واشنطن توافق على خطط لشن هجمات واسعة في العراق وسوريا

الهجمات الأميركية التي قد تستمر لعدة أيام تشمل تشمل ضرب العديد من الأهداف من بينها عسكريون إيرانيون ومنشآت إيرانية ردا على هجوم في سوريا قتل فيه 3 جنود أميركيين.
الخميس 2024/02/01
واشنطن قد تشن هجمات مباغتة على مواقع ايرانية في سوريا والعراق

واشنطن - ذكرت شبكة 'سي.بي.إس نيوز' الخميس نقلا عن مسؤولين أميركيين أنه جرت الموافقة على خطط واشنطن لشن هجمات على مدى عدة أيام في العراق وسوريا على العديد من الأهداف، منها عسكريون إيرانيون ومنشآت إيرانية.

وتأتي هذه التطورات بينما قامت إيران بسحب كبار ضباطها ومستشاريها من سوريا في خطوة فسرت على أنها على صلة بردّ أميركي على مقتل 3 من الجنود الأميركيين قتلوا في هجوم بطائرة مسيّرة ونسبه الرئيس الأميركي لميليشيات عراقية موالية لطهران.

وأكدت الولايات المتحدة أنها تدرس الخيارات في الرد على هذا الهجوم وهو الأول من نوعه الذي يسقط فيه قتلى من الجيش الأميركي منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس في أكتوبر من العام الماضي.

وكان متوقعا أن يشمل الرد الأميركي مواقع الميليشيات الموالية لايران في كل من سوريا والعراق، بينما تسود مخاوف من أن يتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران.

وقال أربعة مسؤولين أميركيين إن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن إيران هي التي صنعت الطائرة المسيرة التي استهدفت قاعدة أميركية في الأردن مطلع الأسبوع في هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة أكثر من 40 آخرين.

ولم يكشف المسؤولون الذين تحدثوا شريطة عدم نشر هويتهم، عن تفاصيل طراز الطائرة المسيرة.

وحمَلت واشنطن مسؤولية الهجوم لفصائل متحالفة مع إيران لكنها قالت أيضا إن طهران تتحمل المسؤولية في نهاية المطاف نظرا لدعمها هذه الفصائل. وهذا هو الهجوم الأول الذي يسفر عن مقتل جنود أمريكيين في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أكتوبر تشرين الأول.

وإلى جانب قرار إيران بسحب كبار ضباطها ومستشاريها من سوريا، تتحسب ميليشياتها في العراق لردّ أميركي قاس واتخذت إجراءات أمنية تشمل تغيير قادتها مكان اقاماتهم وتواجدهم.

وجاء ذلك عقب إجلاء الولايات المتحدة عددا كبيرا من موظفيها ودبلوماسييها في السفارة الأميركية ببغداد وهو مؤشر على أن واشنطن تعتزم تنفيذ عمليات جراحية انتقامية، لكن توقيتها يبقى غامضا باعتمادها عادة على عنصر المباغتة.

ويسود القلق والتوتر المشهد في العراق فأحداث المنطقة جعلته في صميم التوترات والصراعات المتصاعدة وبات محورا لصراع محتدم بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران والجماعات المسلحة المقربة منها في العراق.

ويشير المراقبون إلى حساسية وخطورة الوضع الراهن، محذرين من أن العراق سيواجه ساعات حساسة للغاية نظرا إلى احتمال وقوع ردود فعل أميركية قوية على الهجمات التي شنتها الجماعات الشيعية المسلحة المقربة من طهران على قاعدة التنف العسكرية في الأراضي السورية (24 كلم عن المثلث السوري العراقي الأردني الحدودي) والتي أودت بحياة ثلاثة جنود وإصابة أكثر من 40 جنديا أميركيا.

ويتوقع الشارع العراقي جولة أخرى من المواجهات العنيفة بين الفصائل المسلحة والقوات الأميركية، حيث تشير المصادر الميدانية إلى أن الاستعدادات تجري عل قدم وساق كما حدث عام 2003، فقد تم اتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة لأي هجوم محتمل مع تشديد الإدارة الأميركية لهجتها بشأن معاقبة واستهداف تلك الجماعات التي تضع واشنطن أغلبها على لائحة الإرهاب.

وبحسب المصادر، فإن الإجراءات تشمل تجهيز ملاجئ إيواء قوية وإخلاء المواقع الحساسة ونقل القادة وتمركزهم في مناطق ذات كثافة سكانية عالية واستبدال أجهزة الهاتف والاتصالات والتدريب التام على استخدام أجهزة الاتصال والطواقم الطبية وسائقي الإسعافات وإعلان حالة الطوارئ من نوع "ج" ووضع كافة فرق الدفاع المدني في حالة استنفار وإجراء استعدادات كبيرة لاحتمال وقوع هجوم بري.

وفي تطور آخر أجرى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الخميس، اتصالا هاتفيا مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود بحثا خلاله "الهجوم الأخير على موقع عسكري أميركي في الأردن وتداعياته، كما تم دراسة مختلف السيناريوهات المحتملة والمتعلقة بالوضع الأمني والعسكري في المنطقة".

وأكد فؤاد حسين على أهمية استمرار التواصل والتنسيق بين بغداد والرياض لتفادي خطر توسع الصراع وحماية أمن البلدين بينما ترخي التوترات الأخيرة بظلالها على المنطقة بأسرها.