التقنيات الجديدة تقلب تجهيزات الطرز الكهربائية

لندن- تقلب القيادة النظيفة العديد من الأساسيات، عندما يتعلق الأمر بتجربة القيادة التقليدية من الكبح المتجدد إلى الطنين الهادئ للسيارة التي تعمل بالبطارية.

ومع ذلك، انزلق التطور إلى قمرة القيادة لسيارة كهربائية معاصرة، وسيلاحظ أن قطعة أخرى من الأجهزة تخضع لعملية إعادة تفكير غير متوقعة، وهي الإضاءة الداخلية المتواضعة.

واختفى المصباح القديم الذي يومض عند فتح باب السيارة، وهو الذي لطالما حذر السائقين الآخرين من ضرورة البقاء بعيدا عنه أثناء تحرك المركبة. واليوم، يتم تزيين الجزء الداخلي لكل سيارة تعمل بالبطارية تقريبا بأضواء في لوحة القيادة وإطارات الأبواب وفتحات الأقدام والسقف.

ويمكن لسائقي كاديلاك ليريك، مثلا، تغيير أضواء قمرة القيادة إلى أي لون تقريبا باستخدام عجلة تعمل باللمس. وفي الوقت نفسه، تحتوي بي.أم.دبليو طراز إكس.أم الهجينة على أضواء غائرة تحيط بالسقف بالكامل، مما يجعلها تبدو وكأنها ناد فخم أو متحف، اعتمادا على الظل المختار.

وفي الليل، تكون قمرة القيادة في سيارة مرسيدس إي.كيو.أس متعددة الأغراض (أس.يو.في) عبارة عن سيمفونية من الأضواء، التي تصدرها دواسة الوقود، حيث يبتعد السائق بسرعة عن إشارة التوقف ثم تنبض باللون الأحمر.

ولسماع صانعي السيارات يقولون ذلك، فإن الإضاءة المناسبة تقطع شوطا طويلا، حيث تملأ كاديلاك ليريك المقصورة بالضوء، الذي يعكس الحالة المزاجية أو يخلق العاطفة من خلال الخيارات المحيطة.

لكن في الواقع، تعتبر الأضواء خدعة رخيصة الثمن، وهذا هو الهدف، كما تقول مايفا ريباس، مديرة كارلاب، وهي شركة استشارية تساعد عمالقة السيارات على تطوير إصدارات جديدة.

ومع تحول الشركات إلى السيارات الكهربائية، فإنها ترسل المزيد من الموارد في الميزانيات والعقول مباشرة إلى النماذج، التي تعمل بالبطاريات. وهذا يعني أن أي شخص يبحث عن أحدث وأعظم وأكثر الابتكارات سيجدها بشكل متزايد في السيارة الكهربائية.

ويقول مايك رامزي محلل السيارات بشركة غارتنر للأبحاث “بشكل عام، تذهب جميع الأشياء الرائعة الجديدة إلى منتجات السيارات الكهربائية الجديدة نظرا لوجود نوع من القيود في مقدار رأس المال بشكل عام الذي يذهب إلى منصات آي.سي.إي القديمة”.

ويتم تشغيل جهاز الستيريو الخاص بمركبة بي.أم.دبيلو فئة آي.إكس عن طريق تحريك الإصبع في الهواء، ويتم تسخين أبوابها، وتتحول فتحة السقف المتسعة من الوضوح التام إلى المعتم بضغطة زر واحدة.

وتحتوي سيارتي البيك أب آر 1 تي وآر 1 أس متعددة الأغراض من ريفيان على ضواغط هواء مدمجة على متنهما، حتى يتمكن السائق من إعادة ملء إطاراتهم بعد القيادة على الطرق الوعرة.

وفي طراز فيسكر أوشن، تدور الشاشة المركزية من الوضع الرأسي إلى الأفقي، والتي يطلق عليها صانع السيارات اسم “وضع هوليوود”، في حين تحتوي بوليستار 2 على مرشح هواء متكيف يتحرك إلى سرعة أعلى عندما يتحسس الغبار والهواء الملوث.

