مصدر الإماراتية تعزز آفاق تجارة وقود الهيدروجين مع أوروبا

أبوظبي - اتفقت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) مع شركة دايملر تراك على استكشاف إمدادات الدولة الخليجية من الهيدروجين الأخضر لتشغيل منصات خلايا الوقود المستقبلية بالأسواق الأوروبية.
وأبرمت الشركتان الخميس في أبوظبي اتفاقا مبدئيا يمكن أن يشهد بدء الشحنات بحلول 2030، حسب ما ذكره الطرفان في بيان الخميس، إذ يمثل هذا التعاون خطوة مهمة في إطار الجهود الرامية إلى خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الشحن البري.
وتعهدت مصدر المملوكة لحكومة أبوظبي باستثمار أكثر من 30 مليار دولار في مشاريع الطاقة المتجددة بهدف جعل الدولة الخليجية رائدة في مجال الهيدروجين الأخضر.
وقال محمد الرمحي، الرئيس التنفيذي لمصدر، إن “من شأن مذكرة التفاهم أن تسهم في تحقيق خفض كبير في الانبعاثات الكربونية ضمن قطاع الشحن البري بأوروبا”.
وأكد في بيان أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن الشركة الإماراتية تتطلع لأن تكون إحدى الشركات الرائدة عالميا في تطوير الهيدروجين الأخضر، ويمثل قطاع النقل أحد أهم أسواقه الإستراتيجية.
ولم يذكر الرمحي بشكل مفصل بنود الصفقة وطريقة تنفذيها أو كمية الإمدادات المتفق عليها.
وتعكف دول الشرق الأوسط على التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر وتشجيع الشركات أيضا على الاستثمار فيه باعتباره وقود المستقبل، في إطار رغبتها في جعل اقتصاداتها صديقة للبيئة.
التعاون بين مصدر ودايملر تراك يمثل خطوة مهمة في إطار جهود خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الشحن البري
وتستثمر الإمارات والسعودية وسلطنة عمان بكثافة في هذا الوقود في وقت تبحث عن مصادر عائدات بديلة عن النفط والغاز.
وتتماشى الاتفاقية الجديدة مع طموح دولة الإمارات إلى القيام بدور رائد ضمن سوق الهيدروجين منخفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2031، وتنسجم مع نهجها في المبادرة واتخاذ خطوات سبّاقة لتطوير مشاريع مع شركاء إستراتيجيين حول العالم.
وقال مارتن داوم، الرئيس التنفيذي لدايملر تراك، إن “مبادرتنا تمثل خطوة أولية بالنسبة إلينا لتمكين توريد الهيدروجين الأخضر السائل في أوروبا”.
وأضاف “تهدف دايملر تراك إلى قيادة قطاع النقل المستدام، إذ أن توفير الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم خطوة مهمة لخفض انبعاثات المركبات التجارية”.
وتسعى الشركات المصنعة للشاحنات إلى اعتماد تكنولوجيا البطاريات الكهربائية وكذلك خلايا الوقود للتحول إلى وسائل النقل الخالية من الانبعاثات.
وخلال العام الماضي تعاونت مع شركة كمنز المتخصصة في المحركات وشركة باكار المصنعة للشاحنات لبناء مصنع للبطاريات في الولايات المتحدة، حيث تتوقع الشركات الثلاث استثمار ما يصل إلى 3 مليارات دولار.
ومن خلال الشراكة مع مصدر ترى دايملر تراك دورها كمحفز للتغيير والتخطيط اللوجستي، وفقا لداوم الذي أكد أن شركته لا تعتزم تشغيل سفن نقل الهيدروجين أو خطوط الأنابيب أو محطات الوقود.
مصدر تقود مبادرة الحياد الكربوني الإستراتيجية لدولة الإمارات بحلول عام 2050 وتدفع التحول العالمي إلى الطاقة
وستستثمر دايملر تراك في تطوير شاحنات تعمل بخلايا الوقود، مع بدء المبيعات الأولى للشاحنات المخصصة للمسافات الطويلة التي تعمل بالهيدروجين في عام 2027. وبحلول 2030 ستهدف إلى بيع 10 آلاف شاحنة تعمل بالهيدروجين سنويا.
ولا تقدم أي من التقنيتين طريقة سهلة للمضي قدما في المشروع، إذ تتطلبان استثمارات كبيرة في البنية التحتية للشحن والتزود بالوقود الهيدروجيني.
وتخطط دايملر تراك لجعل كامل أسطولها من الشاحنات والحافلات دون انبعاثات عبر عمليات التشغيل ضمن الأسواق الأساسية العالمية التي تنشط فيها الشركة والتي تشمل كلا من أوروبا والولايات المتحدة واليابان بحلول عام 2039.
وفي عرض لجدوى استخدام الهيدروجين السائل في النقل البري أكملت شاحنة مرسيدس – بنز جين أتش 2، التابعة لدايملر، مؤخرا رحلة مسافتها 1047 كيلومتراً ضمن الأراضي الألمانية بخزان واحد من الهيدروجين السائل في ظل ظروف واقعية.
وتقوم دايملر تراك ببناء أسطول تجريبي من شاحنات جين أتش 2، والتي من المتوقع نشرها منتصف عام 2024.
وفي عام 2021 أنشأت دايملر وفولفو وشركة تراتون، وهي وحدة صناعة الشاحنات التابعة لفولكسفاغن، مشروعا مشتركا لشبكة شحن أوروبية للشاحنات والحافلات.
ويخطط هذا التحالف لاستثمار نصف مليار يورو (545 مليون دولار) لتوفير ما لا يقل عن 1700 محطة شحن تقريبا بحلول عام 2027.
أما بالنسبة إلى الشركة الإماراتية فتهدف إلى تحقيق قدرة 100 غيغاواط من الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر بمقدار مليون طن سنويا بحلول عام 2030.
وتقود مصدر مبادرة الحياد الكربوني الإستراتيجية لدولة الإمارات بحلول عام 2050 وتدفع التحول العالمي إلى الطاقة.
وفي العام الماضي وسعت الشركة تواجدها في سوق الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة بعد حيازتها على نصف مشروع مع شركة إي.دي.أف رينيوابلز أميركا الشمالية.
وقبل ذلك أعلنت عن هيكل ملكية جديد وتركيز إضافي على الهيدروجين الأخضر، ما يجعلها واحدة من أكبر شركات الطاقة النظيفة.