجار. وأضاف توغار الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية النيجيري “نحن أقوى معًا كجماعة”.

ولكن لم يكن من الواضح الجمعة ما إذا كانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قد اتخذت أي إجراء بشأن الأزمات المختلفة التي تهدد وحدتها. وأُدرجت الأزمة السياسية في السنغال، بالإضافة إلى طلب انسحاب كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو من إيكواس، ضمن جدول أعمال اجتماع الخميس.

وبعد الاجتماع قال عمر أليو توراي لوكالة فرانس برس “إن المجتمعين لم يناقشوا دستورية تأجيل الانتخابات الرئاسية في السنغال”. وأضاف “يجب أن نحدد مدى دستورية أو عدم دستورية (هذا التأجيل) قبل فرض عقوبات”. وتابع “يجب أن نناقش ذلك ولم نفعل”.

وتتمتع إيكواس بصلاحيات فرض عقوبات اقتصادية شديدة، كما فعلت بحق مالي والنيجر في أعقاب الانقلاب مؤخراً في كل منهما. ولكنّ خبراء يرون أن السنغال مازالت بعيدةً عن هذه المرحلة. وحضر وزراء من السنغال اجتماع الخميس، على عكس نظرائهم من بوركينا فاسو ومالي والنيجر وغينيا التي علقت عضويتها في إيكواس بعد الانقلابات.

وقال رئيس بنين باتريس تالون الخميس إن إعلان انسحاب دول الساحل الثلاث “أمر مؤسف”. وأضاف “أحزنني ذلك كثيرا. لقد تحدثت مع أحد رؤساء الدول الثلاث المعنية وأخبرته بأن الأمر ليس جيدا”.

ppp

وشدّد على أن “هذا القرار يعاقب الشعوب” و”لا توجد صراعات بين شعوب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا”. ودعت إيكواس في بيان الثلاثاء السنغال إلى “اتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل سريع لإحياء الجدول الزمني الانتخابي”.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أكد أن تأجيل الانتخابات الرئاسية يؤدي إلى “فترة من الغموض” في البلاد، داعيا إلى إجراء الانتخابات “في أقرب فرصة”. كذلك اعتبرت الولايات المتحدة حليفة السنغال أن التصويت على تأجيل الانتخابات غير شرعي. وأعرب شركاء السنغال عن قلقهم إزاء خطر حدوث اضطرابات، وإزاء الضربة الموجهة إلى الديمقراطية في البلاد التي تعد مثالاً في هذا المجال في منطقة تشهد انقلابات متتالية.

ومساء الأربعاء قال وزير خارجية السنغال إسماعيل ماديور فال من نيجيريا لقناة فرانس 24 “السنغال تحترم توصيات إيكواس لكننا اليوم نفضل المنطق السياسي الداخلي”.

1