الحلو يوافق على لقاء تنسيقية تقدم لإنهاء الحرب في السودان

تصاعد حدة المعارك في عدة ولايات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي يتهم قوات البرهان مخازن منظمة اليونيسف بمنطقة سوبا جنوب الخرطوم.
الأربعاء 2024/01/10
الحلو مع إنهاء الحرب بعد التمدد في في ولاية جنوب كردفان

الخرطوم - أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو، مساء الثلاثاء، عن موافقتها على لقاء تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، لمناقشة وقف الحرب في السودان، وذلك بعد أن سيطرت قواتها بشكل كامل على الدلنج وهي ثاني أكبر مدن جنوب كردفان، ودون مقاومة من الجيش.

ويأتي ذلك مع تصاعد حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايات الخرطوم وشمال دارفور وجنوب كردفان، وهو ما ينذر بحدوث توتر يزيد من معاناة السودانيين، خصوصاً من ناحية تزايد أعداد النازحين، في ظل عدم وجود بارقة أمل تلوح في الأفق لإنهاء الحرب بين طرفي الصراع التي شارفت على إكمال شهرها التاسع.

وكانت تنسيقية "تقدم" قد وجهت دعوات إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان، والحزب الشيوعي السوداني، وحزب البعث، وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور، وذلك ضمن جهودها لحشد الدعم السياسي لوقف الحرب.

وقال بيان صادر من مكتب رئيس الحركة الشعبية إن "الشعبية ترحب بالجلوس مع أي طرف أو جهة أو قوى ترغب في إنهاء معاناة السودانيين المستمرة منذ عهود بعيدة".

وأضاف البيان أن الحركة الشعبية تقترح أن تتضمن أجندة النقاش قضايا الهوية الوطنية والوحدة الطوعية، وقضية علاقة الدين بالدولة، والتحوُّل الديمقراطي، ونظام الحكم، والمشاكل الاقتصادية، ومحاسبة التاريخية، والترتيبات الأمنية.

وتقدم البيان بالشكر لتنسيقية تقدم على دعوتها واهتمامها بالجلوس مع الحركة الشعبية لمناقشة القضايا المصيرية التي تهم البلاد.

ويأتي إعلان الحركة الشعبية بعد إعلان قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) استعدادها للوقف الفوري غير المشروط للعداءات، في إطار إعلان سياسي يرمي لإنهاء الحرب وقعته مع تنسيقية تقدم في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في الثاني من يناير الجاري.

وكانت قوات الحركة الشعبية، سيطرت بشكل كامل على ثاني أكبر مدن جنوب كردفان، بدون أدنى مقاومة الجيش السوداني الذي سلمها لقوات الحلو، على اعتبار أن ذلك يعد أفضل من سيطرة الدعم السريع عليها، في ظل ما تعانيه القوات المسلحة من عدم القدرة على القتال ونقص الأسلحة.

وكانت قوات الحركة الشعبية، سيطرت بشكل كامل على ثاني أكبر مدن جنوب كردفان، بدون أدنى مقاومة الجيش السوداني الذي سلمها لقوات الحلو، على اعتبار أن ذلك يعد أفضل من سيطرة الدعم السريع عليها، في ظل ما تعانيه القوات المسلحة من عدم القدرة على القتال ونقص الأسلحة.

ودارت مواجهات عنيفة الثلاثاء بين طرفي القتال في الأحياء المحيطة بسلاح المهندسين جنوب أم درمان، حيث استخدم الطرفان كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة.

ويسعى الجيش السوداني منذ فترة طويلة إلى فك الحصار عن سلاح المهندسين وربطه بمنطقة كرري العسكرية، حيث تدور على مدى أسابيع مواجهات عنيفة بين القوتين.

وشهدت منطقة الصناعات غرب أم درمان قصفاً مدفعياً كثيفاً من جانب قوات "الدعم السريع" التي استهدفت ارتكازات الجيش بمنطقة كرري والثورات شمال المدينة، كذلك دارت مواجهات عنيفة بين القوتين في منطقة السوق الشعبية، وسوق أم درمان الرئيس الذي سيطر الجيش على أجزاء منه.

وأفاد شهود عيان بأن الطيران الحربي التابع للجيش شن غارات جوية مكثفة استهدفت تجمعات "الدعم السريع" في الرياض والطائف شرق الخرطوم، وناحية ضاحية الأزهري والمدينة الرياضية جنوب العاصمة، وسمع دوي أصوات كثيفة للمضادات الأرضية وتصاعد أعمدة الدخان.

في حين استهدف الدعم السريع مواقع الجيش في كل من القيادة العامة وسلاح الإشارة ببحري وسلاح المدرعات جنوب الخرطوم ومنطقة كرري العسكرية عن طريق المدفعية الثقيلة والصواريخ المنطلقة من منصاتها المختلفة في مدن العاصمة الثلاث.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بقصف مخازن منظمة اليونيسف بمنطقة سوبا جنوب الخرطوم مما تسبب في تدمير المبنى واحتراق محتوياته.

وأدانت قوات الدعم السريع في بيان على منصة إكس "بأشد العبارات استهداف مقار المنظمات الدولية العاملة في الحقل الإنساني التي تقوم بجهود كبيرة من أجل تخفيف معاناة المدنيين".

وأضافت أن "عمليات القصف المتعمد لطيران مليشيا البرهان لمخازن اليونيسف، يأتي ضمن مخطط الفلول لمنع المنظمات الدولية من الوصول إلى المدنيين في مناطق سيطرة قواتنا."

ودعت "جميع المنظمات الدولية إلى إدانة هذه الأعمال الإجرامية التي ظلت تمارسها مليشيا البرهان وفلول النظام البائد من استهداف للمؤسسات الدولية والأعيان المدنية".

واتهم الجيش في بيان، قوات الدعم السريع بإضرام النار في برج مصرف الساحل والصحراء وإحراقه بالكامل مما أدى إلى تدميره، حيث يعد البرج أحد معالم الخرطوم الرئيسة، ويضم مقار شركات عامة وخاصة.

واعتبر البيان ما حدث بأنه توسع لنطاق انتهاكات الدعم السريع للقانون الدولي الإنساني منذ تمردها قرابة التسع أشهر، ليشمل كل أنواع جرائم الحرب ضد المدنيين والأعيان المحمية والمدنية، ما يستدعي تصنيفها من قبل المنظمات الإقليمية والدولية كمنظمة إرهابية.

وفي الفاشر عاصمة شمال دارفور، سادت حالة من الخوف والهلع وسط سكان مدينة من مغبة استئناف الاشتباكات المسلحة بعد تسلل قوة من قوات الدعم السريع إلى داخل المدينة ومحاولتها الدخول الي أحياء الزيادية وخور سيال.

ونقل "راديو دبنقا" عن مواطن من الفاشر قوله ن قوة من الدعم السريع حاولت التسلل والتوغل الي حي الزيادية شمالي الفاشر، مبيناً أن قوة من الجيش تعاملت معهم وتبادلت معهم النار مما أدى الى انسحاب قوات الدعم السريع الى خارج حي الزيادية.

وأوضح أن الأحوال عادت للهدوء في المدينة بعد الاشتباكات والمناوشات التي حدثت بين الجيش وقوات الدعم السريع.

لكن ظل الوضع متوتراً بين طرفي النزاع من جهة والحركات المسلحة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، حيث تواصل كل الأطراف حشد مناصريها استعداداً لمعركة محتملة قد تشهدها المدينة المكتظة بالسكان ونازحي الحرب التي طاولت أربعة ولايات في الإقليم.

وكانت تقارير إعلامية، أشارت إلى عزم القوة المشتركة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام إخراج الجيش السوداني من مدينة الفاشر، سلماً أو حرباً، وتسليم المدينة لقوات الدعم السريع، لكن عدد من القيادات في هذه الحركات استبعد أن يحدث هذا الأمر، مؤكدين تمسكهم بمنع مهاجمة قوات الدعم السريع" للمدينة المكتظة بالنازحين وتم إبلاغ هذه القوات وبشكل مباشر وتحذيرها من الإقدام على أي خطوة لدخول الفاشر.

وتزامنت هذه التقارير، مع وصول رئيس حركة تحرير السودان (المجلس الانتقالي) الهادي إدريس، ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر المتمسكان بمبدأ الحياد في الحرب لولاية شمال دارفور.