بلجيكا سوق أوروبية واعدة للاستثمار في العقارات المغربية

بروكسل - تمكن قطاع العقارات المغربي من استقطاب أعداد كبيرة من المستثمرين العالميين وأيضا المغتربين حين عرض آفاقه المستقبلية في معرض إكسبو سماب 2024 في بروكسل مؤخرا.
وأكد المنظمون في بيان تلقت “العرب” نسخة منه أن المعرض، الذي اختتمت فعاليات دورته الثامنة الأحد الماضي، عرف نجاحا، وذلك بعد غياب دام ست سنوات بسبب انتشار وباء كورونا.
وجاء تنظيم المعرض ليؤكد مرة أخرى موقع بلجيكا باعتبارها واحدة من الأسواق الأوروبية الرائدة والواعدة بالنسبة للاستثمار في قطاع العقارات بالمغرب.
وتعتبر بروكسل المحطة الأولى لمعارض سماب إكسبو لعام 2024 حول العقارات المغربية في أوروبا، تليها محطة معرض باريس الذي سينظم أواخر مايو المقبل.
ويعد هذا الصالون السنوي من أكبر الأحداث العقارية المغربية في الخارج، ولديه سمعة وتأثير متزايد نظرا لكونه أصبح موعدا كبيرا لجمهور كبير ومتنوع يظهر اهتماما بتملك المساكن والعقارات التجارية.
20
ألف زائر توافدوا على معرض سماب 2024 في بروكسل وبمشاركة 30 عارضا
وعلاوة على كل ذلك، فإن سماب إكسبو يمثل حدثا ينتظر بقوة من طرف المغتربين المغاربة، والجاليات الأخرى بمختلف المدن العالمية، التي ينظم فيها، نظرا لما تعرفه أجواؤه من برامج تبرز الصورة الإيجابية للمغرب وفن العيش فيه.
يعد قطاع العقارات واحدا من المجالات الأساسية، التي يفضل المغاربة المقيمون في الخارج استثمار أموالهم فيها، نظرا لدورها الاقتصادي الكبير وأهميتها في تحقيق التنمية العمرانية في مناطق مختلفة من البلاد.
وينخرط المغتربون بكثافة في دفع نشاط القطاع العقاري ببلدهم نظرا لأهميته على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما رصدته الإحصائيات الرسمية في الفترة الماضية.
وكانت وزيرة الإسكان فاطمة الزهراء المنصوري قد أكدت في يوليو الماضي أن 70 في المئة من استثمارات أفراد الجالية المغربية مرتبطة بالعقارات.
واستقطبت الدورة الحالية، التي نظمت على مدار ثلاثة أيام الأسبوع الماضي بمنتزه المعارض ببروكسل، أكثر من عشرين ألف زائر من بلجيكا، وأيضا من بلدان أوروبية أخرى من بينها هولندا وفرنسا وألمانيا.
وشاركت في المعرض، الذي افتتحه السفير المغربي في بلجيكا محمد عامر، والكاتب العام لوزارة الإسكان يوسف الحسني والرئيس التنفيذي لمجموعة العمران حسني الغزاوي، ورئيس فيدرالية المنعشين (المطورين) العقاريين توفيق كميل، أكثر من 45 مدينة مغربية.
وأتاحت هذه الدورة مكانا للعرض مساحته أكثر من ستة آلاف متر مربع ضم أكثر من 30 عارضا.
قطاع العقارات يعد واحدا من المجالات الأساسية التي يفضل المغاربة المقيمون في الخارج استثمار أموالهم فيها
ووفر معرض سماب إكسبو بروكسل تنوعا عقاريا يعكس ثراء وتنوع السوق في المغرب، وذلك من خلال عرض المئات من المشاريع فيه وفي جميع القطاعات، مما يوفر فرصة فريدة للاستثمار في القطاع.
كما وفر مشورة الخبراء، من خلال الاتصال المباشر مع المنعشين العقاريين والخبراء الماليين والقانونيين والموثقين والمتخصصين العقاريين المغاربة، لتعزيز قرارات الاستثمار المستنيرة.
ونظمت خلال الأيام الثلاثة للمعرض موائد مستديرة وندوات حول مواضيع مختلفة تتعلق بالعقارات، علاوة على موثقين وخبراء وذلك بهدف إخبار المشترين المستقبليين بأفضل طرق تأمين المعاملات.
وجرى تنظيم ندوات أخرى بمشاركة ممثلي مؤسسات مصرفية لتوفير كافة المعلومات اللازمة في ما يتعلق بالجانب التمويلي، إلى جانب ندوة خصصت لعرض برنامج المساعدة السكنية الجديد، الذي جرى إطلاقه مؤخرا بمبادرة من العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وشهد الصالون إطلاق المنصة الرقمية “دعم سكن”، التي ستسمح للمغاربة المؤهلين والمشترين المستقبليين للسكن بالاستفادة من المساعدة السكنية المباشرة، التي أطلقها العاهل المغربي في أكتوبر الماضي.
وبمناسبة مرور ستة عقود على الهجرة المغربية إلى بلجيكا، عرف المعرض تنظيم ندوتين لتخليد هذه الذكرى، بمشاركة شخصيات بلجيكية ومغربية من ضمنها أندريه فلاهوت وزير الدولة، وفيليب كلوزعمدة مدينة بروكسل.
كما حضر كل من بول دهان، مدير مركز الثقافة اليهودية – المغربية، والكاتب الصحافي فؤاد غندول، وحسن بوستة، الأستاذ المشارك في جامعة لييج.
أما الندوة الثانية، فكانت حول ريادة الأعمال المتنوعة، تحت شعار “الرهانات والفرص بالنسبة لبروكسل”، بمشاركة النائب أحمد لعوج، رئيس مجموعة الحزب الاشتراكي البلجيكي في الغرفة الأولى بالبرلمان المغربي، وأوليفييه ويلوكس مدير مؤسسة بروكسل للتجارة والصناعة.
وعانى القطاع العقاري في المغرب منذ أكثر من ثماني سنوات من صعوبات تفاقمت أكثر منذ عام 2020 بسبب تداعيات الجائحة، وما تلاها من تضخم أثّر على القدرة الشرائية للأسر، وفق تقرير أصدرته فالوريس سيكيوريتيز للتحليلات المالية والاقتصادية مؤخرا.
وتمثّل هذه الصناعة ما يناهز 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد، واستفاد لفترة طويلة من ديناميكيات بدأت في العام 2005 مع تطور المدن الكبرى.