اهتمام جزائري متزايد بتطوير العلاقات مع موريتانيا

الجزائر تعتبر أن موريتانيا هي بوابتها نحو غرب أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء وأيضا نحو المحيط الأطلسي.
الأربعاء 2024/01/24
تعاون اقتصادي يخفي تعاونا إستراتيجيا

الجزائر - وقّع المعهد الجزائري للمحروقات التابع لشركة سوناطراك النفطية، اتفاق تعاون مع الشركة الموريتانية للمحروقات، يتعلق بالتكوين وتطوير المعارف التقنية والتدريب لفائدة كوادر الشركة الموريتانية، وتأتي الخطوة في سياق حركية اقتصادية وسياسية بين البلدين، تكرس نوايا الجزائر في الانفتاح على غرب أفريقيا.

أفاد بيان لمجمع سوناطراك الحكومي، بأن الجزائر وموريتانيا وقعتا في العاصمة نواكشوط، على اتفاقية إطار في مجالات التكوين وتطوير المهارات والخبرات بين المعهد الجزائري للبترول، وبين الشركة الموريتانية للمحروقات.

وقال "هذه الاتفاقية، تأتي تتويجا للمباحثات المعمقة التي تمّ إجراؤها بين الطرفين، وتهدف لإقامة شراكة في مجال التكوين، وهذا عملا بمذكرة التفاهم المبرمة بين سوناطراك والشركة الموريتانية للمحروقات، شهر جوان من العام 2022”.

وأضاف "تمّ تحديد العديد من مجالات الشراكة ذات الصلة بتطوير المعارف التقنية والمهنية لفائدة مهندسي وعمال الشركة الموريتانية للمحروقات، على أن يتم الشروع في دورات التدريب خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية”.

◙ الاتفاقية تكرس الحركية المسجلة على محور الجزائر - نواكشوط خاصة في السنوات الأخيرة وشملت العديد من القطاعات الاقتصادية والسياسية والأمنية

وجاءت هذه الاتفاقية لتكرس الحركية المسجلة على محور الجزائر - نواكشوط، خاصة في السنوات الأخيرة، وشملت العديد من القطاعات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وتزامنت مع الزيارة التي أداها كل من وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق، للجزائر ودول المنطقة، إلى جانب رئيس الجمعية الوطنية ( البرلمان ) محمد بمب مكت.

وكان البلدان قد أبرما في السنوات الأخيرة، عدة اتفاقيات تعاون اقتصادي وتجاري، حيث تمّ فتح معبرين حدودين بين البلدين، ووكالات بنكية جزائرية في موريتانيا، وإطلاق منطقة حرة، فضلا عن مشروع وصف بـ” الواعد ” ويتعلق بالطريق الرابط بين تيندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية على مسافة 700 كلم.

وباتت الجزائر تولي أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها مع موريتانيا، حيث تمّ الاتفاق على تأسيس آلية مشتركة للتشاور السياسي وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والأمني، خاصة في ظل التوترات التي تعيشها المنطقة. وكان وزير الخارجية الموريتاني خلال زيارته التي شملت الجزائر ودول المنطقة، قد سلم رسالة من الرئيس ولد الغزواني إلى نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون، لم يتمّ الكشف عن فحواها.

وصرح لوسائل إعلام، بأن "العلاقات القائمة بين موريتانيا والجزائر ضاربة في القدم، ومبنية على الدم والتاريخ، وأن مهمته في الجزائر كانت فرصة لتثمين العلاقات الثنائية الضاربة في القدم، والتي لها جذور ترتكز على الدم والتاريخ بين الشعبين الشقيقين”. وأضاف “الرئيس تبون أكد له حرص الجزائر شعبا وحكومة، على الدفع بعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين”.

ويرى مراقبون أن الزخم الذي تعرفه العلاقات الجزائرية – الموريتانية، تحكمه عدة معطيات تتلخص في حتمية تعزيز التعاون بينهما، فالجزائر تسعى لتنويع اقتصادها، وهي تعتبر أن موريتانيا هي بوابتها نحو غرب أفريقيا ونحو أفريقيا جنوب الصحراء، كما يمكن أن تكون موريتانيا بوابة الجزائر نحو المحيط الأطلسي في المستقبل، خاصة إذا تم بناء سكك حديدية تربط بين البلدين، فضلا عن العامل الجغرافي الأمني الذي يجعل الجزائر مضطرة للتنسيق مع موريتانيا لحماية حدودها الإستراتجية، خاصة وأنها تشكل امتدادا لحدود تعرف توترات إقليمية في مالي والنيجر. ويضيف هؤلاء، أن القطيعة القائمة بين الجزائر والمغرب تحتم عليها البحث عن وجهات ومنافذ تكون بديلا للمغرب، وهو أمر لا يتحقق إلا مع موريتانيا.

 

4