الإعلام الأميركي يقرع طبول الحرب للرد على هجوم الأردن

الصحافيون يصرخون تأييدا للحلول العسكرية وينسون بشكل متعمّد الدرس المستفاد من العراق وأفغانستان.
الأربعاء 2024/02/07
هل يفكر بايدن في رد عسكري

واشنطن - بمجرد وقوع الهجوم بالطائرة المسيّرة على القاعدة الأميركية في الأردن، تحول اهتمام وسائل الإعلام إلى التساؤل كيف ومتى وأين قد تقوم الولايات المتحدة بالرد العسكري، الأمر الذي فسره تقرير "نشرة الصحافة في كولومبيا" بأنه محاولة من الإعلام الأميركي لجر الولايات المتحدة إلى الحرب.

وطرح الصحافيون الثلاثاء الماضي مثل هذه الأسئلة على الرئيس جو بايدن بينما كان مغادرا البيت الأبيض حيث قال إنه لا "يبحث" عن "حرب أوسع" في الشرق الأوسط، ولم يتحدث عن تفاصيل إضافية، إلا أنه بعدما ضغط عليه الصحافيون بالمزيد من الأسئلة، تراجع ليقول "سنرى"، ثم توجه إلى المروحية التي كانت تنتظره.

وقال الناقد الإعلامي دان فرومكين إن مثل هذه المنابر الإعلامية "يبدو أنها تنشط بسبب احتمال" اندلاع صراع إقليمي كبير، حيث يبدو كأن الصحافيين يصرخون تأييدا للحلول العسكرية، وينسون بشكل متعمد الدرس المستفاد من العراق وأفغانستان وفيتنام بأن التدخل العسكري الأميركي كثيرا ما كان يجعل الأمور أكثر سوءا.

ولفتت صحيفة "بوليتيكو" إلى أن بايدن لم يظهر شخصيا لشرح الضربات ولم يكن لديه الكثير ليقوله، برغم أن هذا الشرح ضروري بالنسبة لجمهور ربما يكون حائرا إزاء طبيعة المهمة الأميركية التي قتل خلالها الجنود في الأردن، أو تداعيات ما بدأ يظهر وكأنه حرب متعددة الجبهات.

◙ بعض المراقبين لم يشككوا في شفافية الإدارة الأميركية في مناوراتها العسكرية فحسب بل أيضا في الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تأجيج سخونة الحرب

كما تلقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أسئلة من مقدمي البرامج الحوارية بما فيها على قناة "أن.بي.سي" خاصة السؤال المكرر عما إذا كانت إدارة بايدن تستعد لشن ضربات داخل إيران نفسها، ورد في نهاية الأمر بالقول "لن أؤكد أو أستبعد أي نشاط في أي مكان".

وبينما جرى انتقاد إدارة بايدن بسبب الافتقار إلى الشفافية في ما يتعلق بالغارات، فإنها أيضا تعرضت للانتقادات، خصوصا من اليمين الأميركي، بسبب شفافيتها المفرطة حول الموضوع، حيث وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضربات بأنها "واحدة من أكثر الهجمات العسكرية المعلن عنها ضد عدو في التاريخ".

واعتبر بعض المحللين أن الإعلان المسبق عن الغارات ربما كان مقصودا والهدف منه السماح لإيران بنقل عناصرها بعيدا لتجنب إلحاق الأذى بها وبالتالي الحد من مخاطر التصعيد الإضافي. ونقل التقرير عن قناة "بي.بي.سي" أن الولايات المتحدة تتبنى "نهجا معتدلا" لا هو صعب ولا هو ناعم أكثر مما ينبغي.

وقال التقرير إن على غرار مثل هذه اللحظات من التوتر، فإن بعض المراقبين لم يشككوا في شفافية الإدارة الأميركية في مناوراتها العسكرية فحسب، بل أيضا في الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الأميركية في تأجيج سخونة الحرب.

ووصف برنامج الأخبار "الديمقراطية الآن!" وسائل الإعلام بأنها تقف جزئيا وراء "قرع الطبول" الذي يحرض على الرد العسكري على الهجوم في الأردن. كما أوردت نشرة "حروب أبدية" أن المؤسسات الإخبارية الكبرى كانت "تقدم بشكل خيارات لما يجب أن يتم قصفه".

5