السيارات تتدافع لمواكبة سباق التطور التكنولوجي

معظم الشركات تواجه تحديا كبيرا لتطوير بنيات البرمجيات المتقدمة لتتناسب مع قدرة تسلا.
الأحد 2024/01/21
تجربة قيادة مستقبلية

تتدافع شركات صناعة السيارات القديمة لمواكبة سباق التسلح في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي بات أحد محددات بناء نماذج تنسجم مع روح طفرة التكنولوجيا المتقدمة التي ستحمل السائقين والركاب إلى عوالم جديدة من متعة القيادة الممزوجة بالراحة.

لاس فيغاس (الولايات المتحدة) - يضاعف مصنعو السيارات جهودهم لمطابقة الميزات الرقمية المتقدمة، التي تميز تسلا وبي.واي.دي الصينية وغيرهما من المنافسين الجدد مع تحول الذكاء الاصطناعي إلى قوة جديدة لعالم المحركات.

وبعد مرور أكثر من عقد على ظهور تسلا لأول مرة للسيارات المزودة ببرمجيات يمكن ترقيتها عبر الهواء مثل الهاتف الذكي، لا تزال الشركات متخلفة في الجهود الرامية إلى تطوير ما تسميه الصناعة “المركبات المحددة بالبرمجيات”.

ومنذ وقت ليس ببعيد، كانت الشركات تتباهى بقدرات المحرك وقدرات القطر في سياراتهم وشاحناتهم الصغيرة، ولكن في عالم التكنولوجيا سريع التغير الذي يهيمن الآن على الصناعة، باتت التحسينات التي تعتمد على البرمجيات بارزة.

ويقول خبراء عاينوا عن قرب معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الذي اختتمت فعالياته الجمعة الماضي، إن الانتقال إلى السيارات التي تهيمن عليها البرمجيات يمثل تحديا كبيرا.

ولدى هؤلاء قناعة بأن المركبات تتطلب معايير أعلى للمتانة والسلامة مقارنة بالهواتف الذكية حتى تستجيب لتطلعات وثقة الراغبين الحصول على طرز متطورة من حيث القوة والراحة والمتعة.

ماغنوس أوستبيرج: مرسيدس تعمل على تغيير البنية التحتية لتقنيات المعلومات
ماغنوس أوستبيرج: مرسيدس تعمل على تغيير البنية التحتية لتقنيات المعلومات

ويعتبر نظام تشات جي.بي.تي وغيره من أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة معرضة للخطأ، وتتغير بوتيرة أسرع بكثير من دورات المنتجات التقليدية لشركات صناعة السيارات.

وغالبا ما تقوم شركات التكنولوجيا باختبار التقنيات الحديثة وتقديمها قبل أن تصبح جاهزة للبيع. وبالنسبة لشركات السيارات، لم يكن هذا هو المعيار حتى الآن.

وأطلقت مرسيدس-بنز برنامجا تجريبيا لاختبار كيف يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي تشات جي.بي.تي أن تساعد السائقين في إجراء حوار طبيعي أكثر مع أنظمة المعلومات والترفيه في السيارة.

وقال ماغنوس أوستبيرج، رئيس برمجيات مرسيدس، في مقابلة مع رويترز على هامش المعرض “في الماضي، لم تكن مرسيدس تفكر أبدا في إنشاء برنامج تجريبي”. وأضاف “لكن علينا أن نكتشف كيف سيكون نموذج اللغة الكبير مفيدا بالفعل”.

وأوضح أن السماح لمن لديهم سيارات مرسيدس باختبار هذا النظام لا يزال قيد التطوير.

وسيتعين على الشركة الألمانية تطوير البرمجيات ودفعها إلى المركبات وفق جداول زمنية أسرع بكثير من دورات المنتج المعتادة التي تتراوح مدتها من عامين إلى أربعة أعوام في قطاع السيارات.

وقال أوستبيرج “إننا نغير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، ونغير فعليًا خط التصنيع الخاص بنا حتى نتمكن من استخدام التحديثات عبر الأثير في خطوط التصنيع. كما نقوم أيضًا بتغيير الطريقة التي يقوم بها وكلاؤنا بذلك وكل شيء”.

وكلفت الجهود التي بذلتها شركات السيارات الراسخة لمطابقة قدرات برمجيات صناعة التكنولوجيا المليارات، ولم تسر جميعها على ما يرام.

وأوقفت جنرال موتورز في ديسمبر الماضي، مبيعات شيفروليه بليزر الكهربائية التي تم إطلاقها حديثًا بعد أن اشتكى أصحابها من مواطن الخلل المتعلقة بالبرمجيات.

وحتى الأسبوع الماضي، لم تكن الشركة الأميركية قد قامت بتسليم الإصلاح. وأكدت أنه سيُطلب من المالكين إحضار المركبات إلى الوكلاء بمجرد أن يصبح تحديث البرنامج جاهزا.