وتتميز جينسيس جي.في 70 بميزة إلغاء الضوضاء النشطة في المقصورة وماسح ضوئي لبصمات الأصابع يقوم بتكوين السيارة لمن يجلس خلف عجلة القيادة.

ويقوم زر واحد بتحريك الكونسول الوسطي بأكمله محدد التروس، وحاملات الأكواب، وما إلى ذلك في سيارة نيسان أريا، إلى الخلف، مما يوفر للسائق مساحة أكبر في الأمام.

وكل هذا الارتفاع الكبير في قمرة القيادة للمركبات الكهربائية لا يعني اختفاء سيارات الوقود، فبعد ارتفاعها بمقدار الثلث في عام 2023، من المتوقع أن تزيد مبيعات الطرز بالبطارية السنوية العالمية بنسبة 19 في المئة فقط هذا العام، وفقا لتوقعات بلومبرغ.

وحاليا، يتم توسيع العديد من منصات حرق الغاز القديمة حيث يضغط المسؤولون التنفيذيون في مجال السيارات على المكابح عند التحول إلى السيارات الكهربائية.

لكن رامزي يتوقع أن يستمر زخم البحث والتطوير بشكل خاص في التركيز على النماذج الكهربائية خلال المرحلة المقبلة.

ويقول إنه من الآن فصاعدا، بالنسبة للسيارات التي تعمل بحرق الوقود سيكون الأمر متكررا، وهناك رغبة في أن تبدو السيارات الكهربائية أكثر تقدما من الناحية التكنولوجية.

ويعمل المطورون في كارلاب باستمرار تزويد المركبات الكهربائية بأكبر عدد ممكن من الأدوات التقنية، وترى الشركة أنها طريقة ذكية لتغطية التكاليف الاقتصادية الرديئة لنظام نقل الحركة الكهربائي، وعلى وجه التحديد التكلفة المرتفعة للبطاريات.

وتقول ريباس “لسوء الحظ، في الوقت الحالي، جميع الشركات المصنعة للمعدات الأصلية تفعل ما نسميه نهج البندقية”. وأضافت “نحن نقوم فقط بتعبئة السيارات بالأشياء مجموعة من الميزات التي لا تمثل بالضرورة قيمة مضافة للمستهلك”.

وعلى سبيل المثال، تبلغ سعة البطارية في سيارة آي.إكس 110 كيلووات في الساعة، وهو ما يكلف بي.أم.دبليو حوالي 15 ألف دولار.

وهذا هو السبب الرئيسي وراء أن سعر الطراز يبدأ من 87.1 ألف دولار، أي ما يقرب من الثلث أكثر من سيارة بي.أم.دبليو ذات الحجم المماثل التي تعمل بحرق الغاز. إنه سعر أصبح أكثر قبولا بفضل القليل من سحر قمرة القيادة.

ومن المفارقات أن نهج الابتكار الداخلي أكثر وضوحا خارج العلامات التجارية الفاخرة. فمستخدمو سيارات فورد، على سبيل المثال، ليسوا سعداء بدفع 43 ألف دولار مقابل سيارة دفع رباعي صغيرة، وهو السعر المبدئي لسيارتها الكهربائية موستينغ ماك-إي.

ويبدو السعر مرتفعا قياسا بنسخة تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي التي يمكن شراؤها بنحو 31 ألف دولار.

وهذا هو أحد الأسباب وراء احتواء ماك-إي على جهاز آي باد كبير الحجم في اللوحة المركزية، في حين أن سيارات موستينغ ذات الاحتراق الداخلي تحتوي على شيء أكثر قابلية للمقارنة بجهاز كيندل.

ويعتقد إريك نوبل، مؤسس شركة كارلاب إنه بشكل عام، أدرك المصنعون أن السيارات الكهربائية ذات الأسعار المعقولة غير قابلة للتنفيذ.

وقال لبلومبرغ “لذا، إذا كنت ستبيع 20 ألف وحدة فقط سنويًا، فمن الأفضل أن تجعل هؤلاء الناس يشعرون بالرضا وأن تحصل على سيارات بقيمة 70 ألف دولار”.