إيطاليا تتولى قيادة مهمة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر

روما - أفاد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو الجمعة بأن إيطاليا ستقدم الأميرال الذي سيتولى قيادة مهمة بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات جماعة الحوثي اليمنية التي أعلنت اليوم السبت أن القوات الأميركية والبريطانية شنت هجومًا على محافظة صعدة شمالي البلاد، بثلاث غارات.
ومنذ أكثر من شهرين، تنفذ جماعة الحوثي الذين يسيطرون على جزء مكتظ بالسكان في اليمن، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، تحت يافطة دعم قطاع غزة الذي يشهد حربا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
ودفعت هجمات الحوثيين الكثير من شركات الشحن البحري، إلى تحويل مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.
ويمر نحو 12 بالمئة من التجارة البحرية العالمية عادة عبر مضيق باب المندب المؤدي إلى جنوب البحر الأحمر.
وقال كروزيتو في بيان "طلب الاتحاد الأوروبي اليوم من إيطاليا توفير قائد لقوة العملية أسبيديس في البحر الأحمر".
وكان منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد أعرب الأربعاء أمله في إطلاق المهمة أسبيديس، وتعني "الحامي" في اللغة اليونانية القديمة، في 17 فبراير.
وقال بوريل إن مهمتها تتمثل في حماية السفن التجارية واعتراض الهجمات، لكنها لن تشارك في ضربات ضد الحوثيين.
ودشنت الولايات المتحدة ودول أخرى في ديسمبر مهمة لتهدئة المخاوف من أن يؤثر الاضطراب في أحد أهم المسارات التجارية في العالم على الاقتصاد العالمي.
لكن بعض حلفاء الولايات المتحدة خاصة الدول الأوروبية، أبدوا تحفظات بشأن الخطة، التي شهدت شن الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية على مواقع للحوثيين، واعترضوا على فكرة الخضوع لقيادة واشنطن.
وقال كروزيتو الخميس إن اليونان ستتولى على الأرجح القيادة العامة للمهمة، التي سيكون مقرها الرئيسي في مدينة لاريسا، لكن لم يتم الإعلان عن ذلك رسميا بعد.
وأبدت فرنسا واليونان وإيطاليا اهتماما بقيادة المهمة، فيما أشارت سبع دول حتى الآن إلى استعدادها لإرسال قطع بحرية، وفق دبلوماسيون الذين أضافوا أن ذلك سيستند إلى مهام الاتحاد الأوروبي الحالية في المنطقة.
وستشهد العملية في البداية ثلاث سفن تحت قيادة الاتحاد الأوروبي. وتخطط ألمانيا لإرسال الفرقاطة هيسن إلى المنطقة.
وتأتي هذه التطورات، فيما وجهت طائرات أميركية وبريطانية اليوم السبت ضربات جوية جديدة لمواقع الحوثيين بمحافظة صعدة الحدودية مع السعودية شمال غربي اليمن.
وقال مصدر أمني في الجماعة لوكالة "سبأ" التابعة للحوثي "إن طيران العدوان الأميركي البريطاني شن 3 غارات على مدينة صعدة (شمال)"، موضحًا أن "الغارات الثلاث تركزت على مناطق شرق المدينة"، دون تفاصيل أكثر.
في المقابل، لم يصدر إعلان رسمي من الجانب الأميركي أو البريطاني.
وتأتي هذه الغارات، بعيد شن الولايات المتحدة ضربات على نحو 85 هدفاً في غرب العراق لاسيما في منطقة القائم الحدودية، بالإضافة إلى العكاشات، فضلا عن مواقع في محافظة دير الزور السورية.
كما جاءت بعد يوم على غارات أخرى طالت محافظة حجة شمال غربي اليمن، وفق ما أفاد إعلام أميركي.
ونقلت وكالة "فويس أوف أميركا"، عن مسؤول أميركي -لم تسمّه- قوله إن "الجيش يشن ضربات إضافية للدفاع عن النفس داخل اليمن ضد أهداف عسكرية للحوثيين تعتبر تهديدا وشيكا".
وأعلنت جماعة الحوثي الجمعة أن الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا هجوما على محافظة حجة، شمال غربي اليمن، بسبع غارات.
وقالت قناة المسيرة الفضائية، التابعة للحوثيين، عبر شريطها الإخباري "عدوان أميركي بريطاني يستهدف بـ4 غارات منطقة الجر، بمديرية عبس، في حجة"، دون تفاصيل أخرى.
وفي وقت لاحق، أعلنت القناة ذاتها أن "العدوان الأميركي البريطاني شن 3 غارات جديدة على منطقة الجر"، ما يرفع حصيلة غارات الجمعة إلى 7.
ومحافظة حجة، خاضعة في معظمها لسيطرة الحوثيين، وترتبط بحدود برية مع السعودية.
والأربعاء، قال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، في كلمة متلفزة، إن "الضربات الأميركية والبريطانية على اليمن فاشلة ولا تأثير لها، ولن تحدّ من قدراتنا العسكرية"، متعهدا "بمواصلة الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن حتى وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة".