التكاليف الباهظة تحد من نمو السوق العالمية للطب التجميلي

الولايات المتحدة الأميركية تتصدّر سوق الطب التجميلي.
السبت 2024/02/03
السياحة العلاجية تشهد ازدهار ملحوظ

باريس - شهدت السوق العالمية للطب التجميلي تباطؤا في النمو العام الماضي، على ما أظهرت إحصائيات نُشرت الجمعة، في وقت يتوقّع المتخصصون في القطاع مزيدا من التسارع هذا العام وحتى العام 2027، ولكن بشكل طفيف.

ويعد هذا النوع من التطبيب واحدا من مجالات كثيرة التي تندرج ضمن السياحة العلاجية، التي شهدت ازدهارا في العقدين الماضيين، غير أنها تضررت على ما يبدو من انعكاسات التضخم وارتفاع التكاليف.

وينتشر الطب التجميلي بشكل واسع في العديد من الدول، وهو يعتمد تقنيات طبية متعددة لا يقوم بها إلا متخصصون ويدخل ضمن الأعمال الطبية التي تجذب الكثيرين في إطار الطب السياحي.

وشهدت مناطق العالم بما في ذلك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات القليلة الماضية، تزايدا في أعداد المرضى الباحثين عن علاج لمختلف أنواع الإصابات الجسدية أو الساعين لتحسين مظهرهم الخارجي بالخضوع لعمليات جراحية تجميلية.

لوران برونس: القطاع نما 2.9 في المئة فقط في 2023 خلافا لتوقعاتنا
لوران برونس: القطاع نما 2.9 في المئة فقط في 2023 خلافا لتوقعاتنا

وقال الخبير الاقتصادي لوران برونس لوكالة فرانس برس “تم تأكيد التباطؤ الطفيف في النمو الذي كان متوقعا للعام 2023، إذ حققت السوق نموا بنسبة 2,9 في المئة سنة 2023، في حين كنّا نسير في اتجاه يتراوح بين 7 و8 في المئة سنويا”.

وأوضح خلال افتتاح مؤتمر سنوي مخصص لجراحي التجميل وأطباء الجلد في قصر المؤتمرات في باريس، أنّ هذا التباطؤ يُعزى إلى “تراجع القوة الشرائية” والتطوّرات الجيوسياسية.

وأشارت الأرقام التي نُشرت خلال المؤتمر، إلى أنّ إيرادات سوق الطب التجميلي تجاوزت في 2023 إلى حد كبير المستوى الذي كانت عليه قبل الوباء.

وبعدما سجّلت 10,9 مليارات دولار في العام 2019، بلغت عوائد القطاع في العام الماضي، 16,3 مليار دولار، مما يمثل زيادة بنسبة 50 في المئة تقريبا.

وكان لتفشي كوفيد تأثير كبير على سوق الجراحة والخدمات التجميلية، حيث تم تقليل خدمات المستشفيات والرعاية الصحية بشكل كبير بسبب تدابير التباعد الاجتماعي التي اتخذتها الحكومات في جميع أنحاء العالم.

في المقابل، تصاعدت مبيعات المنتجات من خلال منافذ البيع عبر الإنترنت أثناء الوباء. وتتوقع شركة موردر أنتلجنس أن يسجل سوق الجراحة التجميلية والخدمات معدل نمو سنوي مركب قدره 5,5 في المئة حتى العام 2027.

وقال برونس “بقي الطلب قويا جدا في الولايات المتحدة والصين والبرازيل”، وتحديدا على توكسين البوتولينوم (بوتوكس)، والحشوات المعالجة للتجاعيد، والعلاجات المعتمدة على الليزر، وحشوات الثدي.

ولا تزال الولايات المتحدة تتصدّر سوق الطب التجميلي مع حصة سوقية تبلغ 7,8 مليارات دولار.

وذكر المؤتمر أن “التطوّر الجديد في العام 2023، هو أن الاتحاد الأوروبي بات يحتل المركز الثالث بعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لناحية حجم السوق”.

ويتوقع المؤتمر نموا في العام 2024، و”أقله حتى 2027 بأكثر من 5 في المئة على أساس سنوي في مختلف البلدان، وأكثر من 8 في المئة في الولايات المتحدة ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ”.

واعتبر برونس أنّ سعر العلاجات وإتاحة المعلومات الخاصة بالمنتجات، هما عاملان مهمان في قرار المريض اللجوء إلى التدخل الطبي.

الطب التجميلي ينتشر بشكل واسع في العديد من الدول، وهو يدخل ضمن الأعمال الطبية التي تجذب الكثيرين في إطار الطب السياحي

والطب التجميلي تخصص يستخدم لتغيير المظهر التجميلي العام للشخص من خلال علاج حالات مختلفة، بما في ذلك التجاعيد والشامات والندبات والشعر غير المرغوب فيه وتغير اللون وما إلى ذلك.

ويشمل الطب التجميلي كلا من العمليات الجراحية، مثل شفط الدهون والاستئصال بالترددات الراديوية والطرق غير الجراحية، مثل شد الجلد بالترددات الراديوية والتقشير الكيميائي وما إلى ذلك.

ويتضمن كذلك الإجراءات غير الجراحية، مثل القيام بعمليات التجميل لتحسين مظهر الشخص وتعزيز ثقته بنفسه. ويتم إجراء الجراحة التجميلية على الوجه والجسم أيضًا.

وشكّل مطلع القرن الحادي والعشرين نقطة تحوّل في الطب التجميلي، مع بدء استخدام توكسين البوتولينوم في العام 2003 لأغراض تجميلية.

وكانت شركة غلوبال نيوزواير قد توقعت في تقرير العام الماضي، أن يتضاعف حجم سوق الطب التجميلي عالميا ثلاث مرات في السنوات العشر القادمة.

ومن المرجح، أن ينمو حجم سوق السياحة العلاجية من 69 مليار دولار في العام الماضي، إلى 194,5 مليار دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 23 في المئة تقريبا، وفق موردر أنتليجنس.

11