حماس تعلّق المفاوضات مع إسرائيل بشأن تبادل الأسرى

قطر تبلغ تل أبيب بمطالب الحركة المتمثلة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة منذ المرحلة الأولى للصفقة ووقف الحرب.
الخميس 2024/01/25
ضغوط مستمرة على حكومة نتنياهو لإطلاق سراح الرهائن

غزة - قال إعلام إسرائيلي رسمي الخميس إن قطر أبلغت تل أبيب بأن حركة حماس قررت تعليق مفاوضات صفقة تبادل الأسرى وهو ما سيزيد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل عائلات الرهائن فيما تؤكد حماس من خلال قرار التعليق أنها تمسك بزمام الحرب رغم الخسائر البشرية.

وذكرت هيئة البث العبرية (رسمية) أن ذلك جاء وفق مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات دون أن تسميه موضحة أن "حماس نقلت للوسطاء القطريين أنها تطالب إسرائيل بسحب كافة قواتها من قطاع غزة منذ المرحلة الأولى للصفقة (تبادل الأسرى) ووقف الحرب".

وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية تحدثت في السابق عن موافقة كل من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بنسبة كبيرة من حيث المبدأ على إمكانية إجراء تبادل للرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين خلال هدنة تستمر شهرا.

وركزت جهود الوساطة المكثفة التي قادتها قطر وواشنطن ومصر في الأسابيع القليلة الماضية على نهج تدريجي لإطلاق سراح فئات مختلفة من المحتجزين الإسرائيليين بدءا من المدنيين وانتهاء بالجنود مقابل وقف الأعمال القتالية والإفراج عن سجناء فلسطينيين وإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة.

وقال أحد المصادر وهو مسؤول مطلع على المفاوضات إن أحدث جولة من الجهود الدبلوماسية بدأت في 28 ديسمبر وقلصت الخلافات بشأن مدة وقف إطلاق النار المبدئي إلى نحو 30 يوما بعد أن اقترحت حماس في البداية هدنة لعدة أشهر.

ومع ذلك رفضت حماس منذ ذلك الحين المضي قدما في الخطط حتى الاتفاق على الشروط المستقبلية لوقف دائم لإطلاق النار، وفقا لستة مصادر. وطلب معظم المصادر عدم الكشف عن هوياتها من أجل التحدث بحرية عن مسائل حساسة.

وكان مسؤول كبير في حماس قال إن أحد العروض التي قدمتها إسرائيل هو إنهاء الحرب إذا أخرجت حماس ستة من كبار القادة من غزة. لكنه أضاف أن حماس ترفض "قطعا" هذا الاقتراح.

وقال مسؤول إسرائيلي الأربعاء إنه لا تقدم في المحادثات غير المباشرة مع حركة "حماس" لعقد صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المسؤول (دون تسميته) قوله، إنه "في الوقت الحالي لا يوجد انفراج في المفاوضات مع حماس" مضيفا أن "الحركة (حماس) ليست فقط غير مرنة وإنما تصعد مطالبها"، لكنه أشار إلى أن "الحوار مستمر".

وجاءت تعليقات المسؤول بعدما ذكرت تقارير صحفية في الآونة الأخيرة، بما في ذلك تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أن حماس "منفتحة" على صفقة لإطلاق سراح جميع النساء والأطفال فقط المتبقين في الأسر، دون إطلاق سراح المجندين، وأنها أرسلت رسائل بشأن هذا الموضوع إلى الوسطاء الدوليين، لكنهم طالبوا في المقابل بوقف طويل للقتال في قطاع غزة، وهو شرط ترفضه إسرائيل.

وبعد مرور ما يقرب من أربعة شهور على هجوم حماس على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، لم يتمكن الهجوم الإسرائيلي في غزة بعد من القضاء على القيادة العليا لحماس أو قدرتها على القتال على الرغم من تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي وقتل أكثر من 25 ألف فلسطيني.

وخُطف خلال هجوم حركة حماس نحو 250 شخصا لا يزال 132 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب السلطات الإسرائيلية، ويرجح أنّ 28 منهم على الأقل لقوا حتفهم.

وتتزايد الضغوط على حكومة نتانياهو من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم، فيما يتواصل القصف المدمر على غزة وتشتد العمليات البرية الإسرائيلية في القطاع.

وتحاول قطر ومصر والولايات المتحدة حاليا التوسط للتوصل إلى هدنة جديدة في غزة، تكون أطول من السابقة وتتيح الإفراج عن رهائن وأسرى فلسطينيين وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.