وزير الخارجية اللبناني يستدعي سفير بريطانيا بعد تجاهله من قبل كامرون

بيروت - استدعى وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال في لبنان عبدالله بوحبيب السفير البريطاني هاميش كول وسلمه مذكرة احتجاج تتعلق بزيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الأخيرة لبيروت وفق ما قالت الوكالة الوطنية للإعلام.
وياتي هذا الاستدعاء على خلفية تخطي كاميرون وزارة الخارجية اللبنانية في زيارته الأخيرة. ويعتبر الاستدعاء الثاني من نوعه بعد قرار مماثل أدت إلى استدعاء رئيس البعثة في مارس الماضي لعدم احترام بريطانيا للأصول الدبلوماسية وعدم إبلاغ السفارة وزارة الخارجية بأمر الزيارة.
والاسبوع الماضي أدى كامرون زيارة الى بيروت في خضم توتر غير مسبوق في المنطقة وهي اول زيارة له منذ توليه منصبه حيث التقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون وقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اللواء أرولدو لازارو.
وتحدث الوزير البريطاني عن الدعم المقدم للبنان وخاصة للجيش بنحو 100 مليون جنيه استرليني إضافة لجهود التدريب وبناء الأبراج على الحدود مع إسرائيل. كما أشار لتمويل جديد للبنان بقيمة 7.35 مليون جنيه إسترليني لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والصندوق الإنساني في لبنان.
وشدد كامرون على أن المملكة المتحدة تعمل للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار في لبنان ومنع أي تصعيد إقليمي مدمّر دون ذكر جماعة حزب الله.
وتحذر بريطانيا من تصعيد إيران وحلفائها خاصة حزب الله في المنطقة على وقع الحرب على غزة كما تشارك في الهجمات التي تطال جماعة الحوثي في اليمن لتامين الملاحة في البحر الأحمر.
وكان عدد من المسؤولين الأوروبيين أدوا مؤخرا زيارات الى بيروت لمنع تصاعد التوتر مع إسرائيل واندلاع حرب شاملة داعين لكبح جماح حزب الله.
وتستمر الاشتباكات على الحدود بين إسرائيل ولبنان حيث اعلن "حزب الله" الثلاثاء أن عناصره استهدفوا موقعا وتجمعا لجنود إسرائيليين قبالة الحدود الجنوبية للبنان، في حين واصلت إسرائيل قصفها لعدد من المناطق، وفق إعلام رسمي.
وقال الحزب في بيانين منفصلين إن عناصره "استهدفوا ثكنة راميم بصاروخي بركان (قبالة بلدة مركبا اللبنانية) كما قصفوا انتشارا لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام (قبالة بلدة اللبونة اللبنانية ) بصاروخ فلق واحد" مضيفا أنه حقق "إصابات مباشرة" في الاستهدافين.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بأن "الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة على أطراف بلدة مروحين، جنوب لبنان" قائلة إن القصف المدفعي الإسرائيلي "استهدف أطراف بلدتي حولا ومركبا ميس الجبل باب ثنية في الخيام، في القطاع الشرقي جنوب لبنان"، دون تحديد طبيعة الأهداف التي تم استهدافها.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جنديين جراء إطلاق صاروخ من لبنان على منطقة مارغاليوت القريبة من الحدود اللبنانية. وفي حادث آخر أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه "هاجم هيكلا عسكريا وبنية تحتية عملياتية لمنظمة حزب الله في الأراضي اللبنانية" دون مزيد من التفاصيل.
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل منذ 8 أكتوبر الماضي، توترا شديدا وتبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية بلبنان من جهة أخرى، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وزادت حدة التصعيد منذ أن أعلن "حزب الله" نهاية يناير الماضي أن عناصره "استهدفوا تجمعا لجنود إسرائيليين خلف موقع جل العلام، بصاروخ فلق 1، وأصابوه إصابة مباشرة".
ويعد "فلق 1" صاروخ من عيار 240 مليمترا ويصل مداه إلى 10.5 كيلومترات، ويحمل رؤوسا حربية شديدة التفجير دون شظايا.