إسرائيل تطوق خان يونس بعد تكبدها أفدح خسارة بشرية في يوم واحد

القدس – أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء تطويق مدينة خان يونس في جنوب غزة التي تشكل أحد المعاقل المتبقية لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، والتي شهدت تركزا للقتال في الأسابيع الأخيرة، وذلك بعد مقتل 24 جنديا إسرائيليا في القطاع المحاصر في أكبر حصيلة يومية للقتلى في صفوف الجيش منذ بدء العملية البرية.
وقال الجيش في بيان، نفذت قوات الجيش عملية واسعة النطاق طوقت خلالها خان يونس وعمقت العملية في قلب المنطقة التي تستخدم كمركز ثقل محوري للواء خان يونس التابع لمنظمة حماس".
ويشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار يتحدر من مخيم خان يونس ويعتقد بأنه العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر الماضي.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، إن "قوات الفرقة 98 استكملت عملية تطويق خان يونس، وقضت بالتعاون مع سلاح الجو على عشرات عديدة من المخربين على مدار آخر 24 ساعة".
ونبه إلى أن "الفرقة 98 تشن على مدار آخر 24 ساعة هجومًا واسع النطاق في خان يونس، حيث استكملت خلاله قوات المظليين، وغفعاتي واللواء 7، عملية تطويق خان يونس، في حين عمق مقاتلو فرقة الكوماندوز الهجوم إلى قلب المنطقة التي تستخدم مركز ثقل محوري للواء خان يونس التابع لمنظمة حماس".
وأضاف "خلال يوم شهد قتالاً مكثفًا، قضت القوات على عشرات المخربين في معارك وجهًا لوجه بتعاون مع غارات سلاح الجو".
وكان الجيش الإسرائيلي، قد ذكر في وقت سابق الثلاثاء، أن 24 جنديا قتلوا في غزة خلال 24 ساعة، وهو أكبر عدد من القتلى في يوم واحد منذ بدء الحرب في أكتوبر، في ظل ما قال الفلسطينيون إنه أعنف قصف على جنوبي القطاع خلال الصراع.
وقال الجنرال دانيال هاغاري في تصريح صحافي متلفز إن 21 جنديا احتياطيا قتلوا الاثنين في غزة وغالبيتهم في انفجار صاروخ "ار بي جي" استهدف دبابة ومبنى فخخه الجيش تمهيدا لهدمه في جنوب قطاع غزة، مضيفا أن مسلحين أطلقوا قذائف صاروخية على دبابة، وفي الوقت نفسه وقع انفجار في مبنيين زرعت القوات فيهما متفجرات لتدميرهما. وانهار المبنيان على القوات.
وأضاف "ما زلنا ندرس ونحقق في تفاصيل الحادث وأسباب الانفجار". وكان الجيش قد قال في وقت سابق إن ثلاثة جنود قتلوا في هجوم منفصل بجنوب غزة.
ووسط حالة من الصدمة التي عبر عنها العديد من المسؤولين في إسرائيل خلال الساعات الماضية إثر مقتل 24 جندياً من قوات الاحتياط في مخيم المغازي بقطاع غزة، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء بعدم توقف إسرائيل عن القتال في غزة حتى تحقيق "النصر المبين".
وقال في بيان نشره على حسابه في منصة إكس، اليوم الثلاثاء، إن "الجيش يحقق في المأساة التي وقعت" لافتاً إلى أن "بلاده ستتعلم منها لحماية أرواح الجنود".
وقال نتنياهو إن إسرائيل مرت بأحد أصعب أيامها في الحرب. وقال "باسم أبطالنا وفي سبيل حياتنا، لن نتوقف عن القتال حتى النصر المبين".
وأبدى وزير الدفاع يوآف غالانت مواساته لعائلات الذين قتلوا في "هذا الصباح الصعب والمؤلم" مؤكدا أن إسرائيل لن تتراجع.
وقال "هذه الحرب ستحدد مستقبل إسرائيل لعقود قادمة، وسقوط الجنود ضروري لتحقيق أهداف الحرب".
وأكد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أن "هذا صباح حزين وقاس على إسرائيل"، مضيفاً "نحن أقوياء ولنتذكر أننا سننتصر معاً".
ووصف وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس، هذه الحادثة بأنها "صعبة للغاية"، مؤكداً أن مقتل 21 جندياً في غزة هو "ثمن باهظ جدًا".
ووقعت عملية التفجير هذه في المنطقة العازلة على بعد حوالي 600 متر من سياج غزة بمنطقة مخيم المغازي للاجئين، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بعدما فخخ الجنود عددا من المباني على جري ما يفعلون عادة منذ اجتياح مناطق واسعة شمال ووسط القطاع.
إلا أن عناصر من حماس قصفوا نحو تلك المباني أثناء وجود جنود من لواء الاحتياط التابع للواء الأول بداخلها، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم.
وبهذا الحادث يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري على القطاع في 27 أكتوبر الماضي إلى نحو 218. أما عدد قتلاه منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، فبلغ حسب إحصاءات إسرائيلية رسمية 535 جندياً وضابطاً.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة لرويترز إن الهجوم جاء في الوقت الذي تتوغل فيه القوات الإسرائيلية في عمق غرب خان يونس وسط قصف جوي وبحري وبري شمل اقتحام مستشفى واعتقال طاقم طبي.
ولم ترد أي معلومات من إسرائيل بشأن الوضع في المستشفى، ولم يكن لدى مكتب المتحدث باسم الجيش أي تعليق.
وقال القدرة إن ما لا يقل عن 50 شخصا قتلوا مساء الأحد في خان يونس، في حين أن حصار المنشآت الطبية يعني أن فرق الإنقاذ لا تستطيع الوصول لعشرات القتلى والجرحى.
وهيمنت أخبار الحادث الذي وقع خلال الليل على تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية طوال الصباح، ولكن لم يكن هناك ما يشير إلى أنه قد أضعف التأييد الشعبي للحرب.
وقالت بليما رودس التي تسكن في القدس "هذا مفزع، إنه بشع، أمر مريع. كما تعلمون، إنهم أبناؤنا، إنهم إخواننا، إنه أمر فظيع - لكن علينا أن نفعل ما يتعين علينا فعله حتى لا يتكرر ما حدث في السابع من أكتوبر".
وأضافت "عليك أن تتخلص من حماس وأن تجعل غزة آمنة بالنسبة لنا، وإلا فلن يكون لدينا مكان نعيش فيه".
وتقول إسرائيل إن حملتها تهدف إلى القضاء على حماس وتحرير أكثر من 130 رهينة محتجزين في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 25295 من سكان غزة قتلوا جراء القصف والاجتياح البري الإسرائيلي.
وقُتل نحو 1200 إسرائيلي في هجوم السابع من أكتوبر ، فيما يقول الجيش الإسرائيلي إن 210 جنود قتلوا منذ بدء الهجوم المضاد.