الرياض – أعلن البنك الأهلي السعودي أكبر بنك في البلاد من حيث الأصول، الإثنين، عن قفزة في صافي أرباحه للعام 2023 بأكمله، مدعوما بارتفاع إجمالي دخل العمليات وانخفاض المخصصات لخسائر الائتمان المتوقعة.

ونمت أرباح البنك، وهو أحد الأدوات الرئيسية للاستثمارات الخارجية للحكومة بواقع 7.7 في المئة على أساس سنوي في العام الماضي، لتصل إلى 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار)، متجاوزة توقعات المحللين.

وكانت التوقعات تشير في بيانات من مجموعة بورصات لندن ربحا بمقدار 19.5 مليار ريال (5.2 مليار دولار)، وارتفاعا من نحو 18.6 مليار ريال (4.97 مليار دولار) في العام السابق.

ولم يعلن البنك بيانات فصلية في إفصاحه للبورصة، لكن تقديرات رويترز خلصت إلى أن صافي ربح الربع الرابع من العام الماضي سجل نحو 1.33 مليار دولار ارتفاعا من 1.28 مليار دولار في الفترة نفسها قبل عام.

وبحسب البيانات المتوفرة، فقد بلغت أرباح البنك أكثر من أربعة مليارات دولار في الأشهر التسعة الأولى من العام 2023.

وأرجع البنك في إفصاح للبورصة المحلية “تداول” سبب نمو الأرباح، إلى ارتفاع دخل العمولات الخاصة بنسبة 45 في المئة لتصل إلى حوالي 10.3 مليارات دولار نتيجة نمو محفظة التمويل.

وإلى جانب ذلك، الارتفاع في محفظة التمويل البالغ 10 في المئة، إلى نمو تمويلات الأفراد بالنسبة ذاتها تقريباً معتمدة بشكل أساسي على الارتفاع في التمويل العقاري بنسبة 13.2 في المئة، بالإضافة الى ارتفاع محفظة تمويل الشركات بنسبة 12.9 في المئة.

وقال البنك في بيانه إن “إجمالي مصاريف العمليات متضمنة خسائر الائتمان انخفض بنسبة 1.7 في المئة”.

وأوضح أن تحقيق هذه النتيجة بعد انخفاض صافي مخصص خسائر الائتمان المتوقعة بنسبة 45.3 في المئة، في ظل ارتفاع التحصيل من ديون قطاع الشركات، وإعادة تقييم بعض محافظ الائتمان المنخفضة القيمة.

وبلغ إجمالي محفظة القروض والسلف 160.8 مليار دولار في نهاية ديسمبر الماضي، بارتفاع قدره 10.3 في المئة على أساس سنوي، وزادت ودائع المتعاملين من أفراد وشركات بواقه 3.8 في المئة في الفترة ذاتها.

وفي ضوء نتائج أعمال البنك الأهلي، فقد نما إجمالي الأصول بمقدار عشرة في المئة في 2023 إلى ما يزيد قليلا عن تريليون ريال (نحو 270 مليار دولار).

ويعتبر البنك أول مؤسسة مصرفية محلية تستثمر في الخارج ضمن أجندة رؤية 2023، التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وعين البنك، وهو أكبر مساهم في كريدي سويس قبل إنقاذ البنك السويسري في مارس الماضي، سعيد محمد الغامدي رئيسا جديدا لمجلس الإدارة خلفا لعمار الخضيري الذي استقال لظروف خاصة.

وفسر محللون الخطوة بأن السعوديين قد يكونوا قلقين بشأن الضرر الذي يلحق بالسمعة بشأن استثماراتهم أو من أي صفقات متوترة، فضلا عن أي خسائر مالية محتملة في المستقبل، وأنهم يريدون تدارك العثرة رغم أنهم ليسوا مسؤولين عنها أساسا.

وبسبب انهيار كريدي سويس، تكبد البنك الأهلي خسارة تزيد عن مليار دولار، لكنه قال في ذلك الوقت إن “انخفاض قيمة استثماراته ليس له أي تأثير على خطط النمو ولن يؤثر على الربحية”.

وكان البنك الأهلي، قد استحوذ على ما يقرب من عشرة في المئة من كريدي سويس المتعثر في نوفمبر 2022 مقابل 1.46 مليار، وهو من بين أكبر المساهمين فيه.

ويشكل الاستثمار في بنك كريدي سويس أقل من 0.5 في المئة من إجمالي أصول البنك السعودي.

ويتمتع البنك برأس مال قوي وسيولة جيدة أعلى من المتطلبات النظامية، في الوقت الذي تُعد فيه السعودية من بين أسرع الدول نموا ضمن مجموعة العشرين.