نتنياهو مصر على عملية رفح دون الرد على سؤال ماذا بعدها

نتنياهو لبلينكن: لا وقف للحرب دون تدمير حركة حماس.
الخميس 2024/02/08
الخيار العسكري يحدد معالم اليوم التالي

القدس – أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إشارة لعملية برية على مدينة رفح حيث يعتقد أنها الملجأ الأخير لقادة حماس بعد الهجوم على خان يونس من دون إبداء أي اهتمام بما يجري تسريبه من أخبار بشأن الوساطات للتوصل إلى تهدئة، ومن دون أن يجيب هو نفسه عن سؤال ماذا بعد رفح.

وقال نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بالاستعداد لبدء هجوم في رفح، جنوبي قطاع غزة.

وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائهما، الأربعاء، أن تل أبيب “لن تكون قادرة على الانتصار في الحرب دون تدمير حركة حماس في جنوب قطاع غزة”.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي لاحقا “اليوم التالي هو اليوم التالي للقضاء على حماس. حماس كلها”، إذ أصر على أن النصر التام على حماس هو الحل الوحيد لحرب غزة، في رد مباشر على عرض التهدئة الذي قدمته حماس وجاء بلينكن لإسرائيل للنقاش مع نتنياهو بشأنه.

نتنياهو يتجه إلى رفح للقضاء على القيادات التي قد تكون غادرت خان يونس لتظهر بعد الهدنة وتوحي بأن حماس لم تهزم

ومن الواضح أن نتنياهو قد وضع خطة للسيطرة على مدينة رفح قبل القبول بأيّ هدنة مع حماس، في مسعى للقضاء على القيادات التي قد تكون غادرت خان يونس وتستقر في رفح لتظهر بعد الهدنة في مشهد استعراضي وتوحي بأن حماس لم تهزم، وأنها قادرة على الصمود لوقت أطول كما فعلت في اتفاق الهدنة السابق.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي باستمرار بأن حماس لن تكون بأيّ شكل جزءا من اليوم التالي، أي مرحلة ما بعد الحرب، كما أنه يعارض أي دور للسلطة الفلسطينية، كما تريد واشنطن مسنودة بعدة دول عربية من بينها مصر والسعودية.

وسارع سامي أبوزهري رئيس الدائرة السياسية في حماس في الخارج بالرد على رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا “تصريحات نتنياهو هي نوع من المكابرة السياسية، وإنه معني باستمرار الصراع في المنطقة”.

وأضاف “رسالتنا للجميع أن الحركة تعاملت بمرونة مع ورقة باريس وهذا من موقع القوة لا الضعف وأن الحركة جاهزة للتعامل مع جميع الخيارات”.

وقال نتنياهو إن إسرائيل لن تقبل شروط حماس الأخيرة بشأن صفقة بخصوص الرهائن، لكنه لم يستبعد استمرار المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق مقبول لتأمين إطلاق سراح نحو 130 رهينة محتجزين في قطاع غزة، وفقا لما ذكرته صحيفة “جيروزاليم بوست”.

pp

ونقلت الصحيفة عن نتنياهو، في رد على سؤال لأحد الصحافيين حول عرض حماس، قوله “من خلال ما اطلعت عليه، حتى أنت ستقول لا” لعرض حماس.

وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن وزير الدفاع يوآف غالانت ألمح إلى أن إسرائيل قد ترفض شروط حماس بشأن صفقة لإطلاق سراح أكثر من 130 رهينة تحتجزهم في غزة.

وقال غالانت “لقد تمت صياغة رد حماس بحيث ترفضه إسرائيل، وموقفها هذا سيؤدي إلى استمرار الحرب وإرسال قواتنا إلى أماكن أخرى في غزة قريبا”.

وأعلن أسامة حمدان القيادي في حماس في مؤتمر صحفي الأربعاء أن وفدا من الحركة يرأسه خليل الحية سيتوجه الخميس إلى القاهرة لمتابعة محادثات وقف إطلاق النار مع مصر وقطر.

مقترح حماس لا يتطلب ضمانة لوقف دائم لإطلاق النار في البداية، لكن يجب الاتفاق على نهاية الحرب قبل إطلاق سراح آخر الرهائن

واقترحت حركة حماس خطة لوقف إطلاق النار من شأنها تهدئة القصف الذي يتعرض له قطاع غزة منذ أربعة أشهر ونصف الشهر، وتتضمن الإفراج عن جميع الرهائن وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع والتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.

ووفقا لمسودة رد حماس خلال المرحلة الأولى من الهدنة التي تستمر 45 يوما سيُطلق سراح جميع الرهائن من النساء وأيضا الأطفال دون 19 عاما وكبار السن والمرضى مقابل الإفراج عن النساء الفلسطينيات والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. وستسحب إسرائيل قواتها من المناطق المأهولة في غزة.

ولن يبدأ تنفيذ المرحلة الثانية قبل أن ينتهي الجانبان من “المباحثات غير المباشرة بشأن المتطلبات اللازمة لاستمرار وقف العمليات العسكرية المتبادلة والعودة إلى حالة الهدوء التام”.

وستشمل المرحلة الثانية الإفراج عن جميع المحتجزين الرجال وخروج القوات الإسرائيلية خارج حدود مناطق قطاع غزة.

وقال مصدر قريب من المفاوضات إن مقترح حماس لا يتطلب ضمانة لوقف دائم لإطلاق النار في البداية، لكن يجب الاتفاق على نهاية الحرب قبل إطلاق سراح آخر الرهائن.

وأطلقت إسرائيل عمليتها العسكرية في غزة بعد أن قتل مسلحون فلسطينيون 1200 شخص واحتجزوا 253 رهينة، حسبما تقول إسرائيل، من جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

وتقول وزارة الصحة في غزة إنه تأكد مقتل ما لا يقل عن 27585 فلسطينيا في الحملة العسكرية الإسرائيلية، وهناك مخاوف من أن يكون هناك آلاف مدفونون تحت الأنقاض. واستمرت الهدنة الوحيدة لأسبوع واحد في نهاية نوفمبر.

 

اقرأ أيضا:

    • دوامة حرب غزة

    • هل تعترف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية

1