نتنياهو يلمح إلى مبادرة بشأن الرهائن

القدس - نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين تكهنات عن جهود تجري لإطلاق سراح رهائن آخرين محتجزين في غزة، وقال إن إسرائيل قدمت مبادرة لم يحددها في ظل غياب أيّ مقترح من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن كلا من قطر والقاهرة على علم بتفاصيل المبادرة وبصدد مناقشتها مع قادة حركة حماس المتواجدين في الدوحة. واستبعدت ذات المصادر قبول حماس للمبادرة الإسرائيلية.
ونقل بيان صادر عن مكتب نتنياهو قوله لمجموعة من ممثلي عائلات الرهائن، بعد أن اقتحم بعض الأقارب اجتماعا للجنة في الكنيست الإسرائيلي للمطالبة بتحرير ذويهم، “لا يوجد اقتراح جدي من حماس. هذا (التكهن) غير صحيح”.
وقال نتنياهو “إذا وافقنا على ذلك، فإن جنودنا سيكونون قد سقطوا عبثا. وإذا وافقنا، لا يمكننا ضمان أمن مواطنينا. لن نتمكن من إعادة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بأمان إلى منازلهم ، وسيكون 7 أكتوبر الذي يلوح في الأفق مجرد مسألة وقت. لا يمكنني التوفيق بين مثل هذا الحل الوسط الخطير بشأن أمن إسرائيل، وبالتالي لن نوافق عليه”.
وأضاف “الشروط التي وضعتها حماس تؤكد حقيقة بسيطة.. لا بديل عن النصر.. النصر المطلق وحده هو الذي سيضمن القضاء على حماس وعودة جميع أسرانا”.
قطر ومصر على علم بتفاصيل المبادرة وبصدد مناقشتها مع قادة حركة حماس المتواجدين في الدوحة
وتابع “أقول هذا بكل وضوح لأن هناك الكثير من التصريحات غير الصحيحة التي تؤلمكم بالتأكيد”. وقال “بل على العكس، هناك مبادرة من جانبنا، لن أخوض في تفاصيلها”.
وتشير تصريحات نتنياهو إلى مبادرة عرضتها القاهرة على تل أبيب وتقضي بوقف إطلاق النار على مراحل وصولا إلى الوقف النهائي وإطلاق المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق حماس لجميع الرهائن بمن فيهم الجنود على دفعات.
وتتضمن المرحلة الأولى، بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة، تطلق خلالها حماس سراح 40 من الرهائن الإسرائيليين من فئتي النساء والأطفال (أقل من 18 عاماً)، والذكور من كبار السن خصوصاً المرضى.
وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح 120 مسجونا فلسطينياً من نفس الفئتين، ويتم خلالها وقف الأعمال القتالية وتراجع الدبابات، وتدفق المساعدات الغذائية والطبية، والوقود وغاز الطهي لقطاع غزة. وتشمل المرحلة الثانية إقامة حوار وطني فلسطيني برعاية مصرية بهدف “إنهاء الانقسام”، وتشكيل حكومة تكنوقراط (مستقلين) تتولى الإشراف على قضايا الإغاثة الإنسانية، وملف إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسية فلسطينية.
وكذلك أشارت إلى وقف كلي وشامل لإطلاق النار، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى تشمل كافة العسكريين الإسرائيليين لدى حماس وحركة الجهاد الإسلامي، وفصائل أخرى يتم خلالها الاتفاق على عدد السجناء الفلسطينيين الذين ستطلق سراحهم إسرائيل بما يشمل ذوي المحكوميات العالية، والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر. وتتضمن المرحلة الأخيرة انسحاباً إسرائيلياً من مدن قطاع غزة، وتمكين النازحين من العودة إلى مناطقهم في غزة وشمال القطاع.
نتنياهو يعتقد أن مواصلة الهجوم على حركة حماس ضروري للضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن بشروط مقبولة
ويبدو أن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوسط لجولة أخرى من إطلاق سراح الرهائن بعيدة كل البعد عن التوفيق وسط حملة إسرائيل لتدمير حماس ومطالبة الحركة بانسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الآلاف من الفلسطينيين من سجونها بمن فيهم قيادات بارزة في حماس.
وتقول حكومة نتنياهو إن الحملة العسكرية، التي شنتها إسرائيل ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر، ضرورية للضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن بشروط مقبولة. لكن العديد من أقارب المحتجزين يشعرون بالقلق من احتمال مقتل ذويهم.
وفي وقت سابق الاثنين اقتحم أقارب مختطفين إسرائيليين في قطاع غزة، جلسة للجنة المالية في الكنيست، مطالبين النواب بـ”التحرك من أجل إطلاق سراح ذويهم”.
وواجه أقارب رهائن إسرائيليين في قطاع غزة، النواب بالكنيست، داعين إياهم إلى إيجاد حل ينهي استمرار اختطاف ذويهم لدى حركة حماس.
وقال بعض المحتجين الغاضبين للنواب بلجنة المالية “لن تجلسوا هنا وهم هناك، انهضوا عن مقاعدكم”.
وردا على المتظاهرين، قال رئيس اللجنة موشيه غافني من حزب “يهدوت هتوراة” إن “الخروج عن الائتلاف لن يساعد”، مضيفا أنه “يتفهم آلام الأقارب المحتجين”.
ويشير هذا التحرك الذي قام به نحو 20 شخصا إلى تزايد المعارضة الداخلية في الشهر الرابع من حرب غزة.
ومساء الأحد، احتشد عدد من أقارب الرهائن الإسرائيليين ونصبوا الخيام أمام مقر إقامة نتنياهو، لمطالبته بإبرام اتفاق عاجل لتأمين إطلاق سراحهم، فيما تظاهر المئات في تل أبيب أمام مقر هيئة الأركان.
وشدد نتنياهو، الذي يواجه ضغوطا متزايدة بشأن إدارة ملف الرهائن، على استمرار الحرب حتى تحقق أهدافها، وأشار إلى رفضه شروط حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، واصفا إياها بـ”شروط الاستسلام”.
وقال وزير الدفاع يوآف غالانت، خلال لقائه بعائلات رهائن، إن المعارك في خان يونس في ذروتها، وإن هناك علامات تشير إلى الاقتراب من المناطق الأكثر حساسية لحماس.
وأكد أن هذا سيقرب إسرائيل من تحقيق هدفيها الرئيسين للحرب، وهما تدمير حماس وإعادة المحتجزين.
واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية. وخطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا نقلوا إلى قطاع غزة، حيث لا يزال 132 منهم محتجزين، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أن 28 منهم على الأقل لقوا حتفهم.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بالقضاء على الحركة، وهي تنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مركز وعمليات برية باشرتها في 27 أكتوبر، ما أسفر عن مقتل 25295 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.