تركيا تستهدف البنية التحتية للأكراد في شمال سوريا

القوات التركية تقص محطات لتوليد الكهرباء في شمال شرق سوريا.
الثلاثاء 2024/01/16
قصف عنيف

الحسكة (سوريا) - جدّدت القوات التركية قصف محطات لتوليد الكهرباء في شمال شرق سوريا، غداة استهدافها مرافق عدة، ما أدى إلى انقطاع التغذية الكهربائية عن المئات من القرى والبلدات.

وتستهدف القوات التركية منذ الجمعة، وفق الإدارة الذاتية، مرافق بنى تحتية، من بينها محطات ومصافي نفط ومحطات لتوليد الكهرباء، فيما أعلنت أنقرة شنّها ضربات ضد مقاتلين أكراد في كل من سوريا والعراق، رداً على مقتل تسعة من جنودها الجمعة في شمال العراق.

ويرى مراقبون أن تركيا تتعمد استهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، في سياق مخطط يستهدف تهجير السكان بجعل منطقة الشمال السوري غير قابلة للحياة.

تركيا تتعمد استهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، في سياق مخطط يستهدف تهجير السكان

وتزعم تركيا أن هدف عملياتها العسكرية هو تقويض بنية حزب العمال الكردستاني، وفرعه المزعوم وحدات حماية الشعب، لكن العمليات الجارية ركزت أيضا على مرافق مدنية واقتصادية، وتستغل أنقرة في ذلك انشغال المجتمع الدولي بحرب غزة والتوترات في البحر الأحمر.

وكشفت الإدارة الذاتية في بيان الإثنين عن انقطاع الكهرباء عن المئات من البلدات والقرى وعدد من المدن الرئيسية جراء القصف التركي. وأفادت بوقوع أضرار جسيمة لحقت بمحطات نفط، أخرجت إحداها من الخدمة.

وندّدت الإدارة الذاتية بالهجمات التي “يشنّها العدوان التركي”، معتبرة أنها “لا تستند إلى أية مبررات ولا تأخذ بعين الاعتبار أية أعراف وقوانين”.

وأحصت الإدارة الذاتية منذ الأحد استهداف ست محطات لتوليد الكهرباء، استهدفت إحداها مرتين، آخرها في مدينة القامشلي الإثنين، حيث شوهد رجال إطفاء يعملون على إخماد ألسنة نيران ضخمة اندلعت في منشآت وخزانات داخل المحطة.

وبدوره أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستهداف محطة سابعة في وقت لاحق الإثنين.

وكانت بعض المحطات تؤمن حوالي عشر ساعات فقط من التغذية بالتيار الكهربائي، قبل انقطاعها تماماً.

وقال حسين سيفو، أحد سكان مدينة القامشلي، إن “محطة الكهرباء التي تبعد بضع مئات الأمتار عن منزلي تعرضت للقصف في العام الماضي والشهر الماضي واليوم أيضا”.

وأضاف سيفو لرويترز عبر الهاتف “في كل مرة يتم إصلاحها تقصف مرة أخرى. نحن خائفون على أطفالنا بعد اليومين الماضيين”.

وانتقد مجلس سوريا الديمقراطية الصمت الدولي حيال الانتهاكات التركية، وقال في بيان الاثنين إن “دولة الاحتلال التركي تتصرف كدولة مارقة في المنطقة وتمارس الإرهاب بأبشع صوره، وتهدف من خلال هذه الهجمات إلى ضرب الأمن والاستقرار، وخلق الفوضى، وإعادة إنعاش تنظيم داعش الإرهابي، واحتلال مناطق أخرى من شمال وشرق سوريا والقيام بعمليات التهجير والتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي من جديد”.

وأضاف المجلس في بيانه “إن الصمت المريب الذي يبديه المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص الضعف الذي تبديانه الولايات المتحدة وروسيا أمام الأعمال العدائية والإرهابية التي يقوم بها المحتل التركي بحق الشعب السوري، يشجّع على المزيد من التصعيد ويعرّض حياة المواطنين للخطر، وهو أمر مستهجن وغير مقبول، وأصبح محل شك وتساؤل، وتترتب عليه مؤشرات خطيرة تحيط بمدى جدّية والتزام الدول الأعضاء في مجلس الأمن وقوتها في فرض القانون الدولي، ومحاسبة الجهات التي تخرق هذا القانون”.

وناشد المسؤول في الإدارة الذاتية ياسر السليمان بلدان التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة، كما روسيا “الوقوف إلى جانب الشعب السوري ومكوناته وإيقاف العدوان التركي على مناطقنا”.

مجلس سوريا الديمقراطية انتقد الصمت الدولي حيال الانتهاكات التركية، وقال في بيان إن دولة الاحتلال التركي تتصرف كدولة مارقة في المنطقة وتمارس الإرهاب بأبشع صوره

وأعلنت وزارة الدفاع التركية السبت والأحد تنفيذها عمليات جوية ضد العشرات من “الأهداف الإرهابية” في شمال سوريا وشمال العراق، بينها قواعد ومخازن أسلحة لوحدات حماية الشعب الكردية.

ووضعت الهجمات في إطار “الدفاع عن النفس”، بعد مقتل الجنود الأتراك التسعة في هجوم استهدف قاعدة عسكرية تركية في شمال العراق، واتهمت تركيا حزب العمال الكردستاني بالوقوف خلفه.

وتتهم أنقرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها الوحدات الكردية وتعد الذراع العسكرية للإدارة الذاتية، بأنها تشكل امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.

وبين الحين والآخر تستهدف أنقرة أساسا بالطائرات المسيّرة مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في سوريا.

وشنّت تركيا في أكتوبر الماضي عملية جوية واسعة طالت العشرات من المواقع العسكرية ومرافق البنية التحتية في شمال سوريا بعد هجوم استهدف مقر وزارة الداخلية في أنقرة وتبنّاه حزب العمال الكردستاني.

ومنذ العام 2016 نفذت تركيا ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق في سوريا استهدفت بشكل رئيسي المقاتلين الأكراد الذين طالما أعلنت أنقرة سعيها لإبعادهم عن حدودها. وباتت القوات التركية وفصائل سورية موالية تسيطر على شريط حدودي واسع في سوريا.

2