أحمد بن مبارك يخلف معين عبدالملك على رأس الحكومة اليمنية

رئيس الحكومة اليمنية الجديد يرجح أن يتخذ حزمة قرارات عاجلة تتضمن معالجات لوقف انهيار القيمة الشرائية للعملة وتعزيز قدرات البنك المركزي وأيضا ثقة المانحين الدوليين.
الأربعاء 2024/02/07
بن مبارك يواجه تحديات اقتصادية كبيرة

اليمن - أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، الإثنين، قرارا بتعيين أحمد عوض بن مبارك، رئيسا للحكومة، خلفا لمعين عبدالملك في خطوة تهدف إلى معالجة المشاكل الاقتصادية والخدمية في مناطق الشرعية المحررة.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" "صدر (الاثنين) قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رقم 56 لسنة 2024، قضت المادة الأولى منه بتعيين أحمد عوض بن مبارك رئيساً لمجلس الوزراء".

وتابعت "قضت المادة الثانية من هذا القرار، باستمرار أعضاء الحكومة في أداء مهامهم وفقا لقرارات تعينهم".

كما عين رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رئيس الوزراء المقال معين عبدالملك مستشارًا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي.

وفي أول حديث عقب تعيينه على حسابه في منصة "إكس" قال بن مبارك إن "حكومته ستعمل بروح الشراكة الإقليمية والدولية والحرص على أن يكون اليمن شريكا في إحلال السلام والأمن".

وتابع "سنعمل على تحقيق نتائج ملموسة مدركين ما يمر به الشعب اليمني من معاناة وما قدمه ولا زال يقدمه من تضحيات في معركته لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وانتصاره لقيم الجمهورية ومبادئها الوطنية الديمقراطية الأصيلة".

ورحبت الولايات المتحدة، بتعيين رئيس حكومة جديد باليمن في بيان مقتضب صادر عن سفير واشنطن لدى البلاد، ستيفن فاغن، نشره حساب السفارة عبر منصة "إكس".

وقال فاغن "نهنئ معالي الوزير أحمد عوض بن مبارك بمناسبة توليه منصب رئيس الوزراء (في اليمن)، ونقدر الشراكة الوثيقة (لبن مبارك) مع الولايات المتحدة خلال فترة عمله سفيرا في واشنطن (2017- 2020) ووزيرا للخارجية".

انتقد قيادي في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية التي يقودها طارق صالح، المسؤولين الذين يبعثون التهاني والتبريكات لأحمد عوض بن مبارك بعد تعيينه رئيسًا للوزراء خلفا معين عبدالملك.

وقال القيادي كامل الخوداني، إنه لن يزف "التهاني والتبريكات لبن مبارك كما يفعل البعض ممن بدأوا المديح والتهليل والتكبير والتمجيد منهم كخطوة تقرب لحاجةٌ مستقبلية او بروتوكول منصب يتزلف الحفاظ عليه ومنهم دجل سياسي يظهر القبول لإخفاء حالة الرفض".

وحول السبب قال الخوداني "لأن لدي كغيري من الكثير مخاوف متعددة من السياسة التي سوف ينتهجها بن مبارك في هذه المرحلة الصعبة التي لم نعد نحتمل بها لا نحن ولا معركتنا ولا الشعب أدنى درجات التباين والخلاف والإقصاء والتهميش والأحقاد والمشاريع الصغيرة أيا كانت مسمياتها وتوجهاتها".

وأضاف "ووحده بن مبارك صاحب الخطوة الأولى لتحويل كافة المخاوف الى ثقة وتطمين في ظل هذا الوضع الذي يدفع الجميع ورغم انوفهم سواء سلطة او مكونات او افراد الى رسم خارطة جديدة توافقية مبنية على الثقة متجاوزة ارشيف الماضي بل احراق كل ملفاته واوراقه ونثر رمادها تحت اقدام المقاتلين بالجبهات".

وتابع "لا خلاف على شخص بن مبارك ولا تهاني مجاملات ولا تبريكات نفاق نحن في معركة مصيرية والكرة في ملعبه ووحده صاحب الركلة الأولى والخطوة الأسبق التي تحدد وجهة المركب التي يمسك زمام مقودها والى حينها سوف نترقب بصمت حاملين له كل الامنيات الطيبة. وهذا كل شيء".

