جهود لاستهداف الشباب من غير المتزوجين بخدمات الصحة الجنسية في تونس

تونس - تعمل السلطات المختصة في تونس على توفير خدمات الصحة الجنسية لغير المتزوجين ضمن خطة للتوعية بخطورة الأمراض المنقولة جنسيا، كما تعمل على تقريبها من الشباب حيثما كانوا.
وأفاد المكلف بتسيير البرامج بالديوان الوطني للأسرة والعمران البشري (مؤسسة حكومية)، عبدالدايم الخليفي بأن في غضون الأسبوع الجاري، ينطلق نشاط الوحدة المتنقلة لتقصي وعلاج الأمراض المنقولة جنسيا التابعة لديوان الأسرة والعمران البشري.
وأضاف، في تصريح إعلامي، أن هذه الوحدة تستهدف الشباب وستتنقل إلى الفضاءات الخاصة بهم على غرار الجامعات ومراكز التكوين ودور الشباب في مختلف الجهات، على أن يقع التنسيق مع مكونات المجتمع المدني لتنقلها إلى داخل الأحياء من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب.
ولفت إلى أن هذه الوحدة المجهزة بأجهزة التقصي عن السيدا والاختبارات والأدوية، ستضم طبيبا أو قابلة ومختصا نفسيا، مشيرا إلى أن هذه البادرة تتنزل في إطار البرنامج الوطني لتحسين صحة الشباب وذلك عبر تعزيز وتقريب خدمات الوقاية والعلاج.
وكشفت دراسات سابقة للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري أن الشباب التونسي يجهل كثيرا عن الحياة الجنسية.
45.8
في المئة من الشباب لا يعرفون الواقي الذكري و54.2 في المئة منهم يجهلون حبوب منع الحمل
وبينت دراسة بعنوان “إعادة صياغة القيم المتعلقة بالجنسانية والصحة الجنسية والإنجابية والعلاقة بين الجنسين” في تونس، الحاجة الملحة إلى نشر الثقافة الجنسية لدى الشباب الأمر الذي يتطلب تضافر جهود كافة المتدخلين وعلى رأسهم وزارات التربية والأسرة والثقافة، إضافة إلى مكونات المجتمع المدني.
وكشفت الدراسة التي أجرتها مجموعة توحيدة بن الشيخ خلال الفترة الممتدة بين نوفمبر 2022 وفيفري 2023 واستهدفت الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة أن 45.8 في المئة من الشباب لا يعرفون الواقي الذكري و54.2 في المئة منهم يجهلون حبوب منع الحمل.
وأوضحت هادية بلحاج، رئيسة مجموعة توحيدة بن الشيخ، أن نتائج هذه الدراسة التي ارتكزت على مسح ميداني شمل 5837 شابا وشابة من 8 محافظات هي أريانة وتونس وبن عروس والكاف ومنوبة ومدنين وصفاقس وتطاوين، تعكس النقص الفادح والصادم في معرفة وإلمام الشباب بمواضيع حيوية في الحياة تخص الجنسانية والصحة الجنسية والإنجابية.
ولفتت إلى أن 20.8 في المئة فقط من الشباب المستجوب يعرفون “حبة اليوم التالي” لمنع الحمل وذلك على الرغم من ممارسة الذكور منهم للجنس في سن مبكرة ودون حماية وفق تأكيدهم، فيما يجهل أغلبهم سواء كانوا ذكورا أو إناثا أن الإجهاض لغاية 3 أشهر من الحمل أمر قانوني في تونس. وبينت الدراسة أن 38 في المئة من الرجال و31 في المئة من النساء لا يعلمون أن كل امرأة غير متزوجة لها الحق في التمتع بخدمات الإجهاض وقت ما تشاء. وأشارت إلى أن نتائج الدراسة كشفت أن المعرفة بالقانون المطبق في ما يخص الإجهاض لدى فئة الشباب محدودة جدا، إضافة إلى وجود محظورات متعلقة بجنسانية المرأة والتنوع في التوجه الجنسي وسيطرة التوجهات التقليدية والأفكار النمطية في ما يخص هذا الموضوع حتى في صفوف الشباب الذين يتمتعون بمستوى اجتماعي واقتصادي وتعليمي عال.
وبينت الأستاذة في علم الاجتماع درة محفوظ أن الجهل بالثقافة الجنسية أمر خطير جدا لأنه لا يؤسس فقط لتحجر الفكر وتخلّف المجتمعات وإنما يطال أيضا الصحة الجسدية للإنسان، خاصة وأن العديد من الأمراض التي تصنف خطيرة تنقل جنسيا.