وعلى النقيض، تستخدم تسلا التحديثات عبر الأثير، وليس زيارات الإصلاح لدى الوكيل، لمراجعة البرامج.

الشركات الصينية ستحصل على رقائق إلكترونية أقوى من نفيديا وإنتل لتكون بمثابة العقل المدبر للمركبات الذكية
الشركات الصينية ستحصل على رقائق إلكترونية أقوى من نفيديا وإنتل لتكون بمثابة العقل المدبر للمركبات الذكية

وقال مارك ويكفيلد الذي يقود ممارسات السيارات العالمية في شركة الاستشارات أليكس بارتنارز لرويترز “لقد كان تحديا حادا للغاية” بالنسبة لشركات صناعة السيارات القائمة لتطوير بنيات البرمجيات لتتناسب مع قدرة تسلا.

وأطلقت فولكسفاغن أواخر 2023 عملية إصلاح شاملة أخرى لعملية برمجيات كاريد المتعثرة، بعد أن فاتت الوحدة المواعيد النهائية لتقديم التكنولوجيا لمركباتها الكهربائية.

والآن، تبحث الشركة الألمانية عن شركاء في صناعة التكنولوجيا لتسريع الجهود. وقال كاي جرونيتز، رئيس التطوير الفني لعلامة فولكسفاغن التجارية “هذا مختلف عما فعلناه في الماضي”.

وأضاف إن شركات البرمجيات “لديها طريقة مختلفة للعمل عما لدينا داخل فولكسفاغن أو تلك التي كانت لدينا في السنوات الأخيرة، ولكن هذا ما علينا أن نتعلمه أيضًا”.

وستطرح الشركة تقنيتها المتطورة في وقت لاحق هذا العام، بعد تعاون مع مطور البرمجيات الأميركي سيرنس.

وقال إقبال أرشد، كبير مسؤولي التكنولوجيا في سيرنس، إن شركته “تجري محادثات للدخول في شراكة مع ما بين عشرة إلى 15 شركة كبرى لصناعة السيارات”، لكنه رفض ذكر اسمها.

ويؤكد مسؤولون تنفيذيون ومحللون في الصناعة أن سوق السيارات الكهربائية سريعة النمو في الصين هي ساحة المعركة الأكثر حدة لفولكسفاغن ومرسيدس وغيرها من شركات صناعة السيارات القديمة.

Thumbnail

وتقدم تسلا وبي.واي دي العديد من العلامات التجارية الصينية الجديدة للمركبات الكهربائية شاشات عرض داخل السيارة تتضمن الألعاب ومؤتمرات الفيديو وغيرها من وظائف المعلومات والترفيه المتقدمة.

وأعلنت شركات صناعة السيارات الصينية عن صفقات في معرض لاس فيغاس لشراء شرائح قوية من شركات، بما في ذلك نفيديا وإنتل لتكون بمثابة العقل المدبر للمركبات الذكية بشكل متزايد.

وللحاق بالركب، شكلت شركة صناعة السيارات اليابانية هوندا مشروعا مشتركا مع شركة سوني للتكنولوجيا الاستهلاكية والألعاب في عام 2022.

ويهدف مشروع سوني – هوندا موبيلتي إلى الجمع بين خبرة شركة صناعة السيارات في هندسة وبناء المركبات مع خبرة سوني في البرمجيات والألعاب لخط جديد من السيارات الكهربائية المقررة في عام 2025.

وقال ياسوهيدي ميزونو، الرئيس التنفيذي للمشروع إنه “سيكون من المستحيل على أي شركة تصنيع سيارات أن تضاهي قدراتها البرمجية بمفردها إذا بدأت الآن، مسلطًا الضوء على أهمية المشروع المشترك”. وأضاف “ليس لدينا أي خبرة، حتى في هوندا”.

ويعد تطوير وإطلاق برامج جديدة أحد التحديات. وقال محللون ومسؤولون تنفيذيون في الصناعة إن جعل المستهلكين يدفعون ثمنها هو أمر آخر.

وتفرض بعض شركات السيارات رسوم اشتراك لاستخدام ميزات مثل القيادة الآلية جزئيا، لكن 25 في المئة فقط من المستهلكين الذين شملهم مسح أجرته شركة ديلويت الاستشارية قالوا إنهم سيدفعون مبالغ إضافية مقابل الميزات التي تعمل بالبرمجيات.

ويقول خوسيه مونوز، كبير مسؤولي العمليات في هيونداي إن الفترة المتاحة لشركات لفرض رسوم على وظائف البرمجيات الجديدة هي “من ثلاث إلى خمس سنوات كحد أقصى”، قبل أن تصبح الميزات سلعة خاصة، وأن المستهلكين متطلبون للغاية دائما.

13