ومنذ أكثر من عامين تتعالى الأصوات في المناطق المحررة في اليمن، مطالبة بإقالة حكومة معين عبدالملك، بسبب عدم نجاحها في تحقيق أي تقدم ملموس في معالجة المشاكل الاقتصادية والخدمية.

وتعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا من أوضاع اقتصادية صعبة، في ظل تراجع دراماتيكي جديد لسعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية..

ويؤثر تراجع العملة المحلية بشكل كبير على المقدرة الشرائية للمواطن، فهو يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية وفواتير الاستهلاك.

وسعت الحكومة على مدار السنوات الماضية إلى اجتراح حلول واتخاذ إجراءات على أمل كبح جماح التدهور في الريال اليمني، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل حتى الآن.

وكان اليمنيون في المناطق المحررة استبشروا خيرا بعد إعادة هيكلة في أعلى هرم السلطة، أسفرت في أبريل 2022 عن تولي مجلس قيادة رئاسي إدارة المناطق المحررة خلفا للرئيس عبدربه منصور هادي، لكن لم يحصل تغيير كبير، الأمر الذي عزاه الكثيرون إلى عجز حكومة عبدالملك عن مجاراة التحول الجاري، واستغلال الزخم الحاصل لتحقيق تقدم على الصعيد الاقتصادي والخدماتي.

ونقل موقع "المشهد اليمني" عن مصادر مطلعة –لم يسمها- تأكيدها بأن بن مبارك "سيستهل مهامه عقب تشكيل للحكومة باتخاذ حزمة قرارات عاجلة تتضمن معالجات لوقف انهيار القيمة الشرائية للعملة الوطنية في عدن والمحافظات الخاضعة لسيطرة الشرعية".

واعتبرت المصادر أن الأولوية الأولى في أجندة عمل رئيس الحكومة الجديدة تتمثل في احداث استقرار في أسواق الصرافة في اليمن من خلال وقف انهيار القيمة الشرائية للعملة المحلية وتعزيز قدرات البنك المركزي في هذا الصدد.

وأشارت المصادر إلى أن تعزيز ثقة مجتمع المانحين بالحكومة الجديدة وحشد الدعم والتأييد لتوجهات الشرعية لاستعادة السيطرة على المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين يمثل من أبرز أولويات المرحلة القادمة.

وشغل بن مبارك منصب وزير الخارجية في حكومة عبدالملك منذ ديسمبر2020.

وولد بن مبارك في مدينة عدن في 1968، ويحمل شهادة الدكتوراه والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بغداد.

وفي 2012، تم تعيين بن مبارك عضواً في اللجنة التحضيرية المكلفة بالإعداد لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، كممثل مستقل وانتخب مقرراً لها.

وفي 18 يناير 2013، أصدر الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي، قراراً بتسمية بن مبارك أميناً عاماً لمؤتمر الحوار الوطني الشامل.

وفي 11 يونيو 2014، تم تعيين بن مبارك مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية. وتم تكليفه برئاسة الوزراء للحكومة الانتقالية الجديدة، في أكتوبر 2014، لكنه اعتذر عن قبول المنصب بعد معارضة الحوثيين.

وفي 17 يناير 2015، تم اختطافه من قبل الحوثيين، أثناء توجهه لتسليم مسودة الدستور اليمني الجديد باعتباره أمين عام لجنة صياغة الدستور، وقد استمر اختطافه لمدة 13يوما، ما أدى إلى سلسلة من الأحداث، ابتدأت بمحاصرة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء اللذين أعلنا استقالتهما، ثم الإعلان الدستوري للحوثيين واجتياح الجنوب، وما تلاها من أحداث مستمرة إلى الآن.

وفي يوليو 2015، تم تعيين بن مبارك سفيرا ومفوضاً فوق العادة في واشنطن، وسفيرا غير مقيم في المكسيك والبرازيل والأرجنتين.