دمشق توافق على تمديد دخول المساعدات عبر تركيا بعد تفاهمات مع الأمم المتحدة

دمشق - وافقت سوريا على تمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، لمدة ستة أشهر إضافية، بعد محادثات مطولة مع الأمم المتحدة.
ونجح النظام السوري في فرض موافقته على دخول المساعدات الموجهة لمناطق سيطرة المعارضة والتي كانت تمر دون إذن منه في السابق، في خطوة تحمل بالنسبة إليه رمزية كبيرة، لجهة التأكيد على أنه صاحب السيادة على الأرض.
وبحسب مذكرة دبلوماسية صادرة عن البعثة السورية لدى الأمم المتحدة، فإن دمشق “ستمدد الإذن الممنوح للأمم المتحدة باستخدام معبر باب الهوى لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا”. وتنص المذكرة الصادرة بتاريخ الخميس، على أنه تم تمديد دخول المساعدات لستة أشهر إضافية، تنتهي بتاريخ الثالث عشر من يوليو 2024.
كما سمحت دمشق للأمم المتحدة بإرسال المساعدات عبر معبرين تركيين آخرين، هما باب السلامة والراعي، بعد أن أدى الزلزال إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص في تركيا وسوريا العام الماضي. ومن المقرر أن تنتهي صلاحية التفويض في الثالث عشر من فبراير المقبل.
وذكرت وكالة “رويترز” في وقت سابق أن الأمم المتحدة تجري مباحثات مع دمشق للتوصل إلى اتفاق حول دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى، لـ”أجل غير مسمى”. ونقلت الوكالة عن مصادر تركية مطلعة على المباحثات، قولها إن “الأمم المتحدة تبحث مع النظام إمكانية تمديد هذا الأمر إلى أجل غير مسمى هذه المرة، دون حد محدد بثلاثة أو ستة أشهر”.
وكانت آلية دخول المساعدات إلى الشمال السوري تتم بموافقة مجلس الأمن كل عام، لكن روسيا قررت إنهاء العمل بالآلية في أغسطس الماضي، واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد تمديده تسعة أشهر. وعقب ذلك أعلنت دمشق التفاهم مع الأمم المتحدة على إدخال المساعدات عبر باب الهوى، لمدة ستة أشهر تنتهي في الثالث عشر من الشهر الحالي. وبحسب وكالة رويترز، فإن “مجلس الأمن قد يتبنى قرارا ملزما (للنظام)، إذا لم يتم الاتفاق على التمديد مع دمشق”.
وقال الباحث السوري في “مركز عمران للدراسات الإستراتيجية” معن طلاع إن هدف النظام من الموافقة على إيصال المساعدات هو “استرداد السيادة”، وإظهار أنه صاحب القرار في المناطق الخارجة عن سيطرته.
واعتبر طلاع في تصريح لموقع “السورية نت” أن الخطوة تأتي استكمالا لمشهد التطبيع الجاري مع نظام الرئيس بشار الأسد، بعد تعويمه على الساحة العربية ومحاولات إقناع الغرب بالتطبيع معه. ولطالما انتقدت دمشق آلية إدخال المساعدات العابرة للحدود إلى المناطق الخارجة عن سيطرتها وعدتها “انتهاكا للسيادة الوطنية”، كونها “لا تمر عبر حكومتها ولا تشترط موافقتها”.
ويقول طلاع إن النظام يسعى أيضا إلى إحكام قبضته على المساعدات الدولية وتمريرها عبره فقط، خاصة بعد كارثة الزلزال، مضيفا أنه “يعمل على الاستفادة من مشاريع التعافي المبكر وتوجيهها لمناطق سيطرته”.
ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين نسمة في شمال غربي سوريا الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة وبعضها مصنف على لائحة الإرهاب الدولي، ويعتمد أكثر من نصفهم على المساعدات الإنسانية، التي تراجع نسق وصولها في السنوات الأخيرة بفعل انحسار الاهتمام الدولي بالساحة السورية.
ومثلت تركيا، التي تدعم منذ سنوات المعارضة، مركزا لإدخال المساعدات إلى شمالي غربي سوريا منذ عام 2014 خاصة عبر معبر باب الهوى بتفويض من مجلس الأمن الدولي.