الجزائر تطلق رسائل سلام سياسية إقليمية من منطقة تيندوف الحدودية

الجزائر- أطلق رئيس حركة البناء الجزائرية الموالية للسلطة عبدالقادر بن قرينة، من مدينة تيندوف الحدودية، رسائل طمأنة وسلام للمحيط الإقليمي للجزائر، لمّا أكد أن بلاده لن تكون سببا لحرب أو مناورة أو استهداف مصالح دول الجوار، وهو خطاب يكون قد أُوحي به إليه من طرف حلفائه في السلطة لتأكيد مواقف الدولة، في ظل اللغط والرمال المتحركة في المنطقة.
وأكد مرشح الانتخابات الرئاسية الأخيرة عبدالقادر بن قرينة، في خطاب له أمام كوادر وأنصار حركته في جنوب البلاد، بأن الجزائر لم تخض حربا مسلحة ضد أيّ من دول الجوار مهما كانت الخلافات، وأنها ستبقى بلدا لـ”المحبة والسلام”.
واختار بن قرينة مدينة تيندوف الواقعة في أقصى الجنوب الغربي للبلاد ليوجه رسائله إلى شعوب المنطقة وحكوماتها، بما فيها موريتانيا والمغرب، على اعتبار أن البلدين يقعان على تخوم المدينة التي ظلت طيلة العقود الماضية تشكل أهمية إستراتيجية لسلامة الإقليم.
◙ منذ الأزمة الدبلوماسية التي تفجرت بين الجزائر ومالي تصاعدت المخاوف الجزائرية من مساع إقليمية تسعى لتحييد دورها
وكانت المحافظة محل زيارة ميدانية للرئيس عبدالمجيد تبون، نهاية شهر نوفمبر الماضي، أين عاين وأشرف على إطلاق استثمار حكومي ضخم لمنجم غار جبيلات، الذي يشكل مصدرا ضخما لإنتاج الحديد، ويعتبر من أكبر المناجم في العالم، حيث تقدر احتياطاته بنحو ثلاثة مليارات ونصف مليار طن، وظل معطلا طيلة العقود السابقة لأسباب متعددة.
ولفت بن قرينة، إلى أن بلاده لن تلحق الضرر لا بالمغرب ولا بموريتانيا ولا بأيّ من دول الجوار خاصة أفريقيا الغربية، وأنها تسعى للتعاون المشترك واحترام المصالح وتقديم الخير للجميع.
وجاءت رسائل الحليف السياسي للسلطة الجزائرية في خضم خطاب يتردد في الدوائر الرسمية والإعلامية حول وجود جهات تحاول الإيقاع بين الجزائر وحكومات المنطقة وشعوبها.
وكان المجلس الأعلى للأمن الجزائري قد أفاد في آخر لقاء له بأنه “يأسف لتصرفات عدائية لبلد عربي شقيق” ضد مصالح البلاد، وكرس أشغال الاجتماع للوضع في منطقة الساحل وعلى الحدود الجنوبية للبلاد، لكنه لم يكشف عن هوية البلد المقصود.
وأوضح بن قرينة بأن “المنطقة الحرة بين الجزائر وموريتانيا هي خطوة مهمة لاستقطاب وتسهيل حركة البضائع والأفراد، وأن الجزائر أطلقت رسالة محبة وسلام، لاسيما وأن الرئيس تبون نفسه هو من أعطى إشارة انطلاق مشروع السكة الحديد الذي رصدت له غلافا ماليا قدر بملياري دولار، وانطلاق أشغال الاستثمار في منجم غار جبيلات، المرشح لبعث حركة اقتصادية اجتماعية محليا وإقليميا”.
وأضاف “أولوية الجزائر الآن هي تنمية المنطقة ودفع العجلة الاقتصادية والاجتماعية، وليس الاستعداد للحرب كما تسعى إليه بعض الأطراف المتحالفة مع إسرائيل العدو الأول للأمة”.
◙ بن قرينة اختار مدينة تيندوف الواقعة في أقصى الجنوب الغربي للبلاد ليوجه رسائله إلى شعوب المنطقة وحكوماتها، بما فيها موريتانيا والمغرب
ومنذ الأزمة الدبلوماسية التي تفجرت بين الجزائر ومالي، وتطورت إلى حد استدعاء كل حكومة لسفيرها من أجل التشاور، تصاعدت المخاوف الجزائرية من مساع إقليمية تسعى لتحييد دورها في المنطقة.
وكانت الخارجية الجزائرية قد نفت السبت ما وصفته بـ”ادعاءات لا أساس لها من الصحة، زعمت كذبا أن الجزائر قدمت مبادرة بشأن مالي خلال قمة دول عدم الانحياز المنعقدة في كمبالا عاصمة أوغندا”.
وقال بيان أصدرته بأن “هذه الادعاءات نقلها موقع مزعوم على الإنترنت لتحالف دول الساحل يدّعي فيها أن الجزائر قامت بإدراج أحكام في الوثيقة الختامية للقمة تتعلق باتفاق السلام والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر”.
ولفت إلى أن “الوفد الجزائري ينفي رسميا اتخاذ مثل هذه المبادرة، وأن كل ما تضمنته وثيقة كمبالا الختامية حول الأزمة المالية تم تبنيه منذ اجتماع باكو الوزاري لحركة عدم الانحياز، وأن الوفد الجزائري أكد أن صياغة الوثيقة من اختصاص حركة عدم الانحياز، والجزائر لم تتدخل في أيّ وقت في صياغتها”.