واشنطن تدمّر صاروخين حوثيين كانا جاهزين للإطلاق

واشنطن - أعلن الجيش الأميركي أنّه دمّر صباح الأربعاء في اليمن صاروخين مضادّين للسفن حوثيّين كانا يشكّلان تهديداً وشيكاً للملاحة البحرية في المنطقة.
والضربات الأميركية التي وقعت في حوالي الساعة 23:30 بتوقيت غرينتش، هي الأحدث ضد الجماعة المتحالفة مع إيران بسبب استهدافها لحركة الشحن في البحر الأحمر.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان إنّها "شنّت ضربات ضدّ صاروخين حوثيّين مضادّين للسفن كانا يستهدفان جنوب البحر الأحمر ومعدّين للإطلاق".
وأضاف البيان أنّ "القوات الأميركية رصدت الصاروخين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وخلصت إلى أنّهما يمثّلان تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة".
وتابعت سنتكوم في بيانها قائلة إنّه "تبعاً لذلك استهدفت القوات الأميركية الصواريخ ودمّرتها دفاعاً عن النفس".
وشدّد البيان على أنّ تدمير هذين الصاروخين "يحمي حرية الملاحة ويجعل المياه الدولية أكثر أمناً لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية".
وأتى هذا الاستهداف الجديد الأربعاء بعد أن أطلقت القوات الأميركية والبريطانية جولة أولى من الضربات ضدّ الجماعة المتمرّدة المدعومة من إيران في وقت سابق من الشهر الحالي، وأعقب ذلك مزيد من الضربات المشتركة، ليل الإثنين-الثلاثاء، وطالت 8 مواقع حوثية.
كما جاء بعد ضربات أميركية استهدفت كتائب حزب الله العراقية، وهي فصائل مسلحة موالية لإيران في العراق ومنضوية ضمن ما بات يعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، بينما توعدت الأخيرة بإطلاق مرحلة جديدة من المواجهة تتمثل بإطباق حصار قوي على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وكذلك أتت تلك الضربة بعد تهديد يحيى سريع المتحدث باسم الحوثيين الثلاثاء برد قوي على هذه الهجمات التي طالت حسب زعمه 18 موقعاً.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الميجر جنرال باتريك رايدر في إفادة صحافية الثلاثاء "ركزنا بشدة على استهداف أنواع من الأشياء التي يوظفونها أو يستخدمونها لشن هجمات ضد حركة الشحن الدولي والبحارة، وسيظل هذا هو تركيزنا".
وأشار رايدر إلى أن آخر هجوم للحوثيين كان في 18 يناير، مما يشير إلى أن الضربات كان لها تأثير.
وقال "منذ ذلك الحين، نفذنا عدة ضربات للدفاع عن النفس عندما كان هناك تهديد وشيك أو إطلاق متوقع".
ويقول الخبراء إن استراتيجية بايدن الحديثة العهد بشأن اليمن تهدف إلى إضعاف المسلحين الحوثيين، لكنها لا تصل إلى حد محاولة هزيمة الجماعة أو مواجهة حليفتها الرئيسية إيران بصورة مباشرة.
ويبدو أن هذه الاستراتيجية، وهي مزيج من الضربات العسكرية المحدودة والعقوبات، تهدف إلى معاقبة الحوثيين مع محاولة الحد من خطر اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.
وتشنّ الولايات المتحدة ضربات جوية أحادية الجانب تستهدف فيها صواريخ تقول إنها تشكل خطرا داهما للسفن المدنية والعسكرية.
وتسبّبت هجمات المتمردين المدعومين من إيران، والتي يقولون إنها تأتي تضامناً مع قطاع غزة الذي يشهد حرباً بين حركة حماس وإسرائيل، بتعطيل حركة الملاحة في مضيق باب المندب الحيوي الذي تمرّ عبره نحو 12 في المئة من التجارة البحرية العالمية.
وبات الحوثيون يستهدفون أيضاً السفن المرتبطة بالولايات المتّحدة وبريطانيا رداً على ضربات هاتين الدولتين.
وإضافة إلى التحرّك العسكري، تسعى واشنطن إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية ومالية على الحوثيين، وقد أعادت تصنيفهم منظمة إرهابية الأسبوع الماضي بعد أن أسقطت هذا التصنيف بعيد تولّي الرئيس جو بايدن منصبه.