الكاتبة نسرين عبدالعزيز تبحث حضور الذكاء الاصطناعي في الدراما

الكتاب يستعرض أشهر الأعمال الدرامية التي تناولت محور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مضمونها وحضور الروبوت ضمن أحداثها.
الخميس 2024/02/08
توظيف الروبوت والذكاء الاصطناعي لا يزال محدودا

القاهرة - أصدرت نسرين عبدالعزيز، أستاذ الإعلام والدراما بالمعهد الدولي العالي للإعلام، كتابا بعنوان "الذكاء الاصطناعي في دراما السينما والتليفزيون والمنصات"، تتناول من خلال فصوله آراء خبراء الدراما حول تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على صناعة الدراما في مجالات السينما والتليفزيون والمنصات الرقمية وأبرز التحديات التي تواجهها هذه الصناعة.

ويستعرض الكتاب أشهر الأعمال الدرامية السينمائية والتليفزيونية الأجنبية والعربية التي تناولت محور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مضمونها وحضور الروبوت أو الإنسان الآلي ضمن أحداثها، بالإضافة إلى أنه يسلط الضوء على دراما المنصات الرقمية ومدى استعانتها بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وتقدم عبدالعزيز محاولة للتعرف على آراء الجمهور واتجاهاتهم في دراما الخيال العلمي التي تناولت استخدام  البشرية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وخاصة الروبوت ومدى تأثير هذا النوع من الدراما على إيمان الجمهور بواقعية المضمون المقدم، وأن ما يراه على الشاشة قد يكون حقيقة في الفترة الحالية أو مستقبلا، مع التعرف على كيفية تقديم دراما الخيال العلمي لصورة الروبوت، وهل يقدم بشكل إيجابي أم سلبي مقارنة بصورة الإنسان البشري؟

الكتاب يحاول التعرف على آراء الجمهور واتجاهاتهم في دراما الخيال العلمي التي استخدمت الذكاء الاصطناعي
◙ الكتاب يحاول التعرف على آراء الجمهور واتجاهاتهم في دراما الخيال العلمي التي استخدمت الذكاء الاصطناعي

وتقول المؤلفة في كتابها إن صناعة الدراما تقوم على الإبداع البشري وهذا الإبداع من الصعب أن تقتحمه تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما يمكن الاستعانة بهذه التطبيقات في مراحل محددة من الصناعة ولكن هذه المراحل لا يمكن أن تتم بدون العنصر البشري، فهناك مراحل لا يمكن أن تحل الآلة فيها محل الإنسان مثل كتابة السيناريو والإخراج والتمثيل، وعلى الرغم من وجود محاولات في صناعة الدراما الغربية للاستعانة بتطبيق “شات.جي. بي. تي” في كتابة السيناريو إلا أنها حتى الآن مقيدة وينقصها الكثير ولن تضاهي الإبداع البشري.

وناقشت المؤلفة كتابها ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، خلال ندوة خاصة أدارتها الإعلامية هبة حمزة، التي قالت في كلمة تقديم الندوة، إن الأعمال الخيالية التي تصور التأثير الكبير للذكاء الاصطناعي صارت حقيقة ملموسة، الأمر الذي جعل المخاوف من قضاء الآلة على الفكر البشري تتحول إلى مشكلة واقعية، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي صار يستخدم في مختلف المجالات، ومع تطورات التطبيقات مثل "شات.جي.بي.تي" تعززت المخاوف من تهديد التطورات التكنولوجية لصناعة الدراما والتليفزيون، وهو ما يركز عليه الكتاب.

وفى كلمتها، قالت مؤلفة الكتاب إن الدراما هي لسان حال المجتمع، ولها أثر كبير في تشكيل وعي الجمهور وتوجيهه، حسب النهج الذي يسير عليه صناع الدراما، لافتة إلى أنه مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى مختلف المجالات يثار السؤال عن إمكانية أن يحل الذكاء الاصطناعي محل صنّاع الدراما، وهي الصناعة القائمة بالأساس على الشعور البشري.

وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي بدأ يدخل في كتابة الأعمال الدرامية، وإن كان بشكل محدود حتى الآن، لافتة إلى أنها حرصت في الكتاب على مناقشة حدود التأثير والوجود. وأضافت "انتهى الكتاب إلى أن الدراما صناعة إبداعية، لذا فلن ينهي الذكاء الاصطناعي الإبداع البشري"، مبينة أنها في مناقشتها مع الخبراء توصلت إلى أن العالم يمر بمرحلة وسطية؛ ويحب التوازن بين الإبداع البشري واستخدام التكنولوجيا الحديثة.

يذكر أن نسرين عبدالعزيز لها العديد من المؤلفات العلمية في مجال الإعلام والدراما والسياسة ومنها: “محمد صبحي: مشوار الفن والحياة"، و"صورة الإرهابي في دراما السينما والتليفزيون بين الماضي والحاضر"،  و"ثقافة السلام: الدراما وثقافة اللاعنف".

14