زيارة استعراضية للبرهان إلى أم درمان

قائد الجيش يحاول الإيحاء بأن الوضع تحت السيطرة، وأن المؤسسة العسكرية ملتفة حوله، لكن هذا الحرص يزيد من حجم الشكوك المثارة. 
الجمعة 2024/02/09
خطوات مكشوفة

أم درمان (السودان) - ترى أوساط سياسية سودانية أن زيارة قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى أم درمان،هي خطوة استعراضية في ظل حديث متواتر عن خلافات داخل مؤسسة الجيش، والذي تعزز بحملة اعتقالات طالت مؤخرا ضباطا رفيعي المستوى في المدينة.

وتقول الأوساط إن البرهان يحاول الإيحاء بأن الوضع تحت السيطرة، وأن المؤسسة العسكرية ملتفة حوله، لكن هذا الحرص يزيد من حجم الشكوك المثارة. 

وقام البرهان، مساء الأربعاء، بزيارة للمواقع الأمامية لقوات الجيش بأم درمان ثاني أكبر مدن السودان، حيث شدد على وقوف الجيش والشعب صفا واحدا في مواجهة قوات الدعم السريع التي وصفها بـ”الميليشيا المتمردة”.

وشدد البرهان على التزام القوات المسلحة برعاية أسر الضحايا والمفقودين وعلاج الجرحى والمصابين من القوات النظامية والمستنفرين من المتطوعين المدنيين.

وهذه الزيارة الأولى لقائد الجيش إلى المدينة منذ نحو عام، وسوقت مواقع قريبة من الجيش أن الزيارة تندرج في سياق الجولات التي بدأها منذ فترة على القواعد العسكرية في مختلف المدن السودانية.

محمد حمدان دقلو: ضرورة العمل على التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت
محمد حمدان دقلو: ضرورة العمل على التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت

لكن الأوساط تعتبر أن الزيارة مرتبطة بالتسريبات الأخيرة في علاقة بالاعتقالات التي طالت ضباطا رفيعي المستوى، بينهم قائد المتحركات بأم درمان ومدير الإدارة الفنية بالدفاع الجوي ومسؤول عن الرادارات وأجهزة التشويش المضاد للمسيرات ومسؤول عمليات الدعم والإسناد الإستراتيجي لمواقع المدرعات والشجرة.

وأكدت تلك التسريبات على وجود خلافات في الجيش بشأن الصراع الجاري مع قوات الدعم السريع، كما أنها عكست أزمة ثقة داخل المؤسسة العسكرية.

ويشهد السودان، منذ أبريل الماضي، صراعا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقد فشلت حتى الآن جميع الجهود الدولية والإقليمية خصوصا في احتوائه.

وأدى الصراع إلى أزمة إنسانية حادة دفعت الأمم المتحدة للتحرك من أجل إقناع طرفي النزاع بضرورة الجلوس إلى طاولة واحدة، لبحث سبل تحسين وصول المساعدات.

 وأعلن قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، الخميس، استعداده لإبرام اتفاق ثنائي مع المنظمات والوكالات الدولية المختصة لإنقاذ المدنيين في مناطق سيطرة قواته.

وجاء إعلان دقلو بعد ساعات من تصريحات وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، قال فيها إنه أجرى اتصالات بقائدي الجيش والدعم السريع لعقد اجتماع بشأن إيصال المساعدات الإنسانية وأن الطرفين اقترحا سويسرا مكانا للاجتماع المرتقب.

وطالب قائد الدعم السريع في نداء وجهه عبر حسابه على منصة أكس المجتمع الدولي والإقليمي بالإيفاء بتعهداتهم تجاه السودان بموجب القانون الدولي الإنساني، وتنفيذ التدخلات العاجلة لإنقاذ أرواح ملايين المتضررين في المناطق المتأثرة بالحرب.

وحث على زيادة المساعدات الإنسانية لكل مناطق السودان بصورة عاجلة لمواجهة الكارثة الماثلة ونقل هذه المساعدات برا وجوا، خاصة مناطق دارفور وكردفان التي تعاني عزلا متعمدا من مجموعة بورتسودان، وفق قوله.

وأكد على ضرورة العمل على التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت لبداية برنامج شبيه بشريان الحياة الذي تم تنفيذه بموجب اتفاق وقع في عام 1989 بين الأمم المتحدة والحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة السودان.

وأضاف “لأن قيادة القوات المسلحة الحالية ربما ترفض هذه الخطوة، لأنها لا تكترث أبداً لمعاناة السودانيين، نعلن استعدادنا للدخول في اتفاق ثنائي والتعاون مع المنظمات والوكالات الدولية المختصة لتنفيذه لإنقاذ المدنيين في مناطق سيطرتنا”.

وأطلقت الأمم المتحدة، الأربعاء، نداء لجمع 4.1 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة في السودان.